أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - فوضى الحرية














المزيد.....

فوضى الحرية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الربيع العربي اوجد ما يسمى بفوضى الحرية، اي ان الافراد احرار ليس بحكم القانون، انما بقوة المقدرة، كان تكون مقدرة مالية او مقدرة سلطوية او دينية او او مقدرة علاقات حزبية او عشائرية او مقدرة تمرد، اما الذين يفتقدون هذه المقدرة فانهم مستعبدون بحكم الحاجة، الحاجة الى الحماية والامن والحاجة الى تامين متطلبات الحياة، الاكل والشرب والسكن والطبابة وممارسة الحب والعشق والحاجة الى المحافظة على العائلة من الفساد والتحلل و النزول الى قعر السلم الاجتماعي حيث الحثالة، فليس غريبا ان تكثر حالات الانتحار عندما تسود فوضى الحرية، والتي تعني في معناها العام حكم القوي على الضعيف وتسيد رجال الدين(الخاصة) على العامة.
فوضى الحرية تعني غياب القانون، اي ان الدولة التي هي اداة قمع قانوية طبقية لا تستطيع فرض القوانين على الجميع ، لا بقوة الجيش ولا بقوة الشرطة ولا بقوة الاقناع وان حاولت ذلك وبذلت جهودا وزخما كبيرا يصل الى حدود اطلاق النار على الناس وقتلهم لكن دون ان تحقق ما كان يحققه دكتاتور سابق، اذ ان الدولة تنتهي كمفهوم وتستبدل بـ حكومة تفقد قيمتها وهيبتها واحترامها عند الناس، اكان عند ضعيفهم اوعند قويهم، ويظهر القادة في قمة هرم السلطة في حالة من العجز والشلل الكامل واذلال ينعكس في اساليب التملق والتودد المصطنع في محاولة لشراء الولاء والذمم، سيماء الذل والمهانة تكاد ترتسم على جباههم كما ترتسم زبيبة الايمان المنقوشة على جباهمم العكرة. وكلما زاد عجزهم زاد فسادهم، وكلما زاد فسادهم كثر احتقار الناس لهم، فاكثرهم فسادا واجراما هم اولئك الذين يشعرون بان الناس لا تحترمهم ولا تقدرهم وان كل مظاهر التبجيل ما هي الا زيفا يحمل في جوهره الاحتقار. هؤلاء الحكام الجدد يخشون، وان لا يظهروا ذلك، بان حياتهم على كف عفريت، وان وجودهم على رأس الهرم زائل لا محالة، لذلك يسعون الى تامين وجودهم بكل وسائل العنف والفساد والسقوط والحرمنة.
فوضى الحرية تعني ايضا عدم فهم الحرية، فلا السلطة تفهم الحرية، اذ تخافها وتخشاها وتعتقد ان الحرية هي تهديد مباشر لها ولكيانها ولسيطرتها، فاي خدعة انتخابية او تشريع قانوني يحد من حريات الناس واي تثقيف بدجل او بخرافة اسلامية هو نوع من المصادرة لعقل الانسان، فالحرية تفترض استقلالية الاختيار وتحمل المسؤلية الفردية والعقلية.
بعض من الناس غير المثقفين الذين عاشوا في ازمان الدكتاتورية وتحرروا منها فجأة، دون جهد واعي منهم، لا يفهمون الحرية ايضا، اذ ان العبد يفقد تدريجيا حالة التمرد على السيد ويشعر انه لا بقوة التحدي او على العيش دون صلف السيد، انها حالة من الترويض الذاتي، تشبه بترويض مفترس وجعله يخضع للاوامر مهما كان نوعها وذلك بتطمينه بالحصول على حصته من المكافأة بعد اذلاله بالتجويع، فالتجويع قد يخلق حالة من الثورة، لكنه في الاعم الاغلب، وخاصة عند انكسار روح التحدي تدريجيا، وعندما يطول الزمن دون حدوث حالة او محاولات تغيير جذرية، تنتعش بين الناس اخلاقيات الخنوع وتثقيف الرضوخ، اذ ان السلطة تهدف دائما الى اماتة غريزة الافتراس واحلال غريزة الانتظار. لذلك لا عجب ان ينبعث الحنين للماضي الدكتاتوري الآمن، الذي يعبر عنه في المثل السلبي السخيف القائل، حرامي لا تكون لا تخاف من السلطان، فالسلطان في الذهن الاسلامي هو القوة، هو الامر و النهي، هو واهب الحياة ومنزل القصاص، هو العدل.
فمظاهرات السنة في العراق عندما تطالب بتغيير الحكومة فانها تعني تغيير المالكي، اذن ان السلطان في ذهن هؤلاء هو الحكومة. وعندما يطالبون باستبداله فانهم يعنون ان ياتي فرد اخر ليكون هو الحكومة ايضا وسوف لن يرضون عنه ويسعون الى تبديله طالما لا تفرض الديمقراطية الياتها القانونية على الناس. حتى في حالة سوريا، فان كل هذه الضحابا وهذه الدماء من اجل تغيير حاكم واستبداله بحاكم اخر سوف لن يكون مختلفا كثيرا حتى لو كان سنيا وليس علويا،اذ ان الذهنية الاسلامية لا تفهم الا مفهوم الخليفة او السلطان القوي الذي يفرض سلطانه بالسيف.
فكيف لو فقد السلطان هيبته واحترامه ومقدرته على تطبيق الشرع او القانون؟ عندها تعم الفوضى.
الشعوب العربية برمتها لم تتعلم على احترام القانون بقدر ما تعلمت على احترام الحاكم. حسني مبارك وصدام حسين والقذافي ما ان ولوا حتى ولى تلقائيا قانونهم، اي وجودهم، الذي يشعر الناس فيه بتصور عدم رضاهم، غضب ووحشية ودموية واجرام وانتقام وقتل، لقد كانوا كابوس مفزع لا يتمنى احد ان يعيشه، كانت الامنية الاكبر ان يتخص الناس منه، لكن ما ان تخلصوا وشعروا بثقل فوضى الحرية حتى تمنوه ثانية، انه حنين الى الجلاد الذي اعتادوا عليه ورفضا لواقع لا يختلف كثيرا عن السابق سوى بتعدد جهات الخضوع. العرب محكومون بالقوة، بالخوف من الموت، الفزع من عذاب القبر، برهبة حساب يوم القيامة، من خشية هواجس عواقب الكفر ولعن الانبياء واحتقارهم في مناطق اللاشعور. هم سيكون احرارا فقط عندما يتحررون من الدين الاسلامي ومن كل هواجسه المفزعة، انذاك فقط يستطيعون التحدي الواعي.
الحرية مسؤلية كبرى لم تتعلم الشعوب الاسلامية على تحمل اعبائها فهم يؤمنون بالقضاء والقدر والمكتوب بينما لحرية اختيار ونضال واعي دون جلابيب دينية ترفض القدر وترفض اي مكتوب الهي او حتى انساني لا يحترم حقوق الانسان.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
- لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
- من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت ...
- من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
- الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
- تهميش المذهب السني في العراق.
- الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
- دولة بدين خامل
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - فوضى الحرية