أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - وضع الشخص المنافق في المكان الموافق














المزيد.....

وضع الشخص المنافق في المكان الموافق


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وضع الشخص المنافق في المكان الموافق
منذ أن تأسست الدولة العراقية الحديثة غابت عنها قاعـــــــــــــــــــــدة(وضع الشخص المناسب في المكان المناسب) ، ربما هناك استثناءات في العهد الملكي ، وعهد عبد الكريم قاسم عندما عين بعض المناسبين كما يستحقون مثل رئيس جامعة بغداد، وهي محدودة جدا، وغياب هذه القاعدة ولد كوارث وأزمات ومصائب، فيترك المبدع هائما ويحتضن المنافق المتلون.
إن عهد الجمهوريات هو عهد التحزب والابتعاد عن الاستحقاق ، ولا سيما زمن البعث وخصوصا عهد صدام فقد وضع أشخاص في مناصب مهمة مثل تعيين محمد حمزة الزبيدي بمنصب رئيس الوزراء، وطه ياسين رمضان وزير للصناعة، وسمير الشيخلي وزير التعليم العالي، وتعيين حسين كامل وعلي حسن المجيد وزراء للدفاع، وان اغلبهم لايملك الكفاءة ولا الإمكانية ولا الشهادة حتى يتبوأ منصب آمر سرية في الجيش ، فكيف لعريف ان يصبح وزيرا للدفاع؟!
يعلم الجميع ان الدول المتقدمة تقدمت بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، وليس بالنفاق والمحاباة، صاحب الاختصاص الذي يعلم ماذا يفعل لانه اختصاصه وتخصصه، فغالبا التخصص يجلب الإبداع والتطور والازدهار، فعندما يكون وزير التعليم العالي استاذا جامعيا يعلم بواطن الأمور وما يحتاجه التعليم العالي، وبين وضع ضابط على التعليم العالي ومكانه في الجيش، ووزير الصحة من المفترض أن يكون من ذوي التخصص الطبي، والصناعة من المفترض أن يتولاها مهندس بارع ومخترع ماهر، وهكذا باقي الوزارات.
هناك امور تمنع تطبيق قاعدة الشخص المناسب للمكان المناسب، وهي متجذرة لدى الشخصية العراقية، كالزعامة وحب القيادة، فالبعض يبحث عن الزعامة ليس للخدمة كما هو معروف بالدول الديمقراطية، وإنما برغبة السيطرة على الآخرين، والنفاق والوصولية، فالنفاق تحقيق غاية شخصية من غير استحقاق بالتلون والتملق، والوصولية يحلل لنفسه جميع الوسائل حرامها وحلالها في الوصول إلى غايته المنشودة، وحب الشخص لذاته وحب الظهور من خلال التملق والمدح والإطراء، وهذه الصفة دمرت مؤسسات ووزارات باكملها وذلك بالعمل لمصلحتهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، الانتفاع من المنصب، وخاصة في الحكومات ما بعد 2003 فقد عاش العراقي فترات طويلة من الحرمان والعوز مما جعله يطمح دائما الى تغيير واقعه المعاش خصوصا وان المنصب يدر الكثير من الأموال والفوائد والمنافع والنفوذ والوجاهة، ولا ننسى العلاقات العشائرية التي يكون لها حصة الأسد في التعيينات والسرقات فابن العشيرة أولى من الآخرين (والشجرة التي لا تفيء على أهلها كصها) يعني اقطعها، والتخندق الحزبي كان واضحا في الجمهوريات وزمن حزب البعث حيث انتمى اغلب الناس للحزب ليس حبا فيه وانما طريقا للوظيفة والحصول على الفرصة في دوائر ومؤسسات الدولة، وما شهده العراق بعد 2003 حيث لم نشاهد وزيرا او مديرا او وكيلا من دون ان يكون منتميا لحزب من الأحزاب الحاكمة وخاصة النافذة. فالتعيينات تخضع للعلاقات فتجد عائلة لديها 5 خريجين وأصحاب شهادات عليا غير متعينين وعائلة اخرى جميع أفرادها تم تعينهم رغم إنهم لايملكون المؤهلات لأنهم أقارب احد المسؤولين.
ان استمرار الوضع على ماهو عليه ، بوضع الشخص المنافق في مكان يصنع له لأنه منافق، جعلنا من الدول المتخلفة والأكثر فسادا وتزويرا وتحايلا ، فالفوضى في كل مفصل من مفاصل الدولة وغياب الحساب والرقيب لان اكبر السراق والفاسدين من المنافقين هم أصحاب السلطة والمال.
وينبغي إيجاد حل لهذا الوضع المتفاقم ، والا فان هذه الطاقات المنتهكة حقوقها سوف لن تصمت طويلا ، والحل يكمن في:
1ـ تكوين لجنة وطنية من آهل الغيرة الوطنية والخبرة لمقابلة المتقدمين لشغل المناصب المهمة بغض النظر عن انتمائهم الحزبي والطائفي والعرقي.
2ـ وضع مدة زمنية للمتقدم لتنفيذ برنامجه وإذا فشل يستبدل بغيره .
3ـ بالنسبة للمناصب الأقل أهمية من الأولى ، أيضا تشكل لجنة متخصصة فنيا ، تختاره على ضوء مؤهلاته ومالذي فعله وسوف يفعله، وأيضا يمنح فرصة كافية لتحقيق برنامجه وإذا لم يفلح يستبدل.
4ـ وجود رقابة وحساب على كل صغيرة وكبيرة، ويجب أن يتعهد بأنه يخضع للاستجواب في حال تقصيره أو أي خلل في عمله.
5ـ اما بالنسبة للتعيينات العامة للموظفين يجب ان تخضع للقانون وحسب ضوابط لايخترقها أي احد مهما كانت درجته أو صفته الحكومية أو درجته الحزبية .



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفو والقانون والعيارات النارية
- التنوير في عصر التكفير
- العفو عن الجلاد قبل انصاف الضحية!
- الحسابات التركية والاهداف الكوردية في سوريا
- مالذي يؤخر معركة الموصل
- الدولة الوطنية
- بوكو حلال
- القضاء مسيس والدليل غير كافي
- عندما يختلف الحرامية تنكشف السرقات
- التاجر الوسيط وخراب البلد
- الباخص والتقشف
- الهدف الحكم وليس الوطن
- احزب الله ارهابي واسرائيل صديقة
- هيكل والصحافة العربية
- لايصلح التكنو قراط ما افسده الساسة
- ناس تتلكة العجاج وناس تاكل دجاج
- العرب وحرب الوكالة
- السعودية وتحالفات التقسيم
- تحرير سنجار وبقاء العرش
- العبادي الى الوراء در


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - وضع الشخص المنافق في المكان الموافق