أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - قتل بسيف الشريعة














المزيد.....

قتل بسيف الشريعة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 01:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم كل الجهود التي بذلت لاطلاق سراح القتيل الشيخ نمر النمر او لتخفيف الحكم من الاعدام الى المؤبد، لم يكن متوقعا ان تستجب المملكة السعودية، ذلك ان الشيخ النمر قد طالب علنا بالتخلص من سلطة ال سعود، وهو المطلب الذي يرقى عندهم الى ما فوق الكفر بالله جهارا نهارا. فهم، أي ال سعود مثل الله قد يعفون عن أي شيء الا ان يشرك بهم احد.
لقد اعدم شيخ الدين النمر بتهمة الارهاب، مع ان الارهاب ليس له تعريفا اسلاميا محددا، ذلك ان اي تعريف مهما كانت صياغته سيتعارض مع حيثيات التاريخ الاسلامي منذ بداية الدعوة لحد يومنا هذا.
اننا نعني بذلك ان كل جرائم المجموعات الارهابية، مثل القاعدة والنصرة وداعش وجيش الاسلام ومجموعات الاخوان المسلحة قد اعتمدت على القياس، أي ان لجرائمها نظيرا في مجريات التاريخ الاسلامي ووقائعه. ان ذلك يفسر امتناع الازهر عن تكفير داعش واخراج المؤمنين بفكرها من ملة الاسلام، ذلك انهم، وفي كل جرائمهم لم يأتوا بفعل يشذ عن قواعد سلوك المسلمين الأوائل.
فكان ولا بد ان يكون التعريف السعودي للارهاب مستمدا شرعيته من الشريعة الاسلامية والسنة النبوية وفق معطيات النصوص والقياسات السنية ولا يمكن ان يكون الا بما يتلائم ومصلحة الحكم ووفق الايدلوجية الوهابية التي تعتبر بان الخروج عن طاعة ولي الامر جريمة قصاصها قطع العنق صبرا.
لذلك، وجوابا على سؤال لا بد وانه يدور بخلد المؤمنين الشيعة، اذ كان الخروج على ولي الامر يستوجب القصاص، فلماذا يسكت الوهابيون على معاوية ابن ابي سفيان الذي خرج عن طاعة الخليفة علي بن ابي طالب بحجة المطالبة بدم عثمان؟
الوهابيون يجيبون بان على المسلمين عدم اثارة مثل هذا النوع من الاسئلة والكف عن نبش التاريخ، ذلك انه اثارة للفتنه، والفتنة نائمة لعن الله من ايقضها.
الوهابيون محقون بذلك، فالعقل الاسلامي لا يهتم بالوصول الى الحقيقة ولا ينشغل بالمنطق ولا بالفلسفة، وليس من صفاته الوصول الى استنتاجات تخدم التطور الفكري، انه عقل ينشغل كليا باعداد مواد وصفائح الاتهام ولا تهمه نزاهة الوسيلة او الحقيقة، بل التجريم حتى لو كانت التهم تزويرا وتلفيقا للتاريخ كما في قضية الشيخ النمر.
الشيعة يختلفون كليا وهذا الطرح، اذ ان المثل الاعلى عند الشيعة هو الحسين بن علي الذي خرج عن طاعة خليفة المسلمين يزيد بن معاوية، اولا بأمتناعه عن مبايعته وثانية بالخروج عليه بتوجهه الى الكوفة ثم مقتله في كربلاء.
الشيعة يذهبون الى اكثر من هذا، فهم اصحاب المبدأ القائل بان الحاكم العادل الكافر خير من حكم امام مسلم جائر. لكن هذا الموقف او هذا المبدأ ليس رايا فلسفيا محظا او انه مبني على المنطق الديني الشيعي، انما يستند على حقيقة ان العلويين او الشيعة كانو دائما المحكومين المظلومين بينما الاخرين كانوا دائما الحاكمين الظالمين.
لذلك يكون الشيخ نمر النمر عند الوهابية مثيرا للفتنة خارج عن طاعة ولي الامر مستحقا للقتل بينما عند الشيعة ثائرا مطالبا بالعدل والانصاف، اما عند المذاهب الاخرى فان الموقف من الاعدام تحدده التجاذبات السياسة والمالية.
تهمة الارهاب، وحقيقة ان الشيخ النمر اعدم مع مجموعة كبيرة وهابيةـ سنية الاعتقاد، هي محاولة لابعاد تهمة الحقد الطائفي في انزال القصاص. والملفت للنظر ان الشيعة تصرفوا بذكاء غير متوقع منهم، اذ انهم لم يعزفوا على الوتر الطائفي كعادتهم في صراعهم المرير مع الوهابية. لقد ركزوا على ظلم وجور الحكم السعودي وعلى تمسك العائلة بالحكم بكل الوسائل وانهم، أي الوهابيين لا يمثلون السنة بل يمثلون شريعة وهابية مستندة على تراث بن تيمية.
ابتعاد الشيعة عن تضخيم العامل الطائفي كان تكتكيا لكسب قلوب السنة الذين قد يشاركونهم الرأي في الحقد على الوهابية خاصة في توظيفها لمليارات الدولارات في التبشير للمذهب الوهابي وشراء الذمم. وهو على العكس من سياسة السعودية ضد ايران او ضد المواطنين الشيعة السعوديين، اذ ان السعودية تضخم العامل الطائفي وتعطيه الاولية في الصراع فهي لا تعول على كسب الشيعة كاصدقاء، انها تتهم دائما بانهم عملاء لايران.
لكن السؤال لماذا حظي اعدام الشيخ النمر بهذا الاهتمام الكبير شيعيا او حتى اسلاميا وعالميا؟
ذلك ان التهمة الموجه له، وهي الخروج عن طاعة ولي الامر، تهمة لا تستحق الاعدام ولا تستحق السجن، وانه لاستهتار بدم الانسان ان يذبح وهو لم يرفع سلاحا ولم يلتحق بمنظمة مسلحة ولم يسفك دما لاحد ولم يرتكب جرما ماديا ولم يسطو ولم يفجر، كل الذي فعله كان احتجاجا خطابيا. انها منتهى الاستهانة بالانسان واسترخاص لقيمته وفق شريعة دموية مقدسة تذكرنا بذبح خالد القسري للجعد بن درهم حيث اعتلى المنبر قائلا انصرفوا الى ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم، ونزل ونحره مثل ما ينحر خروف العيد عند عتبة المنبر الاسلامي...
افلا تكف الشعوب عن خداع نفسها وهي ترى بان الانسان في ظل الشريعة الاسلامية ارخص من حبة خردل واقل قيمة من بعوضة ؟
ولك ان تسأل أي شكل للحرية وللديمقراطية تلك التي تدعي السعودية انها تعمل على احلالها في سوريا وهي تقطع رقبة انسان كل الذي فعله انه قال بمالا ينسجم ورغبات الملك.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - قتل بسيف الشريعة