أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقيون ووثائق ويكيليكس














المزيد.....

العراقيون ووثائق ويكيليكس


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 19:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ما صرحت به وزيرة حقوق الإنسان السيدة وجدان سالم بان ما جاء بالوثائق التي نشرها موقع ويكيليس لم يشكل مفاجأة ولم يأتيان بجديد، تصريح لا يبتعد ولا يجافي الحقيقة فهو يعني بان كل هذا الكم من الانتهاكات كان معروفا للحكومة وللمسئولين ولأحزاب العملية السياسية وللتيارات الدينية ومراجعها القيادية، لذلك جائت ردات الفعل من جميع الأطراف باردة عكست هذا الانطباع و تعاملت مع الحدث من منظور المصلحة الذاتية وليس منظور المصلحة الوطنية من المنظور السياسي وليس من المنظور القانوني والحقوقي الو المنظور الانساني.

إذا كان التعذيب والإهانات والانتقاص من الكرامة الإنسانية هي روتين يومي في السجون الأمريكية، ليس في العراق أو في أفغانستان أو في غوانتينامو بل حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إذ تعتبر سجونها من أبشع السجون في العالم، فان العراقيين قد تأملوا خيرا، بان أساليب البعث ومخابراته واستخباراته ودوائر الأمن العامة الإجرامية قد انتهت وولت وإنها لن تعود ثانية ناهيك عن أمل في السعادة والعيشة الكريمة. لكن يبدو إن هذه كانت مجرد أحلام وردية صحي العراقيون من تأثيراتها سريعا بعد إن غرزت شراسة الواقع أنيابها في أجسادهم. الأجهزة العنفية، أجهزة الجيش والشرطة والأمن بالإضافة إلى فساد إداراتها واختراق البعثيين والإرهابيين لها وشيوع الرشوة في معاملاتها بقيت كما كانت مصنعا لإنتاج الجلادين الذين يتقنون فن التعذيب والحط من الكرامة الإنسانية.
لم يشكل كشف هذه الوثائق مفاجأة للناس أيضا، فقلوب الناس مثل ما تقول الأغنية العرقية (أمعلم على الصدمات گلبي) وما تعانيه الناس في الواقع اليومي المعاش له اكبر بكثير مما يعانيه الملقى في السجون أو حتى الذي ينهال عليه سوط الجلاد فسياط الجوع والعوز اشد فتكا وأكثر إيلاما.
الناس ترى أطفالها تموت إمام أعينها ولا من معين وترى الفقر يفترسها يوما بعد آخر وليس من حامي وباع الشباب أنفسهم إلى الله وتحولوا إلى إرهابيين من اجل الحصول على المال وعامل المسئولون الناس معاملة المنبوذين، يدهسون العبور والسابلة بسيارتهم المحصنة التي تسرع عكس اتجاه السير وتطلق حماياتهم النار على المارة كما تطلق النار على الكلاب الضالة ويصفعون الصحفيين بالأكف ويلاحقون الفقراء على أكواخهم فيصادرونها ثم يبيعونها على التجار الإسلاميين بابخس الأسعار ولو صح لهم لجمعوا الفقراء وطمروهم أحياء في مقابر جماعية كما فعل المقبور صدام، إهمال الناس إهمالا تاما واحتقارهم في مسكنهم وملبسهم وصحتهم ومشربهم لا يختلف كثيرا عن طمرهم أحياءا.

لا يهم من هي الأطراف المشتركة في نبش نار الفضيحة أكانت السعودية أو دول الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية ولا يهم التوقيت حتى لو صدق ادعاء السيد المالكي بأنها مؤامرة ضده لإبعاده عن منصب رئيس الوزراء ولإعاقة تشكيل حكومة برئاسته إذ المطلوب مراجعة كلية هيكلية وقانونية لأنظمة السجون والمعتقلات والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ليس بالسجون فقط بل وفي المعاملات اليومية وفي شيوع الرشاوى والفساد وإحالة المسئولين عن ذلك على المحاكم لنيل عقابهم لا تبرئتهم كما فعلت حكومة المالكي مع وزير التجارة.
كما إن الوثائق كشفت خطأ إن يكون رئيس الوزراء هو المشرف والقائد العام للقوات المسلحة بنفس الوقت إذ إن ذلك يعني إن بمقدوره تشكيل مجاميع وأجهزة خاصة ترتبط به مباشرة لأداء مهمات خاصة إذ جاء في إحدى الوثائق بان 17 عسكري أفادوا بأنهم أعضاء فرقة خاصة تحت أمرة رئيس الوزراء نوري المالكي مباشرة وأطلق سراحهم بعد ذلك.
وقد جاء في محاولات إبعاد التهمة عنه بإنه القائد العام للقوات المسلحة ويمنحه الدستور الإشراف على وتشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة. لا ننسى بان العقلية العراقية التي تربت في نظام قمعي لأكثر من ثلاثين سنة والعقلية الإسلامية المتنفذة الآن هي عقلية شمولية تميل إلى السيطرة المطلقة وتحتكر الحقيقة ولا تعتبر الديمقراطية إلى وسيلة وأداة للوصول إلى التسلط المطلق.
ورغم إن الوثائق اتهمت منظمة بدر التي يترأسها هادي العامري بالتعاون مع إيران وتنفيذ أجندتها ومخططاتها في العراق إلا انه لم يصدر أي تصريح منهم لنفي ذلك، وعلى ما يبدو إنهم مرتاحون جدا للفضيحة التي وضعت المالكي في موقفا حرجا وعلته مثل الطير يرمى بالحصى من جميع الاتجاهات مهلوس الريش لا يقوى على الطيران.
إن بقاء التعذيب اسلوبا لانتزاع الاعترافات يدل على ترهل وكسل وعدم كفاءة الأجهزة الأمنية أولا وثانية فشل الحكومة المطبق في إيجاد علاقة تعاون بين المواطنين وبين الأجهزة المسئولة عن الأمن إذ إن المواطن ورغم كل التضحيات لم يرى إلا اهتمام الحكوميين والبرلمانيين بأنفسهم وبامتيازاتهم فقط وثالثا إن اسلوب التعذيب سيكون اسلوبا عاما دائما متبعا في كافة التعاملات وسيعاني جميع المواطنين من تبعاته وسيخلق قادة أوغاد دمويين لا يحترمون الإنسان ولا حقوقه.
الشيء الملفت للنظر أيضا إن الإعلام العربي لم يتخذ من الحدث مناسبة لمناقشة حقوق الإنسان المنتهكة ليس في العراق فقط بل في كافة البلدان العربية ولإسلامية بل اتخذ منه وسيلة للنفخ في كوانين الطائفية وإثارة النعرات والتركيز على بث الفرقة بين السنة والشيعة.
كما ان فضائية الجزيرة التي خصها موقع ويكيليكس بنشر الوثائق ركزت على الدور الإيراني القذر.

وتجنبت الحديث عن أي وثيقة تشير إلى تورط البلدان العربية في العراق مع إن القوات الأمريكية ولكثير من المرات اتهمت سوريا والسعودية وبقية الدول العربية بالتورط في دعم وتمويل وتدريب الإرهابيين وتصديرهم إلى العراق ..



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقيون ووثائق ويكيليكس