أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الإرهاب والمنائر














المزيد.....

الإرهاب والمنائر


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أدركت الأحزاب اليمينية في الدولة السويسرية مقدار الرفض الذي يكنه المواطن السويسري للدين الإسلامي فسارعت إلى اغتنام الفرصة لتحقيق كسب شعبي. فنجحت بدفع مشروع قرار يستفتي المواطن السويسري على بناء المنائر في الجوامع التي ستبنى مستقبلا. ومثلما هو متوقع، صوتت الأغلبية ضد إشادة المنائر في المساجد الإسلامية.
لم يفهم الإسلاميون الأمر، أو أنهم فهموه لكن تغابوا عن إدراكه ولم يرغبوا أن يفصحوا عن أسباب رفض أغلبية الشعب السويسري لبناء المنائر، مع إنها، أي المنائر أصالة عمرانية وجزء مهم مكمل لشكل المسجد ولهندسة تصميمه. انشغل الإسلاميون كعادتهم بالقشور وتركوا اللب، ركزوا على النتيجة النهائية ولم يدرسوا العوامل التي قادت إليها، التهوا بالتعابير العدائية اللفظية ورفعوا القبضات استنكارا، فهم أهل كلام وبلاغة وأهل تهديد ووعيد، لا احد يغلبهم ولا يباريهم ولا يجاريهم إذا تعلق الأمر بالكلام، فها هي إذاعاتنا وصحفنا وها هم شعرائنا وأدبائنا وكتابنا منذ قرون يعيدون نفس الكلام، لا يملون من تكراره وإعادته واجتراره، النتيجة الوحيدة التي يفرزها هذا الاجترار الكلامي واللغو اللفظي هو توليد الحقد والبغضاء والعداوة أكان بين القوميات أو بين الأديان. ولعل ذلك هو ما يهدفون له. فرأس مالهم، عندما تفلس نظرياتهم وتكسد بضاعتهم، هو العداء والحقد.
يعرف الإسلاميون، رجال دين ورجال سياسة، كتاب ومؤدلجون بان، حسب تعبيرهم دول الغرب الكافر منحت اللجوء للمسلمين، ليس لمسلمي الوراثة أو الذين اتبعوا ما وجدوا عليه إبائهم، لكن لرجال دين كبار من كل الطوائف والمذاهب، ملتحين وغير ملتحين، معممين ومطربشين ومجلببين ، منحتهم الملجأ والأمن والاطمئنان وسمحت لهم بتأدية شعائرهم وممارسة طقوسهم الدينية، بل أعطتهم الحرية الكاملة بالتبشير الديني وبنشر عقيدتهم الإسلامية بين صفوف شعوبها، ففي هذه الدول لا تهم عقيدة الإنسان ولا دينه، إنما التزامه وإطاعته للأنظمة وللقوانين واحترامه لحرية الآخرين واعتقاداتهم وعدم تعكير الصفو والسلم الاجتماعي.
ورغم الإرهاب الإسلامي الذي يعاني منه الجميع، المسلمون والمسيحيون واليهود وبقية الأديان، لازال الإسلاميون بكل طمأنينة وسلام يخطرون بالأسواق الغربية بأزيائهم الأفغانية و بعمائمهم وجلابيبهم الكهنوتية، ولا زلن المسلمات يتجولن في أشهر الشوارع الغربية، يكنسن الشوارع بعباءتهن الطويلة ويرتطمن بأعمدة النور بوجوههن المنقبة، ولا زالت المكتبات الإسلامية منتشرة تعرض ما لا يسمح بعرضه في بلاد الإسلام، فتقرأ للشيعة وللسنة وللوهابية وللبهائية وللاحمدية بل وتقرأ حتى لشيخ الإرهاب بن تيمية.
في هذه البلاد ومهما كان المظهر إسلاميا أو إرهابيا بزي أفغاني ولحية طويلة أو امرأة تمشي كأنها قطعة من ليلة ظلماء تكسرت أو غيمة سوداء سقطت من السماء فتكورت وتدحرجت, ومهما كان الوقت متأخرا لا احد يُمس بسوء ولا يعتدي عليه، حتى إن بعض النساء المسلمات خامرها الشك بجاذبية جمالها الجسدي لانعدام الحرشة وانتفاء السعار الجنسي الذي يكاد يعصف بالشباب الإسلامي ليحيلهم إلى وحوش هائجة جنسيا.
تماما عكس ما يحدث في بلاد الإسلام، حيث لا الأجنبي أمن ولا ابن البلد أمن، لا المسيحي امن ولا المسلم امن، فالإرهاب أصبح هو القاعدة الدينية التي تجتذب الشباب، بل إن الإرهاب أصبح بشكل ما، أساسا للتثقيف الديني لكل المذاهب، بدراية أو دون دراية. الإرهاب يستند على البغض والحقد والكره، وإسلام اليوم فيه من الحقد والبغض والكره ما يكفي لتسميم كل علاقات الكون، بما فيها علاقات الملائكة نفسها، الطائرة في مداراتها وكأنها مكوكات فضائية غير انها تسبح بحمد الله الذي لا يعرف احد ما يشغله عن إصلاح أمر عباده.
اتسائل، هل تجرأ امرأة مسلمة محجبة منقبة على الخروج ليلا في بلاد الإسلام دون إن تأكلها الألسن وتنهشها الأيدي وتكاد تفترسها الأعين.؟
هل يستطيع أي أجنبي غربي أن يتجول ليلا في شوارع بعض بلادنا الإسلامية دون إن يحاول البعض اختطافه أو اغتياله أو شتمه.؟
إن من أولى وصايا الدول الأجنبية إلى رعاياها الذين يعملون في البلدان الإسلامية الأخص العربية منها، هو تجنب الخروج الفردي ليلا قدر الإمكان، فقدت انعدمت الثقة، وأصبح يُنظر إلى المسلمين وكأنهم خلايا نائمة عندما تستيقظ ستوقظ الآخرين معها على صوت انفجارات الطائرات والسيارات والقطارات وتتساقط الأشلاء عليهم من السماء كعصافير مذبوحة.
لقد رأى العالم كيف تحولت المساجد في العراق إلى محلات قصابة لذبح الناس وأقبيتها لخزن القنابل والعبوات الناسفة وللتعذيب وكيف استخدمت منابرها لبث الفرقة والحقد وشحن الضغائن الدينية، ومنائرها لإلقاء شعارات وهتافات الإرهاب.
لقد أصبح العالم قرية صغيرة يستطيع أي واحد معرفة ما يدور فيها وما يحدث، لن يتطلب الأمر إلا ثواني، فهل يعتقد الإسلاميون إن بقية العالم في غفلة عن خطبهم الإرهابية وفتاويهم القاتلة وما يدور في مساجدهم من تثقيف بالإرهاب وتداول روايات الجهاد المروعة؟
من المحير حقا، إن رغم كل الانتقادات الموجهة لرجال الدين الإسلاميين، ورغم كل المذابح والمجازر التي ارتكبها الإسلاميون في مختلف إنحاء العالم، تراهم يتهربون من الواجب المناط بهم، وهو البحث والتقصي عن الأسباب التي تحول المؤمن والمسلم المؤدلج إلى إرهابي قاتل مستعد لذبح الإنسان بسكين عمياء دون ان يطرف له رمش عين. لا يبذلون أي جهد يُذكر لمعرفة الخلل في البناء الإسلامي الذي لا يجعل المسلم يشعر بالصفاء الروحي بقدر ما يجعله حاقدا على المخالفين لشريعة دينه حتى وهو يؤدي الصلاة.
إجابة واحدة معتادة تجدها على فم المسلم والمسلمة البسيطة أو على أفواه كهنة الدين وأحباره، إجابة هي مثل آية الحمد يعرفها الصغير والكبير، بان الإرهاب ليس من الإسلام بشيء..
إلا يدركون بأنه لم يعد مهما أن يكونوا مقتنعين بان الإسلام ليس دينا إرهابيا، بل إن المهم هو أن يقتنع الآخرون بان الإسلام ليس دينا إرهابيا..






#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!
- سماحة السيد طلع كذاب!!
- اسلامقراطية
- العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
- الاسلام الاحتراف والهواية
- الرحمة والنقمة الالهية.
- الاسلام السياسي تمهيد للدولة الدينية.
- سنة محمد وسيلة انقلابية.
- الاسلام بين الانتقاد والهجوم
- وجه اخر للتطرف
- لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
- العيب الانساني والحرام الاسلامي
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
- الكذب في سبيل الله!!


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الإرهاب والمنائر