أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المرأة الشيعية















المزيد.....

المرأة الشيعية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 02:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عادة ما تكون نظرة المجتمعات التي يلعب فيها الدين دورا تربويا او تثقيفيا، نظرة تتسم بالدونية و بالارتياب وبعدم ثقة. وكلما قلت درجة تدخل الدين بالحياة العامة او بالحياة الثقافية والوجدانية للمجتمع، كلما خفت حدة النظرة الدونية تجاه المرأة.
فالدين هو تصنيم للفكرة الذكورية عن المراة التي تفهم الشرف بانه امتناع المراة عن ممارسة الجنس خارج فراش الزوجية وتحريم الحب والعشق لانه نوع من المعصية، وتفهم الكفاءة بانها مردود للقوة العضلية، وتعتقد ان مساواة المراة بالرجل تمييع للرجولة بالمعنى العام وللفحولة بالمعنى الخاص.
لذلك، ولاختلاف اهمية ودور الدين ونوعه في المجتمعات سيكون من غير الدقيق الحديث عن وضع المراة بشكل عام، اذ ان الغبن والاضطهاد التي تعاني منه المراة في دولة او مدينة يختلف باختلاف التزام الرجال بالدين وبدرجة رغبتهم للتحرر منه او التحجر فيه، وكذلك بمقدار سيطرة الدين على الثقافة وعلى المجتمع، او انتماء المرأة الى طائفة دينية معينة.
مثلا، الدين في السعودية هو الغالب على ثقافة المجتمع، ليس كالتزام انما كفكر عام، اذ ان معدلات الشذوذ الجنسي او حالات الاغتصاب العالية، تتناقض مع القول بالالتزام الديني. لذلك، ورغم كل المحاولات النسائية الجريئة للتحرر من التزمت الوهابي تجاه المرأة، الا ان نسبة كبيرة من النساء لا تعتقد بجواز المساواة بين الرجل والمراة.
وفي الكويت، ورغم تحرر المراة مقارنة بدول الخليج الاخرى، كان لاقرار حق التصويت للمراة دورا سلبيا في الانتخابات العامة، وذلك ان نسبة مرتفعة من النساء اعطن اصواتهن للاسلامين الذين يقولون بان المراة ناقصة عقل ودين، فزاد عدد مقاعدهم على حساب العلمانيين واللبراليين.
الحالة تختلف في ايران، فالدين هناك يفرض كالتزام عقائدي، وليس له نصيب ان يكون فكر او ثقافة عامة، اذ ان الفكر الايراني العام يتناقض بشكل ملحوظ مع الدين، لذلك تجد ان النسبة الاكبر من النساء الايرانيات يناضلن من اجل المساواة ومن اجل التحرر من الحجاب ومن القوانين التي تفرضه وتجبر النساء على الالتزام به.
في ايران المراة تتحدى الكهنوت الملائي وتحسر عن رأسها وتتظاهر بكثافة ضد اجراءات السلطة وتحتفل بدون تحفظ بالمناسبات غير الدينية، بل ان الايرانيين نساء ورجال اضفوا ملامحا مدنية علمانية على بعض الاحتفالات الدينية كالاحتفال بعيد الغدير او مولد الامام علي بن ابي طالب وذلك بالتصفيق والرقص واطلاق الالعاب النارية وعزف القطع الموسيقية.
كما ان الرجل الايراني يمتاز بثقافة علمانية عالية وبنظرة للمراة لا يحكمها الدين، اذ ان الدين الاسلامي في ايران يتناقض مع الثقافة القومية الفارسية التي ترى في الاسلام تعاليما للبداوة العربية ووأدا لتراثهم وتشويه ان لم يكن امحاء للغتهم.
اود ان آؤكد مرة اخرى بان المعرفة بالتراث الروائي الديني للمجتمع لا يعني ولا يدل على التزام او على وعي ديني، ففي العراق ينحصر التاثير الديني على المرويات والقصص والمقاتل التي يتناقلها الناس في مواسم الاحزان، ومع ان لها تأثيرا ليس بالقليل على صياغة الثقافة الشعبية العامة، ويكاد ان يكون تأثيرها شاملا على كافة النشاطات الاجتماعية والسياسة والادبية، لكن هذه المعرفة الثقافية العامة لا تفرض انواعا من السلوك على المواطنين الشيعة. بل انها تتناقض مع المفاهيم الدينية التي تتصور بان العلاقة الوحيدة بين الرجال والنساء هي العلاقات الجنسية.
المرجعيات الدينية واحزاب الاسلام السياسي، تحاول استغلال هذا التأثير وتعمل على أدلجته واعطائه حسا ونبضا طائفيا. هذه المرجعيات لا تتحدث عن الحقوق بمعناها الانساني، انما تتحدث عن الحقوق القدسية. فهي ومهما كانت درجة اختلافها مع خصومها( السنة) تتفق معهم في المحصلة العامة على مصادرة حقوق المرأة مسلمة الهوية، وتختلف في حقوق المراة المقدسة، مثل فاطمة الزهراء.
وهنا التناقض الكبير، اذ ان النموذج النسائي في الفكر الاسلامي يطرح مفهوم التقديس غير المتكرر، بينما للرجل يمكن ان يتكرر النموذج مرات عديدة، فكم في الفكر الشيعي من آيات وحجج قدس الله سرها؟
احزاب الاسلام السياسي وكذلك المرجعيات تحاول تغيير مفهوم الانتماء الشيعي وهو مفهوم يحمل معنى سياسيا تاريخيا، الى مفهوم (اتباع اهل البيت) الذي يحمل مفهوم طقوسي لا يخرج عن الالتزام والتقيد بالشريعة واطاعة آوامر وتعاليم المرجعيات ورجال الدين، ويقلل من قيمة الثقافة العامة المبنية على مفاهيم العدالة ومناهضة الظلم والخروج على الحاكم الجائر والمساواة بين الناس. انها تحاول ان تجند الناس للدفاع عن نواميس وشرائع دينية وليس عن حقوقهم المدنية.
المرأة العراقية الشيعية، ليس لها من الدين الا مثلما للرجل الشيعي، معارف ومفاهيم عامة، تعتقد بالسيرة الحسنة لاهل البيت وبشجاعة الموقف وتحدي السلطة التي ابدته فاطمة الزهراء زوجة الامام علي ضد سلطة الخليفة ابو بكر الصديق، وكذلك بموقف زينب بنت الامام علي في مسئوليتها الاشرافية على ما تبقى من اهلها وذويها بعد مقتلة الطف وتحديها ليزيد بن معاوية في المسجد الاموي.
لا احد من الشيعة العراقيين، لا نساء ولا رجال يحفظ حديثا منقولا عن النبي محمد مرويا على لسان فاطمة، ولا احد يقول بتعاليم دينية منقولة عنها مثلما يقول الاخرون نقلا عن ام المؤمنين عائشة. انها بالنسبة لهم مفهوما للمواجهة وليس مفهوما للخضوع لتعاليم الاله. انها في وعيهم رمزا للتحدي لا يحمل اي دالة طقوسية.
لذلك، ولقتل روح المواجهة عند المراة الشيعية يعمد رجال الدين، الى اسلوب التقديس والتبجيل والحصر واعطاء نساء التراث، مثل فاطمة وزينب، موقعا قدسيا وربانيا فريدا لا يمكن تكراره.
هذه المرجعيات الدينية لا تتحدث عن شجاعة الموقف وروح التحدي والتحرر الا بالترابط مع الحجاب والخدر، الذي يعني البقاء في البيت وعدم الخروج، وهي صفة غاية في السلبية ومجافية للحقيقة، اذ ان فاطمة الزهراء كانت رأس الحربة في معارضة ابي بكر، وكانت تقود الاجتماعات التي تعقد في بيتها، ولهذا السبب اراد عمر بن الخطاب حرقه عليها وعلى من فيه. كما ان سكينة بنت الحسين كانت شاعرة ولها ديوانها التي تستقبل فيه الشعراء، ومنهم شاعر الغزل المعروف عمر بن ربيعة. لذلك يقل الاشارة اليها في المرويات ويتجنب ذكرها تدريجيا قراء المقاتل لكي يصلوا بها الى النسيان المطلق.
ان الدين والالتزام بتعاليم وأوامر رجاله واملائات مرجعياته يورث الجبن والخنوع، بينما الثقافة الشعبية الخلاقة التي تتغنى ببطولات التراث الشعبي تورث الشجاعة والاقدام والاستبسال والتحدي وتقاوم الظلم.
نود ان نشير، وبالرغم من غياب الاحصائيات، بان اكثر حالات الطلاق شيوعا هي بين المتدينين من الرجال، ذلك لانهم يفهمون العلاقة الزوجية كعلاقة بين السيد والجارية، تلك العلاقة التي ترفضها المراة بفطرتها الانثوية ولا يدركها الرجل المتدين لانه يسمح لدماغة ان يُغسل ويتم حشوه بتقاليد العشائر واملائات الدين، بينما المراة، وان كانت على قدر من الايمان، تقف موقفا رافضا لكل الافكار التي تقل من شأنها، لان وضعها لا يسمح لها بالقبول باي تنازل اخر، انها تمتلك حسا طبقيا وحسا انسانيا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللا معقول في قانون الاحوال الشخصية الجعفري.
- ترويض الدواب
- النفعية في مناشدة الصدر عدم الاعتزال.
- الكرة في ملعب النجيفي.
- مهمة شيعية.
- المسلمون وهيرو اونودا
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المرأة الشيعية