أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - العراق: القتال ضد مجهول















المزيد.....

العراق: القتال ضد مجهول


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سوريا، ورغم ماكنة التضليل الاعلامية الضخمة التي تمولها دول الخليج بمليارات الدولارات، والتي تبحث دائما عن مخرجات للارهاب، الا ان شخوص الصراع واضحة غير مجهولة تدور حولها الاخبار وعناوين الصحف وتذكرها الفضائيات في حلقات الحوار التلفزيونية. والصراع في مجمله وفي اكبر محاوره يدور بين الدولة السورية وبين مجاميع وفصائل اسلامية ارهابية ممولة ومسلحة ومؤدلجة اجنبيا. الدولة السورية على علم ودراية بكل تفاصيل الصراع، فهي تعرف ماضي وحاضر قادة هذ المجاميع، وعلى اطلاع بجغرافيات تواجدهم وعلاقات اتصالهم، تعرف تمويلهم وتسليحهم وعددهم وعدتهم. كما ان من كانوا يساريين او ماركسيين سابقين او لبراليين متحذلقين، ارتؤوا ان ينزعوا اقنعتهم الايدلوجية والطبقية ويصبحوا طبولا تقرع عليها جوقات الارهاب الاسلامية شعارات الثورة التركية –القطرية- السعودية.
وفي اليمن، ورغم التعقيد السياسي والطائفي والقبلي والجغرافي والمذهبي، الا ان اطراف الصراع واضحة رغم ضبابية المواقف، ومفروزة رغم تشابك الخطوط السياسية والطائفية. اليمنيون يعرفون اصطفافات السياسة الممثلة بشخصيات مالكي الاحزاب ورؤساء القبائل، يعرفون ميول هذه القبيلة اوتلك، و هذا الحزب او ذاك، فالولاءات معلنة والشعارات السياسة اصبحت اكثر وضوحا وتخصيصا، لقد خلعت عنها صبغة الغوغاء العامة عن فلسطين والوحدة الاسلامية واسرائيل، واصبحت اكثر تشخيصا لاعداء الحاضر الحقيقي. كذلك دول الخليج هي الاخرى افرزت عن وجهها الدعواني، ولم يعد قناع المجاملات وادعائات الاخوة الاسلامية والخليجية والصلح والحوار تستر ملامح الاهداف الحقيقية في نوايا السيطرة على ما يسمى العالم العربي والعالم الاسلامي!
اذ ان كل المبادئ النبيلة والحرية والتقدم والمساواة التي اتت بها الماركسية عند تأسيس المعسكر الاشتراكي ، قد اضمحلت وانتهت وحلت محلها الاطماع الشخصية والركض وراء المال على حساب الكرامة وبيع النفوس رخيصة في سبيل التقاط فتات موائد دوائر الخليج المخابراتية. واذا كانت البروليتاريا تبيع قوة عملها لقاء اجر معلوم، فان شخصيات السياسة والثقافة الاسلامية والعربية وجامعتها المرموقة باعت حتى كرامتها مقابل وعود معسولة بالثراء ورضيت ببيع ضمائرها والسكوت بكل نذالة عن قتل الانسان بكل شراسة.
اليمنيون والسوريون يعرفون اعدائهم ويعرفون اهدافهم وما هي مهماتهم واولياتهم، فهم في هدى من امرهم، انهم يصنعون السياسة، التي لا يمكن ان تكون ناجحة دون شفافية ومرونة.
لكن الامر يختلف كليا في العراق، فالحكومة العراقية، وباصرار تتعمد اتباع التضليل وتغبية الاهداف والابتعاد عن تشخيص الاعداء، انها تسبح في برك من العموميات الضحلة، فلا تعرف عن المجاميع الارهابية المقاتلة سوى كلمة بخمسة حروف هي (داعش) مع ان داعش ليس سوى تجميع ارهابي متعدد الولاءات ومختلف الارتباطات، تتحد فيه القبائل والاحزاب والافراد حسب ولاءات التمويل والتوجيه.
اما الارهابيون الذين يتم القاء القبض عليهم، فبالاضافة الى حقيقة التحقيقات الهزيلة معهم، فان جرائمهم الارهابية دائما ما تقدم على انها سلوك واختيارات فردية. ان ذلك يعني ان الحكومة العراقية تنظر الى الارهاب بمنظار الجنوح الفردي اوانها( الجرائم الارهابية) استجابات للتضليل الديني عبر الفضائيات الاعلامية العربية. قد يكون ذلك صحيحا اذا نظرنا للارهابيين كافراد منفصلين، لكن هذه النظرة ستكون قاصرة الى درجة الغباء المركب اذا كانت هي اساس التعريف للمجاميع المتحدة تحت رايات الارهاب المختلفة، ذلك ان الجنوح الفردي نحو الجريمة لا يشكل ظاهرة ، بينما الارهاب في العراق اصبح ظاهرة اجتماعية، وما يجمع مجاهديه هي ثقافة دينية سياسية وارتباطات اقليمية منسقة.
كما يبدو ان الجهات المسؤولة عن الملفات الامنية في العراق، تنظر الى القضايا الارهابية كقضايا امنية او جنائية وليس قضايا فكر ديني مسيس ومطيفن حسب احتياجات سياسات القوى الاقليمية والدولية في المنطقة.
ويبدو الامر وكان هذه المجاميع الكثيرة التي تقدم على الانتحار طلبا للشهادة ونكاح حوريات الجنة، مجندة ذاتيا وليس ان جهات معينية قد جهزتها ورحلتها وسوقتها وحددت لها اماكن انتحارها وفنائها. ان الحكومة العراقية بجهاتها المسؤولة الغبية تنظر الى الارهاب على انه ابداع فردي.
ان الجهات المسؤولة عن الارهاب، لا تستغل تناقض مصالح المجاميع الارهابية ولا تستفيد من ثغراتها الايدلوجية الدينية واختلافات اراء كهنوت تثقيفها الديني، فهي تحاول القضاء على الارهاب عسكريا مع ان الارهاب هو تمظهر للصراعات الدينية بشكله العنيف. في دولة التناقضات الطائفية، وعندما تكون الاحزاب التي تمثل الاغلبية الدينية هي المسيطرة على السلطة، يصبح امر القضاء على الارهاب صعبا الى درجة المستحيل، ذلك ان الخلافات السياسية دائما ما تتخذ مظهرا طائفيا.

كذلك، ورغم ان المجاميع الارهابية التي تشن حربا لا هوادة فيها على جميع تنوعات الحياة في العراق، تعلن عن نفسها، الا ان حكومات المحاصصة الطائفية ، اختارت اخفاء اي افصاح عن حيثيات الصراع والقتال الدائر، فالحديث في العراق يدور حول طرفين، داعش والبعث، ومن الاسماء عزة الدوري وابو بكر البغدادي واسماء لا نعرفها سوى عندما يتم قتلها او انتحارها وغالبا ما تعلن المجاميع الارهابية اسماء قتلاها المنتحرين، او حين يتم الامساك بالافراد حيث يجري تضخيم دورهم واضفاء القاب الامارة عليهم مع ان شخصياتهم تبدو ركيكية غبية لا تحسن حتى الحديث.
الجيش العراقي يبدو وكانه يقاتل اشباح، لا يعرف وجوههم ولا اسمائهم ولا القباهم، انها سياسة تتبعها الحكومة متعمدة ذلك لفتح الابواب الخلفية، للارهابين للدخول مرة اخرى للعملية السياسية من بوابة المصالحة. فقد تم العفو عن مشعان الجبوري بعد كان مدانا بـ 4 ارهاب، واليوم وصل الدايني المحكوم بالاعدام وسلم للقضاء لقاء وعد ببرائته، ولا يتردد البرلمانيون عن اعلان مساندتهم للارهاب او المليشيات ذات الصبغة الطائفية. ان كل فعليات العمليات السياسية تتم بتجاوز واضح للقانون والدستور والقضاء.
العراق يغرق بالازمات، ازمة مالية وازمة سياسية وازمة حكومية وازمة اجتماعية وازمة دينية وازمة طائفية. ازمات مستعصية وليس من امل في حلها ولا توجد وسائل للعلاج، خاصة وان الصراع بين الاطراف السياسية وصل الى استغلال المجازر التي يرتكبها الارهابيون للاسقاط السياسي، فالصحف ووسائل اعلام الحكومة تحاول التقليل من اهمية هذه المجازر بينما الطرف المنافس يحاول القاء المسؤولية على عاتق الحكومة لاسقاطها.
ان جميع الاطراف المشتركة بالحكومة او المعارضة لها لا يهمها دراسة ومعرفة اسباب الانكسارات المذلة للجيش العراقي وللقوات الامنية، بل ما تهتم به هي الحصول على المكاسب السياسية.
ان ذلك وبكل وضوح يجعل من العراق مشروع لدولة فاشلة....





#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري اهانة للاسرة الشيعية
- لا تكذبوا فان للارهاب دين
- المرأة الشيعية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - العراق: القتال ضد مجهول