أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - العقل السياسي اليوم .. سوريا تقلب مسار الأحداث














المزيد.....

العقل السياسي اليوم .. سوريا تقلب مسار الأحداث


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 03:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يختلف أصحاب العقل السياسي اليومي في موقفهم من الأحداث. الا ان الجامع المشترك فيما بينهم هو في انفعالاتهم مع الأحداث. ان ينتصر الفريق المؤيدين له في معركة ما يهللون ويتفاخرون ومن في مقابلهم يحبطون وينزوون. هذا العقل المحدود لا يمكنه ان يحيط بالأحداث ولا في ابعادها ودلالاتها .
حتى حين يأتي من يشرح العلاقة بين هذا الحدث وذاك في أي منطقة من العالم يضيق صبر العقل السياسي اليومي ولا يخجل من القول انه لم يفهم ويبقى أسير الحدث المعزول عنده.
منذ سقوط جدار برلين أواخر القرن الماضي سعت الولايات المتحدة للسيطرة المطلقة على العالم والتحكم في مسار تطوره وافترشت اساطيلها وجيوشها في طول الارض وعرضها. و|أشعلت الحروب في البلدان التي لم تستجيب لمتطلباتها. وكان لمنطقتنا النصيب الوافر من هذه العدوانية. لما تختزنه من مصادر للطاقة وما تمثله من موقع جيواستراتجي، كونها قلب هذا العالم. لتضع العالم أمام خيارين إما الحرب والدمار أما الخضوع والاستسلام.
لن نسترسل في عرض ما واجهته الولايات المتحدة وما تكبدته من خسائر جسيمة رغم أنها وظفت في سبيل عدوانها على العالم كل ادواتها. من دول، ومنظمات اقليمية، وأحلاف تساقطت جميعها واصبحت عاجزة عن تلبية متطلبات الحروب. الهم الا ما تحصل منها على عوائد تلبي احتياجاتها من نهب لموارد الشعوب المستضعفة – العراق ولبيبيا على سبيل المثال.
وكان "الربيع العربي" حلقة من مخطط "الشرق الأوسط الجديد" و"الفوضى الخلاقة" . وكانت البداية في تونس التي يخضع نظامها السياسي للإملاءات الأميركية ومن ثم مصر وصولا الى سورية . بغية اعادة تقسيم المنطقة بما يوفر على الولايات المتحدة اعباء الراعية للنظم الموالية لها من جهة، وبما يتيح لها ممارسة النهب والسيطرة دون اضطرارها لعقد اتفاقات تحد من هامش الحرية في نهب الموارد وقطع الطريق على أي دولة تجد مصالحها في تطوير علاقاتها الأقليمية والدولية مع دول تواجه الولايات المتحدة ونجحت في تحقيق تطور اقتصادي ونمو في قدراتها المختلفة من جهة أخرى.
غير ان صود سوريا بوجه الهجمة الشرسة والتي حشد لها عشرات الألوف من الارهابيين ومن مختلف الجنسيات، وتكالب الكيانات الإقليمية على نهشها وتدميرها. قطع الطريق على المشروع الأميركي ولم يكتمل الحلم بتفتيت المنطقة كما استوحت أميركا وحلفائها وأدواتها بفعل الانهيار السريع لنظم مثل العراق وتونس ومصر. ومن ثم انتقلت سوريا من حالة الدفاع الى حالة الهجوم ما ادى الى خلق مسار جديد في مجرى الأحداث جعل الملتحقين بالمشروع الأميركي يعيشون مأزقا يهدد كياناتهم وان كان بنسب متفاوتة. على سبيل المثال هذا هو الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني. بدأ يعيش "أزمة وجودية" وتركيا التي انخرطت بالمؤامرة بكل قوتها بدأت تبحث عن مخرج لها بسبب ارتدادات الهزائم التي تمنى بها العصابات المسلحة على الارض السورية، والأرض العراقية على يد "الحشد الشعبي العراقي".
أمست الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة يتخبطون بعجز وتنافر فيما بينهم ويلهثون لتحقيق مكاسب ميدانية تصرف على طاولة المفاوضات.
في المقابل تكشف الأحداث ان محور المقاومة والممانعة المشكل من إيران وسوريا وحزب الله. والمتناغم مع "الحشد الشعبي"، الذي يتعاظم دوره وتأثيره على مستقبل العراق. والى جانبه القوى اليمنية وفي طليعتهم الحوثيين. ومن خلفه روسيا والصين ودول عديدة في العالم.
ان هذا المحور يملك استراتيجيته المضادة للمشروع الأميركي ويخوض غمار الحرب بوعي كامل لمساراتها وهو يحق انجازات تتمتع بالقوة والثبات مبنية على إستراتيجيات واضحة المعالم ولا تنجرف بردود فعل تنساق فيها بما يخدم المخطط الأميركي.
وبما ان منطقتنا تمثل قيمة حيوية عالمية. فان الحرب فيها تتجاوز الأمزجة اليومية وردود الفعل ويتوقف على مسارتها مستقبل المنطقة برمتها والعالم أيضا.
تبقى الاشارة الى ان المحاولة التركية البائسة لوضع يدها المباشرة على اجزاء في شمال سوريا خشية سيطرة الكرد عليها. له وجه ايجابي على المستوى التكتيكي وهو تعطيل جزء من المشروع الأميركي بخلق كيان شبيه بالكيان الكردي العراقي.
الا ان تركيا لا تستطيع ان تستثمر هذا الدخول في تحقيق مكاسب على حساب مستقبل سوريا او يجعلها شريكا في صياغة هذا المستقبل – نعم هي جزء من المنطقة ولا شك انها شريكة في صياغة مستقبل المنطقة، وهذا لا يمنحها حق احتلال أراض سورية. وأية محاولة من هذا النوع سوف يعيد فتح مسائل موضوعيا ، ليس لتركية القدرة على الوقوف بوجهها على الصعيد الاستراتيجي واهمها "لواء الاسكندرون". غير ان هذا المدى لا زال بعيدا كما ان وهم التسوية في سوريا لن يحقق اية مكاسب اقليمة لأحد بعد الانجازات العظيمة التي حققها الجيش العربي السوري وحلفائه. ولن تبلع اية تسوية مستوى التغيير السياسي والنظام الاقتصادي الاجتماعي فيها حدود ما سبق وتحقق في هذا المجال من خلال سلسلة الاصلاحات التي اقرتها سوريا في نظامها.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإرهاب- أخر أسلحة الرأسمالية الإمبريالية .. -نيس- ليست بدا ...
- هل تعود -مصر أُم الدنيا-؟
- ميشال سماحة بين جنون الحاقدين وتفاهة المنافقين
- العصبية الحزبية رابطة وهمية.. أخر ما بقي للحزب الشيوعي اللبن ...
- عفوية الجماهير ومايسترو القلاقل السياسية والاجتماعية من وحي ...
- المعلوم والمجهول في المسار السياسي للكيان اللبناني والدور ال ...
- نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة
- في ذكرى 13 نيسان
- غزة بعد العدوان (المشهد السياسي يتكرر في كل كيان)
- عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة ا ...
- نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا ال ...
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - العقل السياسي اليوم .. سوريا تقلب مسار الأحداث