أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!













المزيد.....

ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 05:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين الشعوب المتطورة وبين الشعوب المتخلفة فج واسع من الاختلاف الحضاري ليس على مستوى التقدم والتطور التكنولوجي او العمراني اوالبيئي اوالاجتماعي والمعاشي، لكن على مستوى الفهم والاستيعاب لمضامين الفلسفة والسياسة والاجتماع وحتى الدين. فدول الخليج مثلا لا تختلف من حيث العمران والتكنلوجيا وحتى في التنظيم عن غيرها من بلدان العالم الاول، وتكاد ان تتفوق في مداخيل المواطنين المالية او في مستويات المعيشة على العديد من البلدان الغربية، ومع هذا تراها وكانها في غيبوبة، تغط في نوم ثقيل على وسائد من تراث التخلف والاضمحلال الاجتماعي والبلادة الدينية، حتى اصبحت هذه البلدان اسثناء يدعو الى التشكك في صحة قاعدة ان الفكر هو انعكاس للواقع الموضوعي.
وعلى نقيض الشعوب، تلك التي تعمل من اجل حياة افضل، وبغض النظر عن درجات تطورها الحضاري، نجد ان الشعوب في بلدان العالم الادنى حضاريا، تولي اهتماما كبيرا لثقافة الموت وتبذل جهودا وتنفق مواردا لتجميل الثقافة الصفراء، رغم كل شحوبها واكفهراها الموحش بحيث اصبحت ثقافة الموت تحتل مكان الصدارة في الادب وفي التثقيف وفي التربية، بينما عن عمد تهمل ثقافة الحياة، حتى ان الاطفال في المدراس قد يتعلمون كيفية غسل الموتى قبل ان يتعلموا قبلة اعادة الحياة.!!
نحن ومنذ صغرنا كنا ممتلئين بتلك القصص التي تصور ان الحياة منتهية وان المصير الموت وان المستقبل حفرة في الارض وان كل نفس ذائقة الموت، تربية دينية عقيمة مرعبة تشل كل جهود استمرار الحياة.
الحياة استمرار ازلي لوجود الانسان النوع وليس لوجود الانسان الفرد، والموكب الانساني لا يقرره الراحلون انما يقرره المتلحقون. هذا الفرق الكبير في التفكير وفي الثقافة وفي الوعي يجعل الاطباء من غير المسلمين، يغامرون بانفسهم في مناطق موبوئة بالامراض المعدية ليكتشفوا اسباب الامراض وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، او انهم قد يجربوا الامصال على اجسادهم قبل ان يعطوها لمريض قد يموت بعد حين، ان هذه المبادرات الانسانية العظيمة قد خلصت البشرية من عذابات هائلة لا زال رجال الدين الاسلاميون يوعدون عبيدهم بها ويخوفونهم من اتخاذ اي قرار مستقل.
كنا ولا زلنا مثقلين بقصص وروايات انتهاء الانسان الى حساب عسير لذنوب لم يجد فيها القانون الانساني القاسي اي مأخذ للسوق الى المحاكمة بينما يجدها (الله) معصية كبرى وذنبا عظيما يعاقب عليه بالنار الابدية. مع ان كل الذنوب هي شخصية بحتة، انسانية غرائزية وليس مثل تلك التي تنعكس سلبا على حياة الانسانية كما يقترفها المؤمنون.
هذه المجتمعات التي تًُعظم فيها ثقافة الموت وتصغر فيها ثقافة الحياة، ويقدرون ويجلون فيها كهان الموت اكثر من عشاق الحياة، لا يمكن لها ان تكون من مكونات الانسانية التي تعمل من اجل الخير واستمرار الحياة، ولا يمكن لها، ان ارادت الاختيار ان تحسنه باختيار الحياة بكل (آثامها) التي لا يعاقب عليها القانون الانساني، على الموت بكل عواقبه المجهولة والمزعومة والمرعبة والتي يفضلها اله يبشر بالموت.
كما ان النخب السياسية او الطليعة المثقفة في البلدان المتخلفة، بما فيها احزاب اليسار،تبدو وكانها لا تستوعب الواقع الاجتماعي ولا القابلية الادراكية لشعوبها، فتدعوا وتنضال من اجل استنساخ التجارب والتطبيقات السياسية التي كانت ولا زالت احد سمات البلدان المتطورة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا ودينيا، وتطبيقها في البلدان المتخلفة، متغافلة عن ان شعوب البلدان المتخلفة، لم تصل الى مرحلة الوعي الايجابي الذاتي الذي يؤهلها كي تكون احدى مكونات الركب الحضاري السائر نحو حياة افضل للانسان بغض النظر عن انتمائاته الدينية والطائفية وميوله الجنسية واعتقاداته الفكرية.
في العراق مثلا، وفي الجزائر قبلها، بل وفي كل البلدان التي تتسيد فيها ثقافة الموت على ثقافة الحياة تكون نتيجة (الديمقراطية) او الانتخابات، كارثة لا نجد حجة اوعذرا اخرا لتبريرها غير الطعن بصحتها وبتزوير نتائجها.
ورغم ان احزاب اليسار تعرف وبدون لبس ولا شك، انها، وبكل احتمالات الفوز، وفي مجتمعات لا تفقه اين مصلحتها، لن تستطيع التغيير انما ينصب هدفها على ايصال بعض اشخاص الى مقاعد البرلمان وسوف لن يكون لها زخما يذكر امام جبروت احزاب ثقافة الموت والشهادة، اذ ان الدين له السيطرة الاكيدة على عقول تجد في الموت راحة وسعادة بينما تذبل فيها ارادة ووردة الحياة، تستمر في برامجها السياسية على حساب الثتقفي وفضح افكار الاحزاب الدينية. ان ذلك يعني ان الاحزاب اليسارية لا تود المجابهة والصطدام الثقافي بل تفضل عليه التنافس الانتخابي وان كان خاسرا.
ما ذُكر اعلاه يضعنا امام تساؤل منطقي سبق للاخوة الكورد ان اثاروه في تحديد اقليم كوردستان، وقد كانوا على حق في تسائلاتهم المشروعة.
من يحدد مصير الشعب الكوردي، مجموع الشعب العراقي، بعربه وكورده، ام مجموع كورده فقط بغض النظر عن مكان سكناهم؟
في شعب يحتدم فيه الصراع القومي والطائفي ويلعب الدور المقرر، سيكون من الغباء ان يوافق الكورد على اشراك العرب في تقرير مصيرهم، اذ ان النتيجة ستكون محسومة بما لا يسر الشعب الكوردي!!
لكن في شعب تكون فيه القيم الانسانية هي الاعلى والامثل، لا يهم ان صوت الكورد وحدهم على مستقبل كوردستان او صوت العرب والكورد، اذ ان الانسان هو القيمة وليس شيئا اخر، وان اي اختيار في كلا الحالتين سيكون لصالح الانسان. دعونا نتسائل ونحن نعيش مراحل المطالبات الديمقراطية، حيث القول باحقية الاغلبية على الاقلية وحرية الاختيار، هل يصح ان يقرر معتنقوا ثقافة الموت، صدقا او رياء، تقرير مصير معتنقي ثقافة الحياة حتى وان كانوا اقلية؟
هل من الصحيح ان اولئك الذين يؤمنون بحور العين والغلمان المخلدون وان الحياة ليس الا متاعا للغرور، اولئك الذين يعدون العدة لموتهم ولا يعملون من اجل حياتهم ناهيك عن حياة الاخرين، ان يحددوا مصير المتقاطعين معهم كليا، في الحياة وفي التفكير وفي مصير الانسان وفي المعيشة والسلوك والزي؟ هل يحق لهم تقرير نوع مستقبلهم ويجبرونهم على العيش وفق قوانين تجعلهم يشعرون وكانهم العبيد؟
الديمقراطية هي قدرة الاختيار الواعي وليس المغيب، هي للمجتمعات المنسجمة مع نفسها، تلك التي تجد القيمة الانسانية فوق مصالح الطائفة والدين والقومية، وليس تلك التي تعطي اصواتها وفق مبادئ الصراع الطائفي وليس الصراع الطبقي.
ان اليسار، مثقفوه واحزابه ومنظماته مطالبون بمحاربة والانتصار على ثقافة الموت الاسلامية قبل تحقيق احلام ساذجة وتافه بايصال مرشح او اثنين او ثلاثة الى مقاعد البرلمان.







#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!