أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مالوم ابو رغيف - الشرف الشرقي وحادثة الافك.















المزيد.....

الشرف الشرقي وحادثة الافك.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:17
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


لعل اول قضايا الشرف التي اثيرت بالاسلام هي قضية عائشة زوجة محمد بن عبد الله. لقد كان الحدث فريد من نوعه، ليس لأن المجتمع العربي انذاك لم يعرف الخيانات الزوجية، فلم يكن هذا المصطلح معروفا انذاك، كان الزنا هو التعبير الشائع عن كل علاقة خارج اطار العرف القبلي.لكن لان الدين الجديد الذي اتى به محمد وضع الانبياء في ورطة كبيرة جدا، فالله في قرآنه يقول بان الخبيثات للخبيثين والطيبات للطيبين، ولا يوجد خبثا مثل خبث العلاقات الزوجية غير المحترمة، لذا في المحصلة الاخيرة لا يمكن لعائشة الا ان تكون طاهرة.
حسب النظرة الفحولية، والدين الذكوري، الرجل معفي من الاخلاص، علاقاته الغرامية بطولات تحسب له لا عليه، يتندربها ويفتخر بروايتها لاصدقائه ولربما لأبنائه ايضا، وكأن مغامراته ونزواته وقصصه الغرامية عن نساء في المريخ وليس عن نساء جيرانه، نساء محلته، قبيلته او اقرابه اللواتي يأخذ عليهن عدم الاخلاص ويتهمهن بابشع الاتهامات ان حدث و دق الحب باب القلب وداعب احلامهن وخيالاتهن، لقد وهبتهن الطبيعة الحب والعاطفة والحنان، فلا يوجد محراب تنهمر فيه دموع الرجل بكل صدق وخضوع غير حضن امراة.
الصدمة هزمت محمدأ، اذ فجاْة، يصبح النبي فردا عاديا، تاكله الالسن، تسلب منه النبوة يتجرد من عصمة اختياره ويتساوى مع بقية الناس في الزلل، اصبحت سيرته وسيرة زوجته عائشة على كل لسان، اكان في يثرب او في مكة، لم يكن السبب هو الزنا لذاته، فالعرب في ذلك الوقت لم تعط لهذا الموضوع اهتماما ولا اعتبارا. ولم ينقل لنا الشعر العربي وهو ديوان العرب، شعرا عن الخيانات الزوجية او حوادث عن القتل بدافع الشرف والذود عن العرض، على العكس من هذا نقل لنا شعرا غزليا خلاعيا استخدمت فيه التعابير الجنسية المباشرة التي لا يمكن لشاعر عربي معاصر استخدامها متغزلا بزوجة رئيس جمهورية او زوجة ملك او زوجة مدير عام حتى دون المغامرة برأسة، مثل قصيدة النابغة التي انشدها متغزلا بالمتجردة زوجة النعمان

سقط النصيف ولم ترد اسقاطه...فتناولته واتقتنا باليد
ثم يكمل في وصف فاضح لزوجة ملك
فاذا لمست لمست اسود جاثما........متحيزا بمكانه ملأ اليد
واذا طعنت طعنت في مستهدف...رابي المجسة بالعبير مقرمد
واذا نزعت نزعت عن مستحصف..نزع الحشور بالرشاء المحصد
واذا يعض تشده اعضاؤه..عض الكبير من الرجال الادرد
السبب الذي جلجل النبي محمد وازعجه، هو اهتزاز المكانة، مكانة النبوة، وليس الشعور بالمهانة.
لم يتعامل محمد بحكمة نبيوة جديدة خارج اطار العرف القبلي في ذلك الوقت، لم يخرج خنجرا ليغرزه في قلب عائشة، لم يمتشط سيفه ليهجم على صفوان بن المعطل الشاب الجميل المتهم بالزنا بعائشة، فلم يكن في ذلك الوقت ان يكون القتل هو القيمة التي تعيد لمعادلة الشرف توازنها
محمد بن عبد الله النبي، لم يصدق عائشة، لو صدقها لما سرحها الى اهلها وانتظر هو وربه مدة شهر حتى يحين موعد الطمث، ليعلن الله والطمث برائتها، ليس امام الناس فقط، بل امام نفسه، فالشك يفسر لصالح المتهم، والاسلام يقول ادرؤوا الحدود بالشبهات.
ليس موقف محمد فقط بل موقف عائلة عائشة الذي يشير الا ان الانتقام لم يكن عرفا سائدا عندما تتصدع العلاقات الزوجة او تخدش السمعة، فلم يقتلها اخوها ولا ابوها ولا اعمامها ولا اخوالها، بل صمتا رغم الضجيج المثار، ليس بما يخص الحادثة، بل ما يخص النبوة نفسها.
ان كانت عائشة تجهل القصة كما ادعت، فان الجميع كان يعرف، كل اهلها، كل قريش، كل سكان يثرب، لكن العاقبة لم تتعدى حدود الغمز و اللمز.
هذه الحادثة لم تترك محمد من دون تغيير، دون اثر عميق دون جرح مؤلم جعلته يضع نظاما اخلاقيا صارما ليواجه به احتمالات تكررها.
فكان الحجاب..وكان الجلوس في البيوت، وكان الخروج مرتبطا باذن الزوج، وكان ما اجتمع رجل بامراة الا وكان الشيطان ثالثهما، و كان كل شئ في المراة عورة صوتها وشعرها واصابعها ومشيتها وزينتها، وكان المراة مثل الحقل يحرثها الرجل انى شاء، وانتقص من عقلها ودينها، تشار وتخالف، لعن الله قوم اولوها شؤونهم.
الاسلام اسس عرفا جديدا، عرفا ينتقص من المراة ويحط من قدرها ويعاملها معاملة المشكوك بهم، عرفا اخلاقيا صارما يعطي للشرف معنى اخر غير معنى الفخر القبلي والانتساب العشائري والتفاخر البطولي والحفاظ على مناعة وقوة العشيرة. اصبح الشرف بين فخذي امراة.
الاعراف تتطور وتنتج انظمة خاصة بها، فان كان الاسلام وضع المراة في دائرة الشك، واصبح غشاء البكارة حجابا للشرف الرفيع، والدماء في عملية الفض مقدسة السيولة و اللزوجة، تجعل الزوج والاب والاخ يطيرون تبهايا امام بقية الذكور، الام تخرج للناس مزغردة فرحة وطربة مزهوة وهي تحمل خرقة بيضاء قد احمرت من دماء الشرف المقدسة معلنة طهارة ابنتها من كل دنس.
الفعل العكسي لانتهاك الشرف المتجسد ما بين فخذي امراة ليس الا تعبيرا عن ردة فعل للدفاع عن الملكية الخاصة، فالمراة في الدين الاسلامي ملكية خاصة، للعائلة في البداية تتحكم بها وبعواطفها وتطلعاتها واختياراتها بما فيها اختيار زوجها، ثم اعطاء المفتاح الى الزوج الذي يكون حر التصرف بالحقل غير المحروث سابقا.
ليس من الصعوبة تغيير هذا النظام الاخلاقي الخاطئ، الذي يصر على ان الشرف ليس الا الصيانة والحفاظ على الفروج، ويغض النظر عن اشياء كثيرة جدا.
الشرف ارفع من ان يكون مرتبط بالغريزة الجنسية، بعضو تناسلي، برغبة او نزوة.الشرف مرتبط بالمحافظة على انسانية الانسان، بنبله ودفاعه عن حقوق اخته وابنته وزوجته، عن حقوق النساء جميعا، عن مساواتهن بالاجور وبالعمل ومنحهن فرص للعمل والقيادة، الكف عن النظرة الجنسية الغريزية للمراة، عن كونها ليس الا موضوعا جنسيا. كيف تستطيع المراة اختيار زوجها المناسب وهي حبيسة البيت، كيف لا تقع في المحذور وهي عديمة المعرفة جاهلة باخلاقيات المجتمع. فاما عنوسة تضطرها الى زواج مسيار او زواج متعة، او تكسر هذا النظام الاخلاقي وتغامر برقبتها.
اذا تغيرالنظام الاخلاقي وتغيرت طرق التعامل الاجتماعي ، تذت تغيرت المناهج الدراسية التي تتغنى بالرجال كقادة وابطال وعباقرة وروساء، لكن عندما ياتي الدور على المراة لا نسمع الا شعرا عن النهود والافخاذ والعيون والخدود...فان ذلك يعني بناء نظام اجتماعي اخلاقي جديد يحافظ على القديم الجيد ويرمي بالعتيق الى سلة المهملات التي سوف نخجل منها ان قيل انها كانت مركز العلاقات في مجتمعاتنا.
ان المطلوب هو تغير النظام الاخلاقي الاسلامي ورميه بعيدا عن القوانين والدساتير، بعيدا عن المدرسة، بعيدا عن العمل، بعيدا عن الممارسة.. انذاك نتخلص من كل هذه الجرائم المسلطة على المراة والتي لا يعاقب مرتكبها الا بستة اشهر فقط لانه يدافع عن شرفه الموجود بين فخذي امراة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن طريق نحو الشمس
- الشيطان على صورة الشيخ عبد المحسن العبيكان
- عن محمد بن عبد الله القرشي وطارق الهاشمي والناكح والمنكوح
- المتاجرة بجسد النساء تحت غطاء ديني.
- ما صح لعائشة يصح لغير عائشة
- ماذا يعني ان تكون سنيا او ان تكون شيعيا.؟
- جيه مالي والي
- اتق شر المؤمنين
- الانظمة العربية، الدين والمقاومة
- ما هي شرعية رجال الدين
- مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
- حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
- هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
- لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
- هلكوست اسلامي
- دولة بلا دين هي الحل الامثل
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مالوم ابو رغيف - الشرف الشرقي وحادثة الافك.