أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الديمقراطية الفاسدة














المزيد.....

الديمقراطية الفاسدة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 18:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من حيث الشكل، كل مؤسسات الديمقراطية موجودة في العراق مثلما هي موجودة في هولاند او بريطانيا او المانيا، فتوجد صحافة وشبكات واسعة للاعلام الفضائي ومنظمات عديدة للمجتمع مدني ، كما تبدو السلطة وكانها مثل ما هي في البلدان المتقدمة لا تتمركز بيد جهة محددة، فمراكز القوة والقرار موزعة بين رئاسة الوزراء ومجلس النواب ومجلس القضاء، وتبدو هذه السلطات منفصلة ومستقلة عن بعضها. ومثلما هو الحال في النرويج والسويد والدنمارك تجري انتخبات ( حرة ) كل اربع سنوات لاختيار الاحزاب التي ستشكل الحكومة. اي ان جميع اشكال النظام الديمقراطي موجودة في النظام العراقي الحالي مثلما هي موجودة في بلدان العالم المتحضر.

ورغم هذا التشابه (الشكلي) الى حد التطابق بين الديمقراطية في العراق وديمقراطية البلدان المتحضرة، إلا انها(الديمقراطية العراقية) على خلاف الديمقراطية الغربية التي تحافظ على تماسك المجتمع في وحدة قانونية وحقوقية وانسانية، تساهم الديمقراطية في العراق في تشتيت الوحدة الوطنية وزيادة التناحر الطائفي والمذهبي والأثني وتحول الوزارات الى اقطاعيات حزبية-طائفية وتمنح العشائر والمرجعيات الدينية سلطة معنوية واعتبارية ، ويكون نتاجها الرئيس والغالب هو الفساد بينما يشكل الطمع بالحصول على المال والامتيازات الدافع الاساس للاشتراك في العملية السياسة والترشح للانتخابات.

لكن ما الذي يجعل الديمقراطية في البلدان المتحضرة منتجة وفعالة بينما الديمقراطية في العراق فاسدة وغير منتجة؟
هل النقص في الديمقراطية كوسيلة لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ام ان الخطأ يكمن في الدستور والقوانين والانظمة التي شرعتها وقنونت فعالياتها، ام ان القصور في المجتمع؟

نعتقد ان الاجوبة على التسائلات الثلاثة اعلاه ستكون نعم، ذلك ان الديمقراطية لا يمكن ان تكون وسيلة لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية اذ لم تدع الحاجة اليها، والحاجة التي نقصدها ليست ما تفرضه متطلبات الظروف السياسية التي تستدعي اتباع الديمقراطية للتغلب او لتذليل الصعوبات، بل نعني بها وعي المجتمع لهذه الحاجة، فإذا كان المجتمع يعتقد ان الدين الاسلامي هو الحل، وان القرآن هو الدستور، وان الحوزات والمرجعيات الدينية بديها مفاتيح التغلب على المعظلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فما هي الحاجة للديمقراطية اذن؟
الديمقراطية حينها لا تعني سوى تسويق القبح بغلاف مزوق. وتتحول من حكم الشعب التمثيلي الى سلم لوصول لصوص الشعب لمفاتيح بيت المال.
واذا كانت الديمقراطية تفترض المساواة والعدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين الناس لأنتمائاتهم العرقية او القومية او لون البشرة او الدينية او طائفية، فان تقسيم الشعب الى مكونات لا يعني في المحصلة الاخيرة سوى طيفنة الشعور الوطني وطيفنة الحقوق والقوانين بما لا ينسجم مع الوحدة القانونية والحقوقية والوطنية ويتعارض مع الديمقراطية التي عندها تصبح حكم المكونات وليس حكم الشعب.

ان احد الاسباب الرئيسية في عدم فعالية ديمقراطية البلدان المتخلفة، مثل العراق، هو ان الاحزاب التي تصل الى الحكم عن طريق الانتخابات، تصل عن طريق الولاءات الطائفية او الولاءات القومية، فتصبح الطائفية والشعور القومي احد الوسائل الهامة في الظفر والفوز بالانتخابات والحصول على اغلب المقاعد في البرلمان، ذلك يعني ان هذه الاحزاب، الحاكمة او المعارضة حتى في حالة مشاركتها في الحكومة ضمن لعبة المحاصصة او لعبة التوافقات السياسية، فانها تحرص على خلق ثقافة طائفية ومذهبية متناحرة، فتقسيم الشعب الى زمر ومجاميع وفرق متناحره يخلق امراء حرب وابطال طائفيين ونخبويين تلتف الناس حولهم وتهتف بحياتهم وتعتبر اي اساءة اليهم هي اساءة لرموز مقدسة وابطال شعبيين واستهانة بهذه الطائفة او تلك.

ان غلبة شعور الانتماء للمكونات على شعور الانتماء الوطني، يخلق حالة من عدم الاهتمام بثروات البلد وعدم الاكتراث بالمال العام، وخاصة في البلدان التي تعتمد في واردتها على الانتاج الريعي وليس على النشاطات الانتاجية للمواطنين. فالبرلمان، وهو اهم مؤسسة في كافة ديمقراطيات العالم، يتحول الى برلمان فاسد، البرلمان العراقي نموذجا، اذا كانت انظمته المالية والادراية والتنظيمية تشرع على اسس فاسدة.
فما يحصل عليه البرلماني العراقي من مخصصات مالية هو اضعاف ما يحصل عليه اي برلماني في العالم، كما ان الامتيازات غير المعقولة وحراسات النواب المكلفة(كانت 30 حارس ثم قلصت بعد التقشف الى 16 حارس) تقطع اي ارتباط لهؤلاء النواب بالشعب وتصنفهم ضمن طبقة طفيلية لا هدف لها سوى الاثراء. ان ذلك يعني ان اي اشتراك في هذا البرلمان او الترشيح له، هو ايضا مشاركة بالفساد وطمع مفضوح للتمتع بالامتيازات على حساب المواطنين.
وما ينطبق على البرلمان ينطبق ايضا على رئاسة الجمهورية الذي يحيط حوله جيوش من المستشارين والحمايات وتخصص له ميزانية ضخمة هو وحده الذي يحدد اتجاهات انفاقها دون تقديم اي موازنة ختامية سنوية كذلك هو حال رئيس الوزراء والوزراء والخبراء والمستشارين والسفراء. ان ديمقراطية من هذا النوع هي موت وخراب ديار. ان المشترك الجامع لكل هذه المؤسسات الحكومية هي انها تنتج فسادا واضحا وصريحا.

قد يعتقد البعض بان الديمقراطية حتى ولو كانت فاسدة افضل من الدكتاتورية، قد يكون هذا التصور صحيحا لبعض الوقت، لكن ان تستمر الحال كما في العراق الى 13 سنة، وان تشتد وتائر العنف والقتل والاختطاف والاغتصاب والفقر والتناحر والفساد، فان هذه الديمقراطية لا تعني سوى تدهور متسارع نحو الانحطاط الكامل ولا يتعلم الناس منها سوى ابجدية الفساد
















#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس هذا هو الاسلام!!
- الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الديمقراطية الفاسدة