أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الدولة السنية والشيعة والتاريخ.














المزيد.....

الدولة السنية والشيعة والتاريخ.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




رغم إن الشيعية قد تمكنوا من تأسيس العديد من الدول والإمارات الإسلامية، كدولة الأدارسة في المغرب والدولة الفاطمية في مصر والحمدانية في الموصل وحلب، ورغم أنهم حكموا لفترات طويلة نسبيا فكان لهم كتابهم وإبطالهم وشعرائهم ونظرياتهم إلا إن التاريخ الإسلامي بقى بمجمله تاريخا سنيا، أُهمل فيه الحدث التاريخي الشيعي كما أُهملت الإحداث التاريخية لبقية الأقليات الدينية الأخرى بينما مجدت الحوادث التاريخية السنية وخلد خلفاءهم وإبطالهم وشعراءهم ورجال دينهم وسميت الشوارع والمدارس والمدن والجامعات بأسمائهم. ليس الإهمال وتجاهل دور الشيعة وبقية الأقليات الدينية في التاريخ العربي أو الإسلامي هو اللافت، إنما التناول السلبي المبالغ بالسوء والتجني ونسب كل ما هو سيء ورديء إليهم كدول وطوائف حتى إن الرئيس المخلوع حسني مبارك نعتهم بعدم الولاء لأوطانهم بينما اتهمت دول الخليج شيعة البحرين بأنهم إيرانيون وهي نفس التهمة التي اعتاد العرب اتهام شيعة العراق بها. عدم الولاء للوطن هو اتهام جاهز يلحق بكل دين وكل طائفة وكل مذهب غير سني وكل قومية غير عربية. فلقد رُبيت العقلية العربية والإسلامية السنية على عدم تقبل إن لم نقل رفض كل ما هو غير سني، كطقوس وعادات اجتماعية وتوجهات سياسية وحتى اختلافات لغوية.
الدولة العربية وأن استندت في دساتيرها على الشريعة الإسلامية السنية، لكنها من حيث البناء دولة غير دينية بالمعنى الحرفي للكلمة، إلا أنها اتبعت اسلوبا هو الأقرب إلى أسلوب الدولة الدينية المتزمتة في التعامل مه الطوائف والأقليات الدينية الأخرى، كالشيعة بكل تلاوينهم والمسيحية واليهودية والمندائية واليزيدية وغيرها.
لقد خلقت هذه التربية الخاطئة والتي لا زالت سارية في الدول الإسلامية، خلقت ذهنية عدوانية لا تتكيف مع الغير ولا ترغب بنوع من الانسجام والتقارب والتعايش، تميل إلى القمع والاضطهاد وكبت ومصادرة الأراء والتشيك في نية ووطنية وإخلاص من هم غير سنة، بل إن رجال الدين السنة رفضوا أي عبادة غير عبادتهم وأي طقوس غير طقوسهم وأي شعائر غير شعائرهم واتهموا من يخالفهم بالكفر والضلال وحرموا السلام عليهم وأوصوا بمضايقتهم بالطريق وقد تطور هذا الرفض في الديانة الإسلامية السنية حتى اتخذ شكلا أكثر عدوانية وأكثر همجية وأسفر عن النظريات الإرهابية التي تبيح هدر دماء المخالفين واستباحة نسائهم وأموالهم وإجبارهم على دفع الجزية أو تهجيرهم من ديار الإسلام.
التقية التي مارسها الشيعة والتي لصقت بهم ولم يعد يصدق بكلامهم حتى لو اقسموا بأغلظ الإيمان، فكل كلامهم إذا ما تطابق أو اقترب بشكل وأخر من الطرح السني يؤخذ على انه كذب ونفاق ورياء ونوع من التقية، أقول إن التقية لم تكن إلا أسلوبا لدرء الخطر ودليل واضح وجلي على الاضطهاد الديني والمذهبي في الدولة الإسلامية السنية، فلو كان هناك تسامح وتعايش بين الديانات والمذاهب لما كانت هناك تقية، ولما اضطر الإنسان إن يظهر، سلوكا وعملا وقولا ما لا يؤمن به ولا يعتقده. ولا نستطيع إن نفسر موقف المسيحيين أو المندائيين أو غيرهم بألغاءهم لاحتفالاتهم إذا ما تصادفت مع شهر عاشوراء أو مشاركتهم في مسيرات المشي وتوزيع الطعام والشراب إلا نوع من التقية مجبرين عليها خوفا إن يلحقهم ضررا من المسلمين الشيعة الذين اتبعوا أساليب التربية السنية وتقمصوها لطول ما عاشوا تحت نيرها.
لقد تسببت هذه التربية الدينية السنية في نشوء حالة من الاغتراب والاستلاب عند المواطنين الذين يتبعون مذاهب وديانات مختلفة تغلب فيه الانتماء إلى المذهب والدين والطائفة على الانتماء للوطن، أصبح المواطن يشعر انه بمأمن خلف أسوار الطائفة وغير امن في حياض الوطن، إن ذلك خلق جوا مناسبا استغلته الأحزاب والحركات الشيعية في السيطرة على شيعة في العراق وفي البحرين على سبيل المثال.
الغريب إن هذا الأسلوب الخاطئ في التربية السنية لا زال هو الرائد والقائد في السياسة وفي المواقف وفي التثقيف تجده في الصحافة وفي الفن وفي المواقف، فمظاهرات البحرين ضد إل خليفة لم ينظر إليها إلا من الناحية الطائفية لذلك اتهمت جهارا نهارا بأنها إيرانية الدافع والغاية وأهملت كل شعاراتها المطلبية التي لم تختلف عن تلك المطالب التي ينادي بها الشارع العربي الثائر بوجه حكوماته. الأدهى إن يعتبر جلاد العراق صدام بطلا شهيدا عند العرب والمسلمين السنة الذين لا زال الكثير منهم يترحمون على روحه الملعونة عندما يذكر في أحاديث العرب وفي مقالاتهم.
لقد اعتاد العرب على العيش بالتاريخ، والتاريخ العربي الإسلامي مليء بالأحقاد والبغض والنزاعات الدموية، فكل شيء مختلف عليه، الحوادث والمواقف والافضليات والاستحقاقات، لا توجد مشتركات لا بالرموز ولا بالإبطال. يتحدث العرب عن الماضي أكثر مما يتحدثون عن الحاضر ويفتخرون بالماضي الذي لم يشهده احد فيمتلئون غبطة وفرحا وفخرا وينسون واقعا حاضرا بائسا مزريا، يتألمون ويبكون لمصائب غابرة وينسون حياتهم الحاضرة القاسية المعذبة، يبعثون الحياة في التاريخ فتحس بوقع الحوافر وتسمع صهيل الخيل وجلبة الجيوش وصليل السيوف، وكان الإحداث وقعت اليوم للتو واللحظة وما على الناس إلا امتشاق السيوف والتبارز شتما وذما وقدحا.
المشكلة تكمن في إن التاريخ لا ينظر إليه نظرة تحليلية وبتجريد علمي وفق شروط وظروف حياة الماضي بل ينظر إليه وفق الميول الدينية والمذهبية والمشاحنات الانتماءات الطائفية الحاضرة. لقد أصبح التاريخ عاملا في زيادة الشقاق ووأد الانسجام والقضاء على روح التسامح عند الناس، كنا صغارا ندرس إن ما يوحد البلد هو الأرض واللغة والدين والتاريخ المشترك.. وعندما كبرنا لم نرى إي من هذه المشتركات، لا التاريخ ولا اللغة ولا الدين حتى الأرض لم تعد من المشتركات.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخلاق والاسلاميون
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الدولة السنية والشيعة والتاريخ.