أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مالوم ابو رغيف - ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا















المزيد.....

ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 22:18
المحور: المجتمع المدني
    


البرنامج الغنائي الصوت الذي يعرض من على شاشة فضائية الـ أم بي سي استضاف طاقما تحكيميا لاختيار اجمل صوت من بين الشباب والشابات المشاركين في مسابقة الغناء.
يضم هذا الطاقم التحكيمي من مصر المغنية السمراء شيرين، ومن لبنان الفنان عاصي الحلاني، ومن تونس المبدع صابر الرباعي، ومن العراق او من قطر المغني كاظم الساهر، فهو مزدوج الجنسية ويستطيع ان يحسب نفسه على دولة او دويلة وفق مصلحته الخاصة.
ما لفت نظري من خلال متابعة البرنامج الغنائي، فانا من جنوب العراق، وليس من جنوبي عراقي لا يستهويه الموسيقى والغناء ولا يصل الى حالة الطرب، الذي هو حالة من الانصهار العاطفي والوجداني في خيال اللحظة، فرح غامر يصل الى حد سكب الدموع اوالبكاء العاطفي دون ان يكون في مجلس عزاء حسيني. اقول ان الذي لفت نظري هو ان جميع الفنانين الذين أُختيروا كمدربين ومشرفين ومحكمين كانوا يتحدثون بلهجتهم الدارجة بسهولة وسلاسة ويسر ودون اي تكلف او اصطناع، فهم من ضمن حشد من الفنانين او محبي الفن وليس في جلسة نقاش فلسفي او جدال اجتماعي او خصام ديني يفترض استخدام مصطلحات وتعابير واضحة ومفهومة للجميع لازالة اي لبس يمكن ان يحصل.
جملهم كانت بسيطة ومعبرة لا تخرج عن اطار التداول العام المفهموم لكل العرب مهما كانت انتمائاتهم، الوحيد الذي حاول التكلم بغير لهجته والابتعاد قدر استطاعته عن موسيقاها ونغمتها الخاصة هو كاظم الساهر، الذي اصبح مثل غراب اضاع المشيتين، لابالماشي ولا بالراكض انما يمشي الحنجلى.
.
ومع احترامنا وتقديرنا لجمهوره ومحبيه وعشاق فنه، الا ان سلوكه كان معيبا، فهو مرة يتحدث باللهجة اللبنانية ومرة اخرى بالمصرية وثالثة بالخليجية ويبذل جهدا مكشوفا بان تكون مخارج الالفاظ غير عراقية.
ان ذلك يدل على تناقض حاد بين كينونته كعراقي الولادة وبين شخصيته المتذبذبة التي تربط النجاح والشهرة بالتسويق العربي، ان هذا التناقض في شخصيته، بين ما يحاول اخفاءه وبين ما يحاول اظهاره هو اساس شعوره بالنقص الواضح على وجهه. وهذا الشعور المعيب في دواخله هو الدافع الذي يدفعه الى الظهور بمظهر عربي اكثر من مظهره كعراقي، لذلك نراه وفي اغلب لقائاته الفنية يحاول تقليد للهجة او الاسلوب او حتى الغناء غير العراقي، فمعظم الحانه ليس من الرثم ولا المقام العراقي انما خلطة من مجموع الالحان العربية المغناة.

كاظم الساهر، ، ليس الوحيد في هذا المضمار، فهناك عدد كبير من مذيعي نشرات الاخبار ومقدمي البرامج العراقيين الذين انسلخوا من جلودهم الوطنية وارتضوا ان يلبسوا جلدا اخر لا يدل على هويتهم العراقية وكانها تنتقص من شخصياتهم، فهم يغيرون نبرة الصوت ومخارج الكلمات ونغم الالفاظ وطريقة لفظ الجيم فتصبح كما يلفظها السوريون او اللبنانيون، المذيعة ليلى الشيخلي كنموذج فاضح لـ سترب تيز نزع الانتماء الى العراق.
لا يتوقف الامر على المذيعين والمذيعات الذين يعملون في الفضائيات العربية، بل حتى مقدمي ومذيعي الفضائيات العراقية نفسها، تراهم يقلدون ويتقمصون شخصيات و اسلوب ولهجة المذيعين العرب، الذين بدورهم ايضا، اصبحوا صوتا ونغما واحدا مسطحا، انمسحت كل تضاريسه الذكورية والانثوية واصبح صوتا دجتاليا من غير حياة اكثر مما هو صوتا انسانيا حيويا، اذ غابت الانوثة والغنج والتدلل في صوت المذيعات، انهن، ورغم كل اطنان الماكياج والاصباغ على وجوههن لكي يبدن اكثر جمالا وجاذبية، يظهرن وكانهن نساء بشوارب، فالصوت هو الوجه الاخر للمرأة.
كان الناس في السابق تقع في حب وعشق اصحاب الاصوات الجميلة المتغنجة من مجرد سماع الراديو، لحلاوة الاصوات وعذوبتها فقد قيل ان الاذن تعشق قبل العين احيانا.
اليوم من المستحيل ان يقع الشاب في حب تلك الاصوات النسائية المسترجلة مثل خديجة بن قنة او ليلى الشايب وغيرها من النماذج الملحوسة التضاريس اللاتي اصبحن، حتى وهن يقدمن برنامجا فنيا او نسائيا، كانهن يذيعن بيانات حربية.

ان اجمل ما في الانسانية هو هذا الاختلاف والتنوع اللغوي واللوني والفني بين الشعوب. الشعب يكون ثريا ليس بما يملك من ثروات طبيعة فقط، انما بما يملك مخزونه الوطني من الفن والفلكور وللهجات والالفاظ والقصائد الشعرية بالهجات العامية.
فالكثير من كلمات الاغاني العراقية الجميلة، عندما تغنى، يحاول المغنى استبدال المفردات العراقية بمفردات عربية اخرى على حساب جمال القصيدة.

ليس من مهمة اي شعب ان يكون مفهوما لغيره، انها مهمة الاخرين.عليهم ان يفهموا لهجته ومضامينها وفكلوره وعاداته وتقاليديه
وفي حالة حصول سوء فهم او لبس في الفهم ، يحاول اصحاب الشان توضيح هذا البس وازالة الخطأ واستبداله بالصحيح.



امر تقليد العرب اصبح فعلا مرضيا يهدد استقلالية الشخصية العراقية ويهدد لهجتها الخاصة ويفقدها القدرة على الابداع حتى في اقل الفعاليات شانا، مثل برامج المطبخ.
ففي برامج الطبخ واعداد الطعام العراقية، وهي برامج سهلة وسلسة لاي انسان حتى لو كان لا يتقن لغة الطباخ، اذ ان اللفظ يقترن دائما بالعرض وبطريقة الاعداد، ورغم ان البرنامج معد ومقدم للمشاهدين العراقيين بشكل خاص، الا ان الكثير من مقدمي هذه البرامج يتخلون عن المفردات العراقية ويستعيضون عنها بكلمات عربية مستوردة، اكان لادوات الطبخ او لطرق التحضير، فالزلاطة تصبح سلطة والطمامة تصبح بندورة او طماطم، واقلي تصبح اشوح والبهارات تصبح توابل، والمعدنوس تصبح بقدونس والتمن يصبح ارز، مع ان الازر هي شجرة والرز محصول غذائي، لكن السذاجة ابت ان تفارق اهلها.
لو كانت هذه المسميات تعبر عن ادوات او وجبات جديدة لا توجد في المطبخ العراقي، فلا ضير في ذلك، لكن ان تستبدل الكلمة العراقية باخرى عربية فهذا شيء سخيف جدا.
الامر الاغرب، ان حتى السياسي العراقي، اكان قائد كتلة او قائد حزب او نائب برلماني، يعمد خلال المقابلات التلفزيونية العربية، الى استخدام كلمات لبنانية او سورية عامية، بل حتى خليجية ايضا.
اليس هذا نقصا في تكوين الشخصية العراقية.
الجدير بالاشارة ان خلال الفترة الصدامية شنت السلطات حملة خبيثة سميت بتطهير اللغة اللهجة العراقية من شوائب الكلمات الطارئة على العربية، وكان من ضحية هذه الحملة العدوانية المفردات العراقية الاصيلة في قدمها وتاريخها حيث تم استبدالها بمفردات سطحية لا تاريخ ولا جذور لها في التركيبة الاجتماعية العراقية. وقد تسببت هذه الحملة الهمجية بغياب الكثير من المصطلحات والكلمات والتعابير العراقية عن التداول بسبب ذالك القرار الصدامي اللعين.
اللهجة الدارجة او العامية، اكانت كلمات او تعابير او مفردات هي شتلات وطنية لا يصح اماتتها او استبدالها او الاستعاضة عنها لاي غرض كان ولاي دافع كان، فهي جزء من الهوية العراقية المشتركة لجميع المكونات ونغم نسمع نبرته في صوت الكوردي العراقي والتركماني العراقي و وابن الانبار وابن الجنوب وفي صوت السريان والكلدان والاشورين وغيرهم.

قد يكون العراق البلد الوحيد الذي يتخلى مثقفوه وفنانوه وسياسيوه بكل سذاجة وبلادة عن هويتهم ولهجتهم و لغتهم، انه مركب نقص في الشخصية العراقية وجب البحث عن اسبابه وايجاد الحلول لهذا التدهور قبل ان يصبح جزء من الذات العراقية نفسها.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب
- الأيمان والمؤمنون
- الدين والغريزة الجنسية
- الدين والطوائف والشعب
- فلم مثير وثلاث ملاحظات
- تزاوج ثقافة الحقد الإسلامي مع ثقافة العنف الامريكي
- تفضيل إنجاب الذكور وحقوق المرأة
- هل لك أن تنتظم في طابور الموت رجاء!
- الصهيونية وموقف البعض منها
- الشيعة ومقبرة النجف
- كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية
- رجال الدين والفضائح
- المساواة في القانون والشريعة الاسلامية
- إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مالوم ابو رغيف - ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا