هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟

مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يجادل رجال الدين المسلمين بان حجاب المراة هو امر وتشريع رباني لا ينبغي مخالفته، ويبدو ان الله الذي قال بانه خلق الناس ذكورا واناثا وجعلهم شعوبا وقبائلا ليتعارفوا، كان يقصد قبائلا وشعوبا ذكورية لا اناث فيها، ربما من قوم لوط. او ان رجال الدين المسلمين لم يرق لهم امر الله الذي يعبدونه الناس باطاعته، فعصوا اوامره، وهمشوا قوله، واعلنوا قيمومتهم ووصايتهم على الله نفسه فاعلنوا انهم افهم من الله واجدر منه بما يخص المراة، فهم خبراء في نفساها ومحيضها وحملها وولادتها وطاهرتها وزينتها وثيابها وازيائها، فانقصوا عقلها ودينها وجعلوها مموياء محنطة بلفائف سوداء لا يمسها ضوء الشمس ولا يصل اليها الهواء لانه من انافس الجن الماجن.
رجال الدين يعجنون كل شئ بالرغبة الجنسية وكانهم لم يتخرجوا ويتعلموا بمدارس الدين بل تتلمذوا وتهذبوا على يد فرويد وقرئوا نظرياته من الفها الى بائها وامنوا بها واعتبروا اي فعل للرجل تجاه المراة مبعثه الجنس ولا شئ غير الجنس.
رجال الدين لا ينظرون الى المراة سوى كونها موضوع للاغراء واستثارة الشهوات والنزوات الجنسية، وان منظرها، مهما بلغ سمك وثقل وغلاظة حجابها، يهيج ويؤجج نار الشبق الجنسي عند الرجل، فلا يستطيع السيطرة على غرائزه، ويفقد التحكم باعصابه، ويشغل نفسه ليس بذكر الله انما بذكريات حبيبته، و يجعل من المراة معبودته، يسجد في محراب عشقها عوضا عن محراب الله، وينضم قصائد الشعر والغزل والنسيب فيها وينسى اسماء الله الحسنى.
فسارعوا الى حل العقدة التي تؤرق المؤمن وتذهب وتلعب بدينه وايمانه، فحجبوها ونقبوها وعزلوها في غرف موصدة.
المسألة تحتمل المناقسة والجدل والاخذ والرد، رغم انهم يقولون ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ورغم انهم يؤكدون على اخلاق المسلم وعلى قيم الاسلام . لكن السؤال الذي لا يجد له جوابا هو تحجيب الصغيرات من عمر ثلاث سنوات وربما سنتان وصاعدا.
فاذا كان المراة تثير بجمالها وانوثتها غرائز المؤمنين وتقظ مضاجع نومهم فما الذي توقظه طفلة عمرها اربع سنوات في قلب مسلم صابر محتسب.؟
ولماذا ينظر رجال الدين المسلمين الى الاطفال كموضوع جنسي بحت، يقتلون فيهم براءة الطفولة، بل يتقلون الطفولة نفسها ويعاملون الصغيرات معاملة النساء البالغات.؟
اي انسان هذا الذي ينظر الى الاطفال نظرة جنسية مشبعة بالغرائز الرخيصة بل اي اله هذا الذي يأمر بتحجيب الاطفال ووئد البراءة في نفوسهم ويامر ابائهم بعزل الصغيرات عن الصغار لئن الشياطين متربصة لايقاع الفتنة بين المؤمنين.؟
اليس مجرد التفكير بهذا الامر يعتبر تفكيرا شاذا منكرأ.؟
ابتدا الموسم الدراسي وارسل العراقيون بناتهم الى المدارس، يتعثرن بعبائاتهن، محبجات الرؤوس، وكانهن حمامات اعارهن الغراب لونه وقتل الفرحة في عيونهن. القلق الذي ساور الاباء ولامهاتلم يكن مبعثه التحرش الجنسي بالاطفال، فهذا الشذوذ لا يفعله الى القلة القليلة جدا من المرضى النفسيون، لكنهم كانوا خائفين مفزوعين من عصابات اسلامية تكمن للصغيرات لاختطافهن رغم الحجاب الذي يلف رؤوسهن.
فمن يحجب الصغيرات لا بد وان ينضر اليهن نظرة شاذة منكرة، لا بد وان قلبه مملوء بخباثة وسخة ولؤوم قبيح، وان افكاره لا تركز الا على ما شذ من الامور، وانه يساوي الطفلات بالنساء البالغات رغم ان اية القرآن لا تنص على حجاب المراة بل كانت مخاطبة لنساء النبي وليس لاحد اخر من النساء، ولم يقل الله ايها النبي حجب اطفالك البنات...

#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل