أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي















المزيد.....

الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صعود الاخوان المسلمين وسيطرتهم على مقاليد الحكم في العديد من البلدان العربية لم يكن في حسابات التوقع، فهم لم يكونوا من ضمن تجانس الثوار، كانوا شوائبا في سبيكة الثورة، زرع ضار لفظته الثورة كما يلفظ الجسد العضو الغريب المقحم عليه.
فثورات الربيع العربي، في تونس وفي مصر، كانت اهدافها وطموحاتها على عكس ما حالت اليه نتائجها، كانت الناس تهتف للحرية وحقوق الانسان وتطمح الى التخلص من تسلط الدكتاتوريات وتطالب بدولة العدالة الاجتماعية. تطلعات واماني، ان لم تكن من اضداد احزاب الاسلاميين، فانها ليست من ضمن اولياتها. وان حصل وتشابهت شعارات ومفردات التيارات الديمقراطية مع شعارت ومفردات الاسلاميين، فيجب الاشارة الى الاختلاف الجوهري الذي يكون التشابه اللفظي فيه ستارا لاوجه التناقض معه.
الاسلاميون لهم تفسيراتهم وتطبيقاتهم الخاصة المختلفة التي قد تكون اشد قسوة من قوانين التعسف والاستبداد الدكتاتورية، فحزب الظلام السلفي وهو بؤرة تجمع الوهابيين وبني تيميين، اسمه حزب النور، والنور هنا ليس نور الحرية والديمقراطية والابداع، بل الانغلاق وتتنقيب وتحجيب وتكفيف اصابع النساء واطالة اللحى وتقصير الدشاديش، وتحريم الموسيقى والغناء ومنع اي اختلاط وسن القوانين الظلامية المتزمتة. فمن اين يأتي النور لحزب الظلام هذا؟

وهذا ما لا يفهمه قصيروا النظر المناصرون والمساندون للاسلام الاخواني والاسلام الجهادي ولفرق الشر ومجاميع القتلة والذباحين المختلفة في سوريا، مثل جبهة النصرة ومجموعات ابو عمر البغدادي وعصابات الشيشان وتنظيم القاعدة وجنود جيش الاسلام وفتح الاسلام وغيرها من العصابات الاجرامية الاخرى. الغاية لا تبرر الوسيلة وان كانت الغاية تعني التخلص من نظام حكم شمولي، اذا كانت الوسيلة للوصول الى الغاية هي قتل الابرياء وذبحهم والتفريق بينهم حسب انتمائاتهم الطائفية وحسب دياناتهم واعتقاداتهم او ميلوهم او قوميتهم، فهل تصلح الاحقاد كمبررات لاعمال انتقامية.؟ هل يمكن تبرير او تسيس او اسلمة او انسنة ذرائع الانتقام؟.
مفهوم العدالة العلماني يختلف كليا عن مفهوم العدالة الاسلاميي ، فالاسلاميون يستندون في معارفهم وتفسيراتهم على الايات القرانية والاحاديث النبوية التي يفسرونها تفسيرا انتهازيا تمليه عليهم مقتضيات الحاجة وتغيرات الموقف وليس رسوخ لا يمكن تغييره. فالله هو الذي يرزق من يشاء، هو الذي يذل ويعز من يشاء وينتقم من يشاء، هو الذي يفضل ناسا على ناس، وهو الذي يصنفهم الى طبقات وشرائح، وهو الذي يفرض عليهم اولياء الامر الذين لهم مطلق الحرية في قتل او سجن او تعذيب او اغتصاب من يشاؤون.
قوانين الاسلام اضافة الى همجيتها، هي ايضا ملك اجتهادات المتسلط، اكان منتخبا او وارثا، يتحكم فيه الهوى الطائفي والمذهبي وتتلاعب به عواطفه ونزواته وتنسيه التزاماته القانونية والحقوقية.
ان الاسلامي حتى لو كان منتخبا سيتحول الى متسلط بحكم قناعاته الدينية الايمانية التي تصور له انه يقتل ويسجن وينتقم في سبيل الله وفي سبيل الطائفة والمذهب والحقد المقدس.
لا يمكن تصور التزام الاسلامي بالانظمة والقوانين التي ينص عليها دستور مدني، اذ انها تتناقض مع قناعاته الايمانية وتحد من ممارسة حرية عبثه الديني الشمولي الضار اجتماعيا.
نجاح احرار مصر في اسقاط حكم الاخونج بهذا الزخم الجماهيري الهائل وهذا الاصرار المثير للاعجاب والاستعداد للتضحية بالنفس من اجل الهدف هو من انعطافات القرن الواحد والعشرين ومأثرة تاريخية كبرى.
ومن وحي الثورة المصرية المذهلة، نواجه بسؤال يتحتم الامعان في دراسته ومناقشته ومواجهته.
الديمقراطية تتيح للجميع حرية الترشيح والاختيار، هي باب واسع جدا، قد يضيق بعض الشيء باثقالات الشروط، لكنه يبقى مفتوحا على مصراعية يدخل من خلاله الجميع دون تدافع، وهنا المشكلة، فالشروط لا تخص الا الدخول من خلال البوابة، لكنها تهمل ما يجب على الداخلين الالتزام به، فلا تهتم بمخططات نسف الديمقراطية من الداخل او تشويهها مظهرا وجوهرا او التأسيس لنظام يتعارض ويتناقض معها.
فهل يمكن السماح للجميع بالدخول من بوابة الديمقراطية بينما البعض يخفي اسلحته ونياته الخبيثة لوأد الديمقراطية والقضاء على اهلها او شطبها كاختيار.؟
فاذا كانت الشعوب مثقلة بالمشاكل والهموم ومتعبة نفسيا وروحيا وخائفة ذهنيا من عذابات القبر ومكر الله وقسوته بعد الموت؟
اذا كانت الناس تعيش في رعب دائم من ان تموت جوعا او تشريدا او قمعا، فهل يسمح لاحزاب تعتبر غاية الانسان في الدنيا هي الاعداد لرحلة القبر، احزاب تعتبر النساء ناقصات عقل ودين، احزاب ان وقع بيدها لمنعت عن النساء حق الانتخاب، هل يسمح لاحزاب الاسلام السياسي الاشتراك بالعملية السياسة وهي ان تسيدت غيرت وحورت بالقانون والحقوق وحكمت وفق نظريات السلف المتزمتة؟
واذا كان لا بد من السماح لها، افلا يجب عليها اعلان التزامها وخضوعها لمتطلبات الديمقراطية اولا وثانية وثالثا وفصل ايمانها وقناعاتها الدينية عن مشاريعها السياسية.؟
هل تسمح الديمقراطيةلاحزاب كل ما لديها هي وعود ومشاريع السعادة في الجنة وان اطاعة الله فوق اطاعة القانون وان كلمة الله هي العليا وكلة الناس هي السفلى وان الحق هو دائما وابدا مع الله ومشيئته وهم الممثلون لله؟
فاذا كان الغرب لا يسمح للاحزاب الدينية في الاشتراك بالانتخابات، ولا يسمح للكليشات الدينية ان تكون شعارات واقاويل انتخابية، وان لا يسمح ان تتحول القنوات الدينية الى قنوات دينوسياسية، تخلط الدين بالسياسة وتسقط خصومها اخلاقيا وتكفرهم دينيا، واذا كانت الديمقراطية عرف وتقليد وتشريع علماني، فلماذا لا تمنع الدساتير اشتراك الاحزاب الدينية التي تحتكر استخدام الدين وتقصره على قادتها وتمنع على الغير استخدامه او حتى ادعائه وتجند المساجد والمنابر والفضائيات والمؤتمرات في نشر دعاياتها الخادعة؟
الا يلزم منع اي حزب يستند على ارضية دينية ويحتكر الايمان ويؤمم الاله والانبياء والرسل والقرآن؟
اننا امام حالة ستعيد نفسها مرارا وتكرارا ان لم تحسم دستوريا، اذ ان المشاكل الكبيرة التي تواجه بلدان العالم الثالث ومحدودية القدرة على الاصلاح السريع، اقتصاديا و قانونيا، يمكن الاحزاب الدينية من تعباة الناس لصالحها واستخدام والايات والاحاديث النبوية ورويات الماضي المجيد المزيفة كشعرات براقة وحلول ناجعة للتخلص من كافة المشاكل، ان ذلك يعني ان الاحزاب الدينية ستعرف طريقها الى السلطة وستفسد وتستغبي وتبلد الناس وتشيع الطائفية وثقافة الحقد والبغض بين الناس. ان الحل هو منع اي حزب ايدلوجي ديني من الاشتراك بالعملية السياسة.
مثلما لا يجب ان تتحول عقيدة الجندية الى مشروع حزب، كذلك يجب ان لا تتحول العقيدة الدينية الى مشاريع احزاب وتنظيمات او ثقافة سياسة.
واذا كان الدول الاسلامية لا تسمح باشراك الاحزاب العلمانية في الانتخابات، فعلى العلمانية ايضا عدم فسح المجال لاحزاب الاسلام السياسي بالاشتراك بالانتخابات ايضا.
فالديمقراطية الحديثة علمانية المنشأ والتكوين والممارسة، لذا يجب منع من لم يؤمن بها من الاشتراك في محاور عملياتها.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
- البحث عن جثة صحابي
- الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
- الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
- دولة الاغلبية الشيعية!!
- عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
- مهمات الشيوعيون العرب
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
- فوضى الحرية
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
- لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
- من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت ...
- من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
- الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
- تهميش المذهب السني في العراق.


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي