أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل تعود -مصر أُم الدنيا-؟














المزيد.....

هل تعود -مصر أُم الدنيا-؟


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة من الاحباط اصابت شرائح كبيرة من الصعاليك في مصر، والنخب التى روجت للرئيس السيسي بتشبيهه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولم تقتصر ردود الفعل على المصريين وحدهم بل شملت الشرائح نفسها في عدد كبير من الكيانات العربية. على خلفية اعلان السيسي تسليم السيادة على جزيرتا صنافر وتيران للسعودية.
بعيدا عن الجدل العقيم حول ملكية الجزيرتين ان جوهر ردود الفعل الرافضة لها دلالات أبعد بكثير. تطاول موقع مصر ودورها التاريخي والدور المأمول منها على مستوى الأمة العربية. هنا تكمن ردودالفعل الجماهيرية .
منذ وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أخذت مصر في مسار بدأ انعزاليا واستمر في تآكل دورها وما كانت تجسده بظل قيادة عبد الناصر من أحلام الوحدة والتحرر الوطني-القومي، وبناء الدولة الحديثة. واستمر هذا المسار لأكثر من أربعة عقود ونيف من قيادة السادات الى حسني مبارك وصولا الى محمد مرسي ، والذي انكشف في دوره التآمري على وحدة مصر بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني وما يمثله من خلال جماعة الاخوان المسلمين وامتداداتها في العالمين العربي والاسلامي. بناء على مخطط كشفت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ويستهدف المنطقة العربية – الاسلامية.
فكانت الانتفاضة المصرية الثانية تعبيرا عن احساس الجماهير المصرية بهذه المؤامرة من جهة وادراك المؤسسة المصرية الأم التي تمثل اكبر كتلة اجتماعية - ألا وهي الجيش والقوات المسلحة المصرية – وما تعكسه هذه المؤامرة من تهديد يستهدفها ويفتتها لخلق حالة فوضى تطيح بكل مقومات الحياة الوطنية لصالح حفنة من المرتزقة والعملاء في الداخل وتعطيل أي دور يمكن اذا ما تحررت مصر ان تلعبه على مستوى المنطقة برمتها.
ما كان لمصر ان تنجح في الوقوف على هذا الخط الأحمر والصمود بوجه المؤامرة لولا ان احدى أهم حلقاتها في المنطقة صمدت وقاومت وانتقلت من حالة الدفاع الى حالة الرد الهجومي ، والمتمثلة في سوريا التي تحطمت على صخرتها اندفاعة المؤامرة . ما انعكس في مصر قناعة ان الارادة الأميركية - الصهيونية ليست قدرا لا مفر منه. فنجح الجيش والقوات المسلحة المصرية في حماية الشعب من قوة البطش التي كانت تشكل العامود الفقري لتنفيذ المؤامرة وهي جماعة الاخوان المسلمين وأذرعها العسكرية الارهابية.
وما كان بيد الأميركيين الا القبول بهذه النتيجة واحتوائها لأن البديل المتوقع كان "حركة ظباط احرار". كانت قد بدأت تتبلور ارهاصاتها على مستويات عدة في الجيش والقوات المسلحة. وكانت الخلاصة ان تتوقف مسيرة استهداف مصر المباشرة مقابل ضمان المصالح الأميركية والتزام الحياد النسبي تجاه احداث المنطقة، وضمان التزام مصر بالمعاهدات والاتفاقات التي ارسيت منذ عهد أنور السادات. ومن ضمنها اتفاق "كامب ديفيد" وملحقاته.
من البديهي ان لا يدرك الصعاليك حقيقة ما تواجهه مصر من تحديات ولا ان تكون النخب الشعبية والعسكرية على استعداد بعد لقطع مسار تحقق لها فيه جملة من المكاسب والامتيازات هي على حساب كل البنى الاجتماعية المصرية، فضلا عن دور مصر القومي . الا انها في حالة تهديد مصالحها المباشرة هي اقرب الى الانحياز لفئات الشعب المختلفة.
واذا كان ذلك في المدى المتوسط والبعيد لن يستمر ولا بد أمام تفاقم هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من الانفجار الذي لا مفر منه لتكون بعده "مصر أم الدنيا" بحق. سوف تساهم التطورات في ميادين الصراع الملتهبة وخوصا في سوريا والعراق واليمن. من جهة المشرق العربي والتي تتقدم فيها قوى الممانعة على قوى الخضوع للإرادة الأميركية. ومن جهة المغرب العربي وخصوصا في ليبيا حيث لا زالت تمثل قوى الارهاب التكفيري تهديدا كبيرا يغطي النهم الكبير لدول الاستعمار الغربي في نهب الموارد ما يجعل منحى الصراع في المغرب العربي يشكل تهديدا مباشرا لمصر مم سوف يجبرها في المتوسط ان تنخرط فعليا بمحور الممانعة لمواجهة قوى الارهاب التكفيري الذي يستهدفها بشكل ملموس وان كان هذا الاستهداف لا زال في حدود المناوشات المحدودة.
لا زالت الحرب على مستوى المنطقة عموما بعيدة عن نهاياتها الا ان مسار تطورها الحتمي هو في صالح التحرر الوطني – القومي. ونستدل على ذلك من خلال الكثير من المقدمات أبرزها انتقال سوريا والعراق من الدفاع الى الهجوم واستنفاد القوى المتشاركة في المؤامرة القدرة على الاستمرار في حالة الاستنزاف لمواردها. واهم مؤشرات هذا الواقع هي: المأزق الوجودي والعجز عن المبادرة الذي يتخبط فيه الكيان الصهيوني. وهو أهم القواعد الاستعمارية في المنطقة. بجانب انحسار الدور التركي وانتقال القلاقل والتوترات الأمنية والسياسية الى داخل الواقع التركي فضلا عما تتخبط فيه تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية. أما ادوات السيطرة الاستعمارية الغير مباشرة والمتمثلة في النظم التابعة هي تتخبط في حروب اشعلتها، وعاجزة عن ايقافها اخذت تستنزفها بشكل مباشر بعد ان كانت تعتمد على ادوات من نسيج الكيانات التي تستهدف تقويضها. وفي طليعة هذه النظم المملكة السعودية.
لا شك اننا سوف نشهد بعد الكثير من مآسي الحرب وسوف ندفع أثمان كبيرة من مواردنا وطاقاتنا المادية والبشرية قبل الوصول الى النهاية. بالنظر الى الطبيعة السائدة لقوى المواجهة التي تلتزم الحدود المرسومة في حركاتها بما لا يتجاوز ما رسمها الاستعمار من حالة التقسيم والتجزئة. وان كانت قوى لا زالت من حيث سعتها محدودة قد تجاوزت هذه الحدود وانخرطت في المواجهة في غير ميدان ونعني هنا تحديدا "حزب الله".
وحدها ان تبلورت جبهة وطنية – قومية بمشروع تحرري - وحدوي، وقومي عربي. متناغم مع البعد الاسلامي المحيط لمنطقتنا العربية. تكون قادرة على توفير شروط بناء الدولة المركزية النامية في مواجهة التحديات والمتماهية مع طبيعة المرحلة التاريخية، وتخفيف تكلفة الحرب الباهظة التي فرضت علينا.
هنا تكمن الفرصة لمصر لأن تكون أم الدنيا.



#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشال سماحة بين جنون الحاقدين وتفاهة المنافقين
- العصبية الحزبية رابطة وهمية.. أخر ما بقي للحزب الشيوعي اللبن ...
- عفوية الجماهير ومايسترو القلاقل السياسية والاجتماعية من وحي ...
- المعلوم والمجهول في المسار السياسي للكيان اللبناني والدور ال ...
- نهاية وبداية مرحلة تاريخية جديدة
- في ذكرى 13 نيسان
- غزة بعد العدوان (المشهد السياسي يتكرر في كل كيان)
- عودة سعد الحريري ليست بشارة تسوية هو بيدق هامشي في استراحة ا ...
- نحو مقاربة متحررة من المفاهيم الموروثة للأحداث في منطقتنا ال ...
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية (2)
- تأملات في معضلة الحركة السياسية العربية
- الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي
- الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ
- الى متى نستمر بالخضوع للابتزاز؟
- بمناسبة الأول من آب عيد الجيشين اللبناني والعربي السوري. تحي ...
- لمحة على المشهد اللبناني: نبيه بري ووليد جنبلاط حركة في فراغ ...
- دولة عربية واحدة في الأفق
- أبرز المعضلات في مواجهة الحراك الشبابي اليساري التقدمي تجاه ...
- لبنان تحت غصن ورقة التوت
- هل تندفع المنطقة العربية- الاسلامية الى حرب كبرى؟! أم أن هذه ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن عماشا - هل تعود -مصر أُم الدنيا-؟