أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العيب الانساني والحرام الاسلامي















المزيد.....

العيب الانساني والحرام الاسلامي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ان يتدخل رجال الدين الاسلاميين في البنية السلوكية والاخلاقية للمجتمع ويجبرون الناس على العمل وفق قيم واخلاق اسلامية سلفية اندثرت وانتهت صلاحيتها ، وذلك بفرضها قسرا باستخدام قوانين الحرام والحلال الاستعبادية، التي تلغي حرية الاختيار وتحول الانسان الى مجرد منفذ خانع منصاع لاوامر وقواعد لم يشترك لا هو ولا جيله بصياغتها، كانت القوانين والقواعد والاعراف الاجتماعية تتولد وتنبثق خلال عملية التطور الاقتصادي والمعرفي والاجتماعي للمجتمع، فتنقرض اعراف وعادات وتقاليد وتحل اخرى محلها دون قسر ولا اجبار ولا فرض.
كل مرحلة ما ينسجم لها مع درجة الرقي و النمو لافرادها، يتميزون بها عن غيرهم مما سبقهم من اجيال او مراحل. ومن خلال عملية العلاقات الاجتماعية المتشابكة تنبثق قوانين الصح والخطا، النهي والتحبيذ.
فالعيب قيمة اخلاقية ورقابة اجتماعية والتزام فردي اختياري في ضمير كل فرد من افراد المجتمع. لا احد يفرضه بالقوة ولا يقسره على الافراد ولا يعاقب من لم يلتزم به او من لا يعمل به، فلا يسجن ولا يرجم ولا تقطع يده ولا تسمل عينه ولا يقيام عليه اي حد من الحدود الاسلامية القاسية، لكن الناس تعبر عن عدم الرضا لتصرف او عمل مشين بواسطة الانتقاد والنقد او النصيحة.
عيب عليك ان فعلت هذا وعيب عليك ان لم تفعل ذاك.. هذه العبارة التي لم نعد نسمع بها كانت احد اسس التربية الاجتماعية السائدة..
العيب يعبر عن القيم الكونية المتعارف عليها والتي شخصها الانسان من دون حاجة لاله ولا لنبي ولا لرجل دين.
فعيب
ان تسرق
ان تزن
ان تكذب
ان تخنع للحاكم
ان تخضع للظالم
ان تجبن
ان تخون
ان تلبس ما لا يلائم الذوق
ان لا تكون مخلصا لزوجتك
ان تبيع وطنك
ان تكون جاسوسا

لذلك لم يحض الشرطي ولا رجل الامن ولا رجل المخابرات ولا الاستخبارت بثقة المجتمع وافراده لانه يتجسس على الافراد، كانت نظرة الاحتقار والازدراء لهؤلاء الشرطة والاستخبارات ورجال الامن هي السائدة عند المجتمع.
وعلى ما يبدو حتى في المجتمعات الاوربية كانت النظرة هي نفسها الرجال الشرطة، فلقد عبر الكاتب البريطاني الساخر جورج برنارد شو عن ذلك بقوله
ان سقطت المراة اصبحت عاهرة
وان سقط الرجل اصبح شرطيا.
لم يكن الخوف و الخشية من عقاب حكومي، انما من انتقاد الناس..
فعبارتا:
ماذا سيقولون الناس عنا! وماذا سيظن الناس بنا!
كانتا كابحان يحددان المدى التي يمكن ان يصل اليه احد الافراد بخرقه للقوانين والاعراف الاجتماعية فلا يتم التجاوز الا بحدود معقولة .
لذلك عندما حاولت الدولة من خلال صعاليكها الاسلاميين وحكامها الاغبياء فرض رقابة اخلاقية على الافراد بواسطة بوليس الاداب رفضها المجتمع رفضا قاطعا وجوبهت شرطتها باحتقار وازدراء كبيريين ليس من قبل الشباب فقط بل من كل طبقات وشرائح المجتمع الطبقية والعمرية.

بعد الغزو الديني العنيف المستشرس الذي حل بالمجتمعات مثل ما يحل الجراد بالمزارع فيجردها من كل ما هو جميل ، يقرض ازهارها و ثمارها وخضرتها ويتركها عيدان جرداء يابسة، غابت قوانين العيب وحل محلها قوانين الحرام المتطفلة على المجتمع.
فاذا كانت العيب يتولد عند الافراد ومجتمعاتهم ذاتيا وهو عرضة للتغير والتبدل حسب التطور سرعته ونوعيته، فان الحرام ليس سوى قوانين وسلوكات طفيلية وتربية خاطئة تربط الالتزام والاخلاق والسلوك بالخوف من عقاب، مجرد تخيله يصيب الانسان بهلع ورعب نفسيين، فكيف والناس تجبر على حضور التنفيذ؟
كيف ورجال الدين يكملون صورة المشهد الارهابي والمروع بحديث عن التعذيب في الاخرة.؟
فهل سيكون المجتمع مجتمعا صحيا من ناحية السلوك والاداب والاخلاق ام مجتمعا مريضا نفسيا؟
كما ان قوانين الحرام لا ترتبط بالمجتمع ولا بالتطور، هذه القوانين والقواعد البربرية الهمجية حتى في زمنها لم تحض برضا الناس ولا بتفهمهم فقد كانت مثل ماهي اليوم دخيلة عليه وما هي الا نتاج تخيلات مجانين ومرضى نفسيين.
هل يوجد انسان سوي يرضى ان تقطع يده ان هو اخطئ وسرق،
او يرجم حد الموت ان هو عشق، او يحكم عليه بالجلد ويعامل مثل ما تعامل الحيوانات بل اسوء.!؟
من دون قوانين الحرام ينتهي عمل رجل الدين الذي هزل منطق كل ما عنده من خزعبلات وفرضيات بما يخص الطبيعة او بما يخص الاخلاق واصبحت في عصرنا الحاضر افترضات في غاية السخف والسذاجة والهزل.
ففي عصر ثورة المعلومات التكنلوجية لم يعد احد يصدق( اللهم الا السُذج) بان الله يأمر الملائكة بهز اعمدة السحاب ليسقط المطر، ولا احد لا يضحك استخفافا وهو يسمع مهزلة لغة النمل او لغة الطير، ولا يستسخف ان الحجر والبقر والنبات والشجر يسبحون باسم الله وان الله الذي بامره ينزل المطر يستجيب عندما يصلي الافراد له صلاة الاستسقاء.!!
لم يبق لرجل الدين سوى القوانين الاخلاقية التي يعبر عنها بالتحليل والتحريم، يصول ويجول مثل السحرة في قبائل مجاهل افريقيا.
قوانين الحرام والحلال بالدول الاسلامية واجبة التنفيذ، ففي الدولة الوهابية الارهابية تتعطل الحياة بكل اوجهها لخمسة مرات باليوم للصلاة، وعلى الجميع الهرولة الى المساجد ليس خشية لله وحبة به ورغبة، بل خشية كرباج هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجنبا لاهانتهم وعجرفتهم. وفي ايران ان غامر احد ودخن سجارة في رمضان فسيتعرض للجلد العلني حتى سلخ الجلد.

ومن دون قوانين الحلال والحرام يتوقف سوق الفتاوى السخيف الذي يعطي لرجل الدين مقاما ومرتبة كبيرة ويهبه اهمية ومنزلة مفروضة على الناس ويعطيه حقا وشرعية للتدخل في شؤون الناس الداخلية.
لذلك يفرد رجال الدين اغلب وقتهم في الاكثار من التحريم والنهي وحجب الحريات والتفرقة بين الجنسين ومعاملة المراة معاملة قاسية واعتبارها فتنة وسببا للوقوع في المعاصي.
ولأن الحرام والحلال لا يمتان للمجتمع بصلة، غريبا مفروضا عليه، يتناقضان ودرجة ادراك الانسان ولا يحترما عقله ولا قيمه، عندما يسودان وتحل قوانينهما محل الرقابة الذاتية، وعندما يكون الله هو الحاكم وليس الانسان يعم الفساد والشذوذ والاختلاس والسرقة والانحلال..
وما المجتمعات الاسلامية قديمها وحديثها الا امثلة واضحة على ذلك.





#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
- الكذب في سبيل الله!!
- الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
- اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
- شيعة علي وشيعة المذهب
- الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
- الاسلاميون والخمرة.
- النكاح الاسلامي والزواج المدني.
- هذا النائب لا يملك بيتا!!
- اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
- الاسلام حمال اوجه
- الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.
- برلمانيات الكوتا والعشائر والديمقراطية
- الا يجب حماية الاطفال من خطر الاسلاميين.؟
- خوجة علي ملة علي!!!
- المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين
- مقارنة لموقفين العراق وغزة
- التقية السياسة والشعوب العربية والاسلامية.
- الازدواجية في عقلية السياسي والمثقف العراقي
- محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي


المزيد.....




- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...
- نخوض حربا مع 7 جيوش.. غالانت يوجه من بيت حانون رسالة لواشنطن ...
- حماس ترحب بقوة عربية أو إسلامية بغزة.. كيف علق مغردون؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العيب الانساني والحرام الاسلامي