أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟















المزيد.....

هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 07:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله الذي يعبده المسلمون هو غير الإله المسيحي أو الإله اليهودي، هو يختلف عن جميع الآلهه المعبودة الأخرى. فكل قوم لهم اله خاص بهم خلقوه على صورتهم ومنحوه طبائعهم وزينوه بعاداتهم وتقاليدهم واجلوه كما يجلون ملوكهم وأباطرتهم. صورة السيد المسيح الأوربي تجدها تختلف تماما عن المسيحي الشرقي أو المسيح الإفريقي، لون البشرة ولون العيون ولون الشعر وتقاسيم الوجه.. سأل احد الأوربيين إفريقيا إن كان صحيحا ما سمعه بان المسيح وأمه من أصحاب البشرة السوداء في أفريقيا.. قلت له وما وجه الاستغراب في هذا والسيد المسيح الأوربي يبدو وكأنه احد المواطنين النرويجيين في شقاره وازرقاق عينيه وتقاسيم وجهه وكأنه لم يولد ويعيش ويصلب في فلسطين.
احد الأصدقاء الأفارقة الذي كان يدرس في احد الأديرة ليصبح قسيسا لخدمة الرب تلبية لرغبة والده، قال لي إن أباه قد تزوج بثلاث نساء!!
قلت ولكن المسيحية لا تسمح بتعدد الزوجات
ضحك وقال إنها المسيحية الإفريقية وليست المسيحية الأوربية يا صديقي.!
في حين يمتنع المسلمون الشرقيون الأصوليون عن شرب الخمر خوفا من عقاب الله وسخطه، يعب المسلمون الأوربيون الخمر عبا دون إن يخطر على بالهم أي هاجس خوف من عقاب بينما تسهر البنات المسلمات في صالات الدسكو حتى صلاة الفجر وتفتخر بأنهن ولله الحمد مسلمات.. فالإسلام الأوربي في بلغاريا ويوغسلافيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق يختلف تماما عن إسلام الدول العربية المتخلفة، حتى في لبنان هو اخف وأفضل في بيروت عنه في مناطق حزب الله حيث تعشش خفافيش الظلام.
الدين والإله صناعة إنسانية بحتة.. الغربيون عندما غيروا أسلوب حياتهم وطريقة تفكيرهم تغيرت الكنيسة معهم، أصبح الإله أكثر ديمقراطية، لم يعد يتدخل في حياة الإنسان الخاصة ولا في رغباته ولا في تفاصيل معيشته، الكنيسة غيرت الإله إلى ما يتوافق مع الإنسان الجديد.
بابا الفاتيكان الكاثوليكي في زيارته إلى ألمانيا لم يرى على وجهه أي امتعاض في الحفل الكبير المقام على إستاد الملعب الاولمبي في برلين عندما استقبله عمدة برلين كلاوس فوفرايت{Claus Wowereit} الجنسي المثلي الذي يفوز للمرة الثالثة في الانتخابات البلدية رغم قوله علنا بأنه يفتخر كونه شاذ جنسيا ولم يـتأثر عندما استقبله رئيس جمهورية ألمانيا الكاثوليكي كريستيان وولف الذي طلق زوجته وتزوج امرأة أخرى بالضد من تعاليم الكنيسة ولم يظهر عدم رضاه عندما تستقبله المرأة -المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل الأمر الذي لا ينسجم مع تعاليم الكنيسة أيضا.
لم يكن لبابا الفاتيكان من مطالب سوى حث الناس على إن لا يفقدوا ثقتهم بالكنيسة، المطالب الضاغطة كانت من الناس، إن تعترف الكنيسة بالمثلية الجنسية{ Homesexuality } إن تلغي العزوبية المفروضة على القساوسة{ celibacy } إن تغير نظرتها المتزمتة تجاه الجنس و استخدام الكندوم وتسمح بالإجهاض. بالطبع لم يتطرق البابا إلا هذه الأمور لكنه طلب من الكنيسة إن تتخلى عن امتيازاتها في الدولة مثل جباية الحكومة للضرائب الكنسية أو تدريس التعاليم الكاثوليكية في مدارس الجنوب الألماني فهو يرى إن التخلي عن الامتيازات الحكومية يحسن نظرة الناس تجاه الكنيسة، كلما تخف الكنيسة من سيطرتها ومن سلطتها وتدخلها في حياة الناس، كلما اقتربت الناس منها وآمنت بها وزاد احترام رجالها.
البابا لم يرسم وجها أخر للإله ولم يغير تعاليمه، الإنسان الأوربي هو الذي يمسك بالفرشاة والممحاة ليرسم له وجها أخرى وليمسح تعاليمه القديمة التي كتبها آخرون بما يتوافق وعصرهم وليملوا تعاليم أخرى أكثر استجابة وملائمة لمتطلبات الإنسان وعصره وعندما يكمل الإنسان صورة الإله يصبح الإله القديم في خبر كان تماما مثلما أصبح اله التوراة في خبر كان ليأتي اله أكثر رحمة وشفقة وسلاما.
على العكس هو الحال مع الإسلام، فالإله الإسلامي لا زال يحتفظ بصورته وطبائعه الأولى التي منحها له ورسمها بدوي مترئس شرس كئيب دموي متوحش، الإله الإسلامي وان حاول النبي محمد إن يضيف إليه بعض من مظاهر التحضر التي صادفها في سفراته التجارية، إلا انه سرعان ما يعود به إلى صورته وشخصيته الأصلية التي تلائم والمجتمع الإعرابي الذي يبني قيمه الأخلاقية على الغارة والغزو والسلب والنهب والسبي والانتقام والاستعباد واستحلال النساء، اله له نفس شخصية البدوي الذي سرعان ما ينسى وعوده وعهوده وينسى حتى ربه فيأكله إن كان مصنوعا من التمر ويبيعه إن كان من معدن ويكسره إن غضب عليه. الإله الإسلامي هو صناعة البدوي الذي ويقتل وينتقم ويعاقب دون رحمة ولا شفقه، الذي يهيم في الصحراء وينكح أيا صادف وما شاء من النساء.
صورة وشخصية الإله الإسلامي بقت سالمة لم تتغير ولم تتبدل، ليس بسبب القرآن وليس بسبب إيمان المسلمين بربهم وعظمة تعاليم الإسلام، إنما لان الإله صورة وشخصية البدوي المتسيد المتعجرف الذي لا يرضى إلا بخضوع وخنوع وإذلال وتحقير المتسلط عليهم والذي استمر بالحكم إلا يوما هذا. هو صورة نمطية للحاكم المسلم الذي اعتاد على الانتقام من خصومه بقطع أعناقهم أو دفنهم في المطامر وهم على قيد الحياة والتفنن في طرق تعذيبهم واغتصاب نسائهم وبناتهم واستعباد أبنائهم. الإله الإسلامي هو انعكاس للحاكم العربي الذي اعتاد على مجازاة الجواسيس والمخبرين والجلادين والقتلة بالأموال والهدايا والمنح. هو اله لم يتطور لأن الإنسان الشرقي لم يتطور ليطوره معه، هو اله لا يملأ قلب الإنسان بالحب بل بالخوف والرهبة، اله لا يأتي إلى عباده بل عباده يذهبون إليه طائعين متضرعين متوسلين خاضعين أذلاء حقراء. الذليل الخاضع الحقير لا يمكنه التغيير فكيف له تغيير شخصية وطبع الإله، كيف له إن يخلق اله عصريا متقدما معرفيا مستجيبا لمتطلبات الحداثة والقيم الإنسانية دون إن ينقلب على القديم بكل قيمه وبكل تعليماته؟
ولنا مقارنة بين طقوس العبادة وبين مهرجانات الخضوع للملوك والأمراء والرؤساء، بين إنشادهم للأدعية وبين إنشادهم قصائد المديح لحكامهم ورؤساء عشائرهم، بين تضرعهم لإله وبين تضرعهم لأولي الأمر منهم، بين أسماء الله المعلقة في بيوتهم وبين صورا لحكام المعلقة على جدران غرفهم وبيوتهم ومحلاتهم. لا يوجد فرق نفس الرهبة من الله ومن الحاكم، ونفس الرغبة في التقرب الى الله او التقرب الى الحاكم.
لقد ثارت الشعوب العربية على حكامهم وأطاحوا بهم وهم ربما في طريقهم إلى الإطاحة بالبقية الباقية من هذه الحثالات الإنسانية، فهل تقدم الشعوب العربية على الإطاحة أيضا بصورة الإله التي سيتناقض كليا مع قيم الديمقراطية والحرية والمساواة التي تنادي وتطالب بها الناس ؟
هل يمسكون الفرشاة ليرسموا صورة أخرى لإله لا يفرض عليهم إنما هم الذين يفرضوه على رجال الدين.؟
لقد خلعوا حكامهم فهل يستطيعون خلع إلآههم
إذا نجحوا في ذلك عندها سنرى ورودا ملونة للربيع العربي
وان لم ينجحوا سيبقى ربيع لكنه بلا زهور.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.
- الاخلاق والاسلاميون
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