أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية














المزيد.....

الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تكمن أهمية الثورتين الظافرتين التونسية والمصرية بأنهما أوضحتا بما لا يقبل جدلا بان الدين لن ولم يكن مطلبا للشعوب أبدا. فقد بيت الاحداث وبكل وضوح، بإن الإسلاميين لم يكونوا في طليعة المنتفضين ولا الثائرين، لم يكن لشعاراتهم صدى ولا لهتافاتهم دويا ولا لقياداتهم دورا متميزا. ظهروا على حقيقتهم، متصيدين للفرص وباحثين عن المكاسب، ربما كانوا غافلين فصحوا من غفلتهم ورأوا الحقيقة كما هي على الواقع وعلى شفاه ملايين الناس، بان الحل لم يكن يوما الإسلام كما كانوا ينادون، وان الدين لم يكن يوما مطلبا للشعوب، وان القيود الدينية هي مثل القيود الدكتاتورية وجب كسرها وإلقاءها إلى مزابل التاريخ
لقد دشنتا الثورتان عهدا جديدا للثورات والانتفاضات المدنية غير المؤدلجة، غير المسيرة بوازع ديني ولا بدافع حزبي، إنما بحوافز مدنية فرضها عصر التقدم والتحضر والحرية والثورات العلمية والتكنولوجية التي حول العالم إلى عالم تنعدم فيه الحدود والممنوعات والإسرار.
لقد أدرك رجال الدين، أنهم إن غلبوا مواعظهم الدينية على مطالب المنتفضين، إن هم أكثروا وأطنبوا وزادوا وكرروا أحاديث سير المسلمين وبطولاتهم المزعومة، ستكون أصواتهم نشازا في سيمفونية ثورة الحرية والمدنية التي تعزفها حناجر الناس، فغيروا خطابهم وخفضوا من صوتهم وحاولوا جاهدين إن يسيروا مع المنتفضين والثائرين فكانوا في الذيل المكان اللائق بهم دائما.
لكن إذا كانت الأحزاب الإسلامية قد أخفضت صوتها وسايرت المنتفضين مضطرة غير مختارة، مجبرة غير راغبة فان سكوتها ومسايرتها ليس إلا تكتيك سيفضحه اليوم أو غدا ظلامية استراتجيها المتزمت الذي يقف حجر عثرة في طريق الحريات العامة والخاصة، والذي سيصر بان تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع لأي دستور يكتب أو يعدل بذريعة إن أغلبية الشعب هي أغلبية مسلمة، بينما قد بيت الثورتان، التونسية والمصرية، بان أغلبية الشعب هي أغلبية الأحرار الذين يرفضون أي قيد أكان قد الله أو قيد الحاكم.
وهنا قد يكون من المفيد تذكر موقف الأحزاب الإسلامية العراقية قبل وبعد الإطاحة بنظام المقبور صدام حسين. فقد كانت تقول وتؤكد بان ليس بنيتها تحويل العراق إلى دولة دينية، وأكدت في بياناتها المتكررة بأنها تتمسك بالدولة المدنية العلمانية، لكن بعد الخطيئة الكبرى التي اقترفتها الادراة الأمريكية بتسليمها السلطة لمجموعة من الفاسدين الطائفيين وفي طليعتهم الأحزاب الإسلامية بكل تلاوينهاـ تنكرت هذه الأحزاب لما أكدت عليه سابقا واتبعت أجندة دينية منهجية سلبت كافة الحقوق والحريات المدنية وأشاعت روح التفرقة الطائفية رافعة شعار فرق تسد، واتبعت أجندة أخرى للفساد والتزوير، فحطمت البنية الإنسانية والروحية للشعب العراقي بعد إن حطم المقبور صدام بحروبه المختلفة البنية التحتية للعراق.
إن الأحزاب الإسلامية على اختلاف أيدلوجيتها الدينية هي غير محل للثقة وان تمسكنت اليوم وحاولت إن ترتدي معطف الوطنية والحرص على الوطن ستظهر غدا على حقيقتها بان معطف الوطنية الذي ترتديه اليوم يخفي في طياته سكاكينا وخناجرا إن هي تمكنت ستذبح بها الحرية والحقوق المدنية على محراب أصنامها السلفية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية