أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي















المزيد.....

محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتسائل البعض لماذا طغت الجوانب والملامح الارهابية في الدين الاسلامي على جوانبه العبادية وتحول من دين يعبر عن خوف الناس وخشيتهم من الله الى دين يخاف الناس ويخشون على حياتهم منه ومن اتباعه.؟
لماذا غابت وانتهت روح المسامحة والتسامح من نفسيات المسلمين واصبحوا اشد غلظة واكثر قسوة على الاخرين وعلى انفسهم حتى.؟
لماذا لازالت فتاوى القتل والتكفير والانتقاص من المغايرين تصدر من مراكز اسلامية مختلفة في اغلب الدول الاسلامية وتبث في الفضاء دون خشية اصحابها من محاسبة او تحقيق.؟
الدين الاسلامي كاي دين اخر الغاية منه هو عبادة الله واطاعته
يعتمد على التسائلات البسيطة عن الوجود للوصول الى الايمان
من خلق
من اوجد
من سير
ليس من جواب يعطيه ولا من برهان يثبت به مسلماته التي تنتهي بجواب واحد هو(الله) الذي هو النهاية لكل استفسار وتساؤل انساني.
هي صفة تشترك بها جميع الاديان، لا فرق بينها، فلا يوجد دين علمي ودين غير علمي، وان ادعى المؤمنون المسلمون زورا وبهتانا بان الاسلام يحث على العلم . العلم والعلماء في جوهر الاسلام هما الكهنوت والكهان، ومثلما تسوء الامور عندما يتولى الساحر او الطبيب الدجال الطب والتداوى وتعتل حالة المريض، كذلك يحصل عندما يتولى الكهنة او رجال الدين العلاقات الاجتماعية والشؤون السياسية ويحشرون انفسهم في المسائل العلمية والاقتصادية، فيعم التخلف والفساد والخراب والجوع والفقر والفوضى، ولأن لا اختصاص لهم سوى حفظ الروايات واساطير الاقدمين والتنظير الايماني الساذج للجديد دون علم ولا معرفة ولا دراية، تتدهور الاحوال وينتقل المجتمع من سئ الى اسوء، لذلك لم يخبرنا التاريخ عن دولة اسلامية مزدهة في اي حقبة تاريخية، وما فخر المسلمين بعصورهم الذهبية الا محظ هراء.
فحتى في اوج قوة الدولة الاسلامية واتساع فتوحاتها في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عمت المجاعة وشاع الخراب واصبحت الوجوه والارض بلون الرماد فسمي بعام الرمادة. لم تمر سنة واحدة منذ بداية تأسيس الدولة الاسلامية الى نهايتها دونما انتفاضات وثوروات وتمرد وعصيان، ليس بسبب اختلافات التفسيرات الدينية فهذه لا يعبأ بها احد، انما بسبب حياة البؤس والشقاء والحرمان التي هي الميزة الرئيسية لكل دولة دينية.
هو امر مفروغ منه، الدين لم ياتي الا لتنظيم العبادة وفق طقوس معينة، فالقرأن يقول: ما خلقت الانس والجن الا ليعبدوني، ووفق مفهوم طبقي يفترض بان الفقر والغنى والقدر والمصير والموقع الطبقي من ارادة الله، فالاية القرآنية تقول: رفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا. لكن عندما لا يكتفي كهنة الدين بتنظيم الطقوس داخل المعابد ويعملون على ان يكون الدين هو المنظم لحياة البشر في كافة مجالاتها، وعندما يحاولون جعل الدين القاعدة التي ترتكز عليها نشاطات الانسان يكون التصادم حتمي ونهائي، بين الذين يؤمنون بالخرافة وبين الرافضين لها.
مسلمات الدين الاسلامي اكثر من جدلياته، بل حتى جدلياته تفضي الى مسلمات تجد احكامها النهائية في عصور غابرة، في القرآن والسنة النبوية فلا ينبغي الخروج على النص، والنص حديث منقول واية قرانية او حدث غابر. والاجتهاد لا ينبغي له الخروج على المسلمات فالرجال يبقون قوامون على النساء، واطاعة ولي الامر واجبة وعلى المسلمين ان لا يوالون اليهود ولا النصارى: ﻭﻟﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﱴ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻠﺘﻬﻢ. وان لا تأخذهم في الله لوم لائم، فليحاربوا المشركين والملحدين وعابدي الاصنام وكل من هو غير مسلم، فهل بقى في المعمورة فئة او طائفة دين او ملة حزب او منظمة لا يعاديها كهنة الدين الاسلامي.؟
