أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - الشيعة ومقبرة النجف














المزيد.....

الشيعة ومقبرة النجف


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا نتعقد إننا نبالغ إن قلنا إن مقبرة النجف هي اكبر مقبرة في العالم، أكان من حيث المساحة أو من حيث العدد ، فالمسلمون الشيعة في العراق لا يدفنون موتاهم إلا بالنجف، لا تهمهم بعد الأمكنة ولا قساوة الفصول، لا حر ولا برد ولا مطر، يسافرون مع أحبائهم إلى حيث المكان الأخير في رفقة لن تتكرر بعد ذلك أبدا. مقبرة وادي السلام حيث يرقد الأجداد، هناك سيسفون عليهم الرمال ويتركونهم وحيدين بذمة الدفان يمنحونه ثقتهم ليبني عليهم قبورا وفق مواصفات تحددها الأسعار، فالقبور مثل البيوت تختلف فيها المساحة والبناء لكن السكان متساوون في الصفة، كلهم موتى.
المقبرة واسعة شاسعة لا تستطيع العين إن تستشرف امتداداتها، تتجاور فيها القبور حتى تبدو كأنها ملتصقة بعضها ببعض، تعلو وتنخفض في تموج شاذ غير منظم فتبدو وكأنها خرائب متهدمة مهجورة.
في هذا الخراب والإهمال ألقبوري لا توجد أشجار ولا طيور ولا شموع ولا ورود، كل شيء يدل على وحشة غير متناهية لا تعير للمكان هيبة ولا خشية ولا توحي بعلاقة تألف بين الزائر والمدفون. فقد ترى بعض من أناس يمشون فوق القبور دون أي احترام وهم يبحثون عن موتاهم في متاهة الموت والإهمال ، ليس ذنب الناس، فلا شوارع ولا فواصل ولا مساحات ولا دالات ترشد الزائر إلى حيث يريد.
الإسراع بمغادرة المكان ربما يكون هو الهاجس المشترك بين الزوار.
لا سلام في مقبرة وادي السلام ولا هدوء رغم اتساع المكان، فالسيارات وضوضائها وغبارها المتطاير وعربات الموتور سيكل وأتربتها المثارة وازدحام المارة، تتناقض كليا مع صمت القبور، فتبدو المقبرة وكأنها نفسها جثة لميت غير مرغوب فيه.
فهل من مقبرة في هذا العالم تسير فيها السيارات وتصخب اجهزة التنبيه لابعاد المارة او الزوار عن الشارع
أي احترام لهدوؤ ولرقاد الموتى واي سلام يمكن لن يبعثه هذا الصخب ؟
تناقض غريب جدا في السلوك الشيعي، فقبور الأئمة والأولياء مزينة بالفسيفساء وبالالوان ومرصعة بالذهب والفضة مزركشة بالنقوش والكتابات الجميلة، بينما قبور أحبائهم مهملة مهجروه تقلق راحتهم السيارات وتبعثرهم الفوضى.
ليس هناك جهة تشرف على شؤون دفن الموتى ولا دائرة تنظم الدفن وتحدد الأماكن والفراغات بين القبور أو ترقمها وتبين مواقعها، ليس هناك سجلات ولا إحصاء ولا بيانات. قد يقصد الناس زيارة موتاهم ولا يجدون قبورهم مهما بذلوا من جهد ، حتى وان سألوا متعهدي الدفن، وهؤلاء لهم مكاتبهم في بدايات المقبرة وهم عائلات يتوارثون المهنة ويحتكمون على ذاكرة لا تموت فيها الأسماء ولا تندرس فيها القبور، لكنهم يدلون على القبر كما يدل الإعرابي على جمل ضائع في الصحراء، لا بيانات ولا أرقام ولا دالات. ليس ذنب متعهد دفن الموتى بالطبع ، فهو من سلالة عدم التنظيم، إنما هو ذنب رجال الدين الذين يعتاشون على الأحياء وعلى الأموات ويهملونهم في الحالتين إحياء وأمواتا.
لكن ما هو السبب الذي يدعوا الشيعة إلى الإصرار على دفن موتاهم في النجف فقط وكأنهم يدفنونهم في جنان الخلد وليس في مكان نائي صحراوي رملي ليس فيه لا ماء ولا شجر ولا ظل سوى الشمس الحارقة؟
لماذا هذا الابتعاد الإرادي عن الأحباء في مقابر بعيدة يمنع بعد المسافة عن الاعتناء بالقبر وعن زرع شجرة ورد أو إشعال شموع أو تنظيف المكان والاعتناء بالقبر والحرص على إن لا يدرس ولا إن يزال ولا إن يعبث فيه؟
أليس الأجدر إن يتعلموا قليل من التنظيم.؟
أليس الأجدر إن يستحدثوا مدارس لدفن لموتى وشهادات لمزاولة المهنة وفق مواصفات مهنية تعتمد التنظيم وليس العشوائية كما هو الحال الآن.؟
ثم الم يحن الوقت لكي يتعلم الشيعة العراقيون ان يخصصوا مقابر لمواتهم حيث يسكونون، حيث يسهل هلم زيارة احبائهم والاعتناء بقبورهم ايام الجمع وزرع الوردود حولها واشعال الشموع وترميمها..
فما بال الناس يتخلون عن امواتهم ويدعونهم في مقابر بعيدة حيث لا يزورنهم الى مرة واحدة في السنة ثم تنقطع الزيارات لبعد المكان.!!
في مدينة الكوت وفي غيرها من المدن ،مدينة القلوعة في عدن مثلا، حيث دفن الجنود الانجليز، لا زالت قبورهم منظمة مرتبة معتنى بها، يدفعون رواتب للمشرفين عليها، أسماء الموتى وسجلاتهم وبياناتهم كلها محتفظ بها، هذا وهم بعداء ، فما بالنا لا نعتني بإحيائنا ولا بأمواتنا وبعد ذلك نقول إننا خير امة أخرجت للناس، يا لهذه الكذبة الوقحة!!



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية
- رجال الدين والفضائح
- المساواة في القانون والشريعة الاسلامية
- إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
- كلمات الله الضائعة بين جبرائيل وبين محمد
- سيرة غير عطرة لنبي
- الايمو والسياسة والدين.
- اضطهاد المرأة في صدر الاسلام
- عندما يكون الله معديا
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - الشيعة ومقبرة النجف