أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - مجتمعات النفاق الاسلامية














المزيد.....

مجتمعات النفاق الاسلامية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتاد المسلمون المؤمنون اتهام الناس بانه لولا ابتعادهم عن الاسلام لما كان هذا حالهم ، فقر وعوز ومرض وامية وانظمة ظالمة، فلو عاد هؤلاء العاصون الى دوحة الاسلام وتشبثوا بالعروة الوثقى، كتاب الله وسنته واطاعوا رجال دينه واحتسبوا وصبروا وزهدوا بالدنيا حلالا ومالا فسيجدون الحل لهذا المازق الذين هم فيه. فالاسلام هو الحل ليس للمسلمين وحدهم بل للبشرية جمعاء.
هذا القول لا يردده المتطرفون فحسب، بل يشاركهم فيه من اصطلح على تسميتهم بالمعتدلين. العملية برمتها هي مقارنة احوال الشعوب الحالية بفترات الخلافات الاسلامية الغابرة، التي زورتها كتب التاريخ واعارتها لماعنا وبريقا مزيفا حتى تثبتت في وجدان وذاكرة الشعوب على انها مثلت العصر الذهبي وابعد ما يطمح اليه الانسان من رقي وحضارة.
لكن القارئ للتاريخ، مهما كانت محصلة معرفته، سيجد ان ما يدعيه المسلمون هو محض هراء، فالاسلام لم يصنع مجتمع كفاية، انما على العكس، جعل من المسلمين امة غازية تبحث عن نهب وسلب الشعوب المجاورة بحجة نشر الاسلام . حتى في زمن عزة الاسلام وانتشاره السريع بحد السيف في عهد عمر بن الخطاب، كان عام الرمادة الذي جعل وجوه الناس تبدوا بلون الرماد بسبب غلظة الجوع واستفحاله وطول مدته، مع ان الاسلام كان في فتوته وقوته، فالقرآن كان القانون وسنة النبي محمد كانت هي الشريعة والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة الذين حصولوا على صكوك الطابوا من نبيهم كانوا على قيد الحياة يثقفون ويعظون الناس بالصبر على الجوع والعطش بينما هم يكنزون المال ويستحوذون على اجمل الجواري والغلمان السبايا، كما هو حال الحاضر الان، فرجال الدين يملكون السيارت الفخمة والقصور والفلل الكبيرة والنساء الجميلات وحسابات في بنوك الغرب الكافر بينما يعيبون على الناس ما يحللونه على انفسهم ويضعون اللوم على اكتافهم لانهم لم يطعوا الله والراسخين بالعلم.
لكن ما هي مظاهر الايمان التي يود رجال الدين رؤيتها متحققة في الواقع لكي يقتنعوا ان الاثمين اصبحوا مسلمين درجة اولى.؟ كيف تقاس درجة الايمان وباي الية وكيفية يمكن معرفة ايمان المسلم.؟
ان ما نراه في الواقع هو ان الناس محاصرة تماما في الدين ورجاله. فالنساء قد تحولن الى ما يشبه الغربان في ارديتهن الاسلامية السوداء، والرجال بدؤوا باطلاق لحاهم وكي جباههم بطمغة الايمان السوداء علامة الطاعة وكثرة السجود، واسماء المدارس والمستشفيات والمعاهد العلمية ومراكز التربية تحمل يافطات اسلامية، المناهج الدراسية تعتمد على الشريعة والحديث والتاريخ الاسلامي، برامج الاذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح اصبحت جميعها اجترار للتراث الاسلامي وحكايته الغابرة وتمجيد شجاعة رجاله والانتقاص من الشعوب التي قاومت الاحتلالات الاسلامية الدموية، البرلمانات العربية المزيفة ملئت باهل اللحى والعمائم والكروش الكبيرة، السياسة اصبحت سياسة اسلامية بكل معانيها، فتردد ايات القرآن وتعاد احاديث محمد وتصاغ مرة اخرى لتلائم المناسبة، حتى الاعراس اصبحت اسلامية الطابع، فبدلا من الاغاني الشعبية تردد الان التواشيح والمووايل النبوية، الفننانات تحجبن واصبحن داعيات اسلاميات. الثقافة والمثقفين والكتاب والمفكريين يهمشون ويطردون وتضيق بهم السبل، منهم من قتلوه او جرموه او افتو بقتله اغتيالا. لم يبق حقل للمعرفة وللعلم الا وحشروا الاسلام فيه. ومع هذا فالمجتمع العربي والاسلامي تكثر فيه الازمات الى درجة السعار الجنسي وذبح الضحايا من اجل الفدية والمتاجرة بالمخدرات. ازمات اخلاقية واجتماعية واقتصادية وانسانية، هذا ما انتجته البرامج الدينية وتثقيفات ووعظ رجال الدين المسلمين، فكل شئ فاق حده انقلب ضده.
الاسلام في العالم العربي تحول الى وحش ياكل كل شئ، يلتهم الاخلاق والانسانية والتقاليد النبيلة التي انتجتها روابط العمل ومشتركات النضال، زرعوا نظرة الشك والريب في قلوب المجتمع فكل من لا يتبع اوامرهم واحكامهم جلدوه بالسنتهم الافكة واقلامهم الخبيثة وادعيتهم الرثة التي تطلب من الله ان ينتقم منه ويسلط عليه من لا يرحمه، وهل يوجد اقسى من جهادي معتوه او صبي مخبول يحلب نفسه على خيال حورية من حور العين.
لم تمر فترة على الامة المتهالكة المسماة الامة الاسلامية لعب فيها الاسلام الدور الرئيس اكثر من فترتنا هذا، ولم تمر فترة اكثر من فترتنا شهدت كل هذا التدهور والانحطاط، وكانها معادلة طردية كلما تقوى شان الدين وكبر دوره ودرو رجاله في المجتمع والحياة والسياسية، زاد التخلف والفساد الاخلاقي والركود الاقتصادي وفقد المجتمع قيمه واخلاقه الطبيعية. تضخم اسلامي عطل وابطل كل المحركات الطبيعية للمجتمع، شحوم واورام تراكمت على ذهنية الناس وعقليتهم وقتلت ذاكرتهم الشعبية واستبدلتها بذاكرة خرافية دينية ينبعث منها الدماء وتتطاير في زاوايها الاشلاء ويعم الظلام في اركانها، ذاكرة باردة برود الثلج.
وهذا ما يهدف اليه رجل الدين، ان تموت كل نوازع الحياة وتبقى صورة واحدة تشغل ذهن الانسان، الموت، والعذاب..نعم لقد ولد رجال الدين مجتمعات مصابة بانفصام الشخصية، مجتمعات مصابة بمرض العصاب.
مجتمعات بوجوه متعددة، تعيش وفق مبدا التقية. لذلك ومهما كانت دقة استطلاعات الرأي ومهنيتها وحرفيتها ان اجرت في مجتمع مسلم سوف لن تقترب من الحقيقة، فالمسلم يقول بلسانه ما لا يضمره بقلبه. لقد خلقوا مجتمعا منافقا يعمل بالسر ما ينهى عنه بالعلن.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - مجتمعات النفاق الاسلامية