عندما تتسع الشقة بين العرافين و الكهنوت وبين حقول المعرفة بتشابكاتها المختلفة، وعندما يثبت العلم والمنطق اخطاء التصورات الاسلامية في كافة الميادين وعندما يتغير الفهم الانساني للتاريخ وتقرأ الاحداث قراءة اخرى وفق اخلاق وثقافة اليوم وليس اخلاق وثقافة امس الغابر، عندما يصر الكهنة الاسلاميون على توظيف الدين خارج نطاق العبادة، عندها لن يكون الاقناع احد وسائله في الانتشار ويتخذ من القوة والعنف والقسر والاجبار وسائل للفرض على الناس ومحاربة الخصوم والمخالفين اللذين يبرهن العلم يوما بعد اخر على صحة نظرياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
هل من طبيعة الكهنة الاسلاميون الاقتناع بالحقائق والادلة والبراهين.؟
هل سيطوون اكشاحهم ويفضون مجالسهم ويرجعون الى معابدهم.؟
بالطبع لا. حتى المعتدلون منهم وجدوا في انتشار الارهاب وظيفة جديدة لهم هي التفنن في محاججة الارهابيين، فهم اي ما يسمى بالمعتدلين حريصون ايضا على بقاء الارهاب او اي نوع منه للحفاظ على وظيفة ما في الدولة.
عندما بدأ الاسلام لم تكن دعوته الا لعبادة الله بصفته واحدا لا شريك له، اي عدم اشراك الالهة الاخرى، هبل وبعل واللات والعزى في عبادته. لم يكن للدعوة اي توظيف سياسي اخر. لذلك كانت ايات القرآن المكية ايات تحث على الرحمة والجدال المنطقي وتجنب العنف وحسن المعاملة واحترام اعتقادات الاخرين: لكم دينكم ولي ديني كما يقول القرآن المكي.
لكن عندما انتقل محمد الى المدينة واصبح هو الحاكم السياسي وقائد الجيش والمنظر الاوحد فارقت الرحمة ايات القرأن المدني ونزلت ايات السيف والقتال والجهاد وعدم احترام عقائد الانسان المغاير:
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ..
و
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
و
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ
لقد تخلى الدين الاسلامي عن وظيفة تنظيم الطقوس العبادية واقحم في ميدان السياسة والتجارة والتعامل والعلاقات القبلية والعشائرية والطبقية فاصبح دينا عنفيا، ولم يكتف بالعنف على الارض بل شمل عنفه مرحلة ما بعد الموت فافرد صورة بشعة غاية في الارهاب والرعب عن عذاب الانسان حتى كدنا ان نشم رائحة لحم الانسان المشوي ونسمع صراخه المؤلم ونخاف مصيره العاثر، انها ازمة نفسية ومعاناة كبيرة وعقدة كأداء تلك التي سببها الاسلام في نفسيات اتباعه.
في فترة اضمحلال الدولة الاسلامية وفي اثناء تكوين الدولة الوطنية العربية فيما بعد مرحلة ما عرف بالعهد الاستعماري، تقلص دور رجال الدين وقلل من حجمهم وابعدوا عن السياسة في اغلبهم، فكانت المساجد والجوامع للراغبين بها، وحرية الايمان مكفولة للجميع، في هذه الفترة القصيرة بالذات، وعندما أبعد الدين عن السياسة واخذت افكار الحرية والمساواة والتحرر تنتشر في البلدان العربية والاسلامية، قيل ان الدين الاسلامي هو دين تعايش سلمي، والحقيقة ان اي دين هو انعكاس لطبيعة كهانه، وعندما يوظف الدين في التحزب او يعطي دورا سياسيا فان الدين سوف لا يكتفي بنار الاخرة بل سيفتح ابواب الجحيم على الارض. وعندما تكون السياسة هي اركان واصول دعوته الى الله سيكون ارهابيا لا محالة.
ان اراد المسلمون والحريصون على نقاوة الدين وصحة التعبد عليهم ابعاد الدين عن السياسة، فما ان يُوظف الدين في السياسة الا وتغادرة الملائكة وتحل مكانها ابالسة الاسلام السياسي.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لها من امة يوحدها حذاء!!
- الحوار المتمدن مدينة المدن.
- الارهاب الاخلاقي الاسلامي
- القطط والفئران في ميزان الاسلام .
- اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.
- عوانس الجنة
- الحجاب بين المظهر والجوهر
- من ربط القنبلة في عمامة محمد
- هلالويا حلت بأرضنا الديمقراطية
- هل حقا ان الارهاب لا دين له.؟
- هذا ما رزقني ربي
- اين السيد هوشيار زيباري ..اوقضوه لعله نائم!!
- الشرف الشرقي وحادثة الافك.
- الحوار المتمدن طريق نحو الشمس
- الشيطان على صورة الشيخ عبد المحسن العبيكان
- عن محمد بن عبد الله القرشي وطارق الهاشمي والناكح والمنكوح
- المتاجرة بجسد النساء تحت غطاء ديني.
- ما صح لعائشة يصح لغير عائشة
- ماذا يعني ان تكون سنيا او ان تكون شيعيا.؟
- جيه مالي والي


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي