أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح














المزيد.....

الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1675 - 2006 / 9 / 16 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تجد الدول الاسلامية ولا رجال دينها الفطاحل ما تفعله ازاء انتقادات البابا للاسلام، بصفته دين عنف انتشر بحد السيف والتهديد وليس عن طريق الاقناع والفكر، لم تجد هذه الدول الا الاحتجاج ومطالبة البابا بالاعتذار لارائه التي يعتقدون انها جرحت مشاعر المسلمين، لكنها على اي حال لم تقتلهم ولم تجرح اجسادهم ولم تقطع اوصالهم كما تفعل السيارات الاسلامية المفخخة المسرعة عبر شوارع بغداد واحياءها الفقيرة في طريقها الى مجمعات حور العين والغلمان المخلدون.
لم يجد رجال الدين المسلمين ما يردون فيه على البابا، الذي طرح رايا شخصيا لا يلزم احد ، فهم يعرفون ان ما قاله لا يبتعد كثيرا عن الحقيقة، ولا يفند بجدال ولا بحوادث التاريخ، فالمعارك الاسلامية تسمى غزوات، والحروب الاسلامية تسمى الزحف والفتح المبين، والاسلاب والغنائم تسمى انفال.
لا يستطعيون الرد ليس لانهم عاجزون عن ذلك، بل لأن ذلك بعض من حقيقتهم فامر الله لا ينبغي الجدال فيه، لا ينبغي التفكير فيه ولا اخضاعه للعقل ولا للظروف وتغير الاحوال. امر الله لا راد له، ويد الله فوق كل يد، وما مهمة الانسان في هذه الدنيا الا عباداته وفق تصورات واملاءات رجال دينه النائبين عنه في كل صغيرة وكبيرة.
الرد على البابا والدخول في جدال معه يعني محاولة نفي التهمة، ونفي التهمة، يعني ايجاد البدائل وتبني ما يناقض ما يتصفون به وما يهدفون اليه، وهذا ما يقوض اسسهم ومكانتهم ومصالحهم وسيطرتهم، فلا احد منهم يود ان يكون للعقل دورا في الدين، ولا للدماغ وظيفة غير ان يكون فارغا الا من الايمان . ما يعملوا عليه وينشرونه هو الايمان المطلق بالغيب، التسليم، الخضوع والخنوع لكل ما يفتون به وما يشرعونه وما يشرحونه وما يفنطزونه وما يوافق اهوائهم وميولهم وسياستهم.
يقول القرضاوي في رده على البابا ان الاسلام لا يؤمن بالعنف وما الجهاد الا فرض للدفاع عن النفس.. لكن هذا الشيخ الثمانيني المقترن بفتاة عشرينية هو نفسه الذي افتى بذبح المدنيين الاجانب في العراق لان العراق ساحة جهاد وحرب، اما ذبح العراقيين الذين يعملون في مشاريع النفط والمياه والكهرباء فهؤلاء اعوان وعملاء الاحتلال.
كل المحافل الاسلامية لا تناقش العقل ولا تطرح مسائل فكرية انما مقولات واحاديث ومحاضرات تلقن تلقينا ليس فيها متسع لا للمناقشة ولا المجادلة ولا الاعتراض. وما يستند عليه المفتي في فتاوه ليس التسبيب العقلي انما الاعتماد النقلي والمقايسة على حوادث واحاديث ونصوص ليس لها ما يربطها بعصرنا الا انها فعل متشابه من حيث الشكل ومختلف في الدافع ووغير متطابق في ظروف حصولها ولا منسجم مع عقلية انسان اليوم، فاي سطحية وحماقة فكرية تلك التي يتبعها فطاحل المسلمين في التشريع واين رهنواعقولهم!!!!
واذا كان للعقل مكان في الفنتازيا الاسلامية، فهل يتفضل فطاحل المسلمين وعلمائهم وخبراء تاريخهم، ان يفسروا لنا اسباب هذا الاعصار الدموي الاسلامي، الذي يلف الناس بدوامته الدموية في كل القارات، في الماء وعلى اليابسة، في الغابات والصحاري، في المقاهي والبيوت، في الشوراع والحارات.؟؟
واذا كان لا دخان من غير نار فمن اوقد نار الارهاب التي نرى دخانها يعمي العقول والقلوب والبصائر والبصر.؟
هل يتوثب هؤلاء الصبية الى القاء انفسهم وضحاياهم في التهلكة بوحي الهي ام باندفاع متوحش زخمه وقوته ومحركه شيوخ الاسلام القابعين في جوامعهم وجامعاتهم كخفافيش الليل .؟
وبدلا من ان يواجه رجال الدين ومفكريهم انفسهم ويؤخذوا الانتقادات المتكررة بجد وتعقل وبصيرة، قرر المجتمعون في جدة اطلاق حملة اعلامية بكل اللغات العالمية لتحسين صورة الاسلام والمسلمين بعيون الغرب. حملة لا تتناول الواقع ولا الفكر الديني وتصلحه، انما حملة لوضع الرتوش لوجه لا ينفعه معه لا الرتوش ولا لمسات التجميل، فمرآة التطور والتحضر لا تعكس ما يُقال وما يُدعى، بل تعكس كيف نعيش وكيف نفكر وكيف نفعل ونعمل ونتساوى كيف نحب ونعشق الحياة. كيف تعيش المرأة في ظل الاسلام، وهل لا زال يُنظر اليها ككائنة منقوصة العقل، مشكوك بها، خائنة بطبعها وجب حجبها واعتقالها اما ما بين اربع جدران او داخل حجاب ونقاب واعتبارها مجرد تابع على الارض، ولا تعرف مصيرها حتى في الحياة الثانية.

ما قاله البابا يقولونه هم انفسهم، في كل خطبة وفي كل مناسبة وفي كل محاضرة، الا انهم لا يستخدمون نفس الكلمات، فالعنف والقتل هو قتال في سبيل الله، والغاء العقل هو الايمان بالغيب واطاعة الراسخين بالدين، والحروب الدينية هي فتح من الله، والمسلم من حقه ان يسأل ولا يتسائل، لا يجادل في ما يسمع ولا يناقش في ما يراه غير مقنعا، ولا يحاجج في يراه مخطوءا.
حملات اللغو والتجميل سوف لن تضع حاجزا يمنع رؤية الشعوب كيف يعاني الانسان في الدول الاسلامية، وكيف يقتل على يد عصابات نشر اللاسلام الوهابي السلفي، وكيف يهان على يد قطعان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الدينية، وكيف يستهزأ بارائه وفنه ويمنع غناءه ورسمه وتصويره باوامر رجال الدين المسلمين الكبار. فكيف يستطيع هؤلاء اقناع ناسهم قبل اقناع الغير دون التخلي جذريا عن كل مسلمات الغاء العقل والفكر.؟!!
الاسلام لا يحتاج الى مواد تجميل بل الى مبضع جراح يستاصل كل ما في داخله من تشويه وقبح ويقطع الغدد السامة التي تغذي الارهاب والعنف حتى لو كانت مقدسة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح