أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟















المزيد.....

لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قال ماركس لقد فسر الفلاسفة العالم، لكن علينا ان نغيره، تذكرت هذه المقولة الرائعة لماركس وانا اقرأ بعض الكتابات التي تتناول التدخل الايراني بالشؤون الداخلية للعراق. قضية التدخل الايراني في العراق مسألة لا تحتاج الى اثباتات ولا الى دلائل، ولا حتى باستطاعة الايرانيون انكارها، فالخطابات الخمنائية والتصريحات الرفسنجانية والتحريضات النجادية، كلها تدل على ان هؤلاء لا يوجهون كلامهم الى اشباح بل الى جهات معلومة، لها نفوذها ولها مراكزها وتاثيراتها في عراقنا الحالي. ومثل ايران هي بقية دول الجوار ودول جوار الجوار، فالجميع يسعون الى الاستفادة من الوضع المتردي في العراق والحصول على اسلاب عراق جريح يعملون كي يروه متقطع الاوصال متفرقا لا يجتمع له شمل، مريضا لا يستعيد له عافيه، مشرفا على موت لا حياة بعده.

واذا كانت ايران وبقية الدول البعيدة والقريبة، الشقيقة والصديقة، لها اقدام وايادي وارجل مغروسة عميقا في الجوف العراقي السياسي والديني والقومي، فما هو موقف الحكومة العراقية، او الدولة العراقية، ان وجدت، وما هو دور الاحزاب العراقية، الوطنية بالطبع، اذا كان تفسير الوطنية هي الحرص على مصلحة المجموع العام وليس الخاص، وما دور المنظمات والقوى الاجتماعية والسياسية في التصدي لمثل هذه التدخلات الطفيلية التي تعتاش على دماء العراقيين هل يكتفون بالانتقاد والكلام وسوق الاتهام دون اللجوء الى العمل؟

وهل يتوقعون ان مجرد اللغو والثرثرة او شن الحملات الصحفية والاعلامية قادرا على اجبار هذه الدول ومن بينها ايران، على التخلي عن مشاريعها وطموحاتها وخططها الضارة والفاعلة في اشاعة الفوضى وزرع عدم الثقة بين الاطراف العراقية المتحاربة.؟

الحكومة العراقية تبدو عاجزة تماما، وهي كذلك منذ ان تولى الجعفري مهامها، او بالاحرى تربع على كرس الرئاسة دون ان يحرك او يتحرك الا لضمان استمرارية بقاءه في منصبه، فرغم ان اغلب الارهابيين يدخلون عن طريق سوريا، ورغم وجود معسكرات معروفة ومكشوفة للقاصي والداني، ورغم الاعترافات الكثيرة التي تثبت تورط سوريا الى النخاع، لم تتحرك حكومة الجعفري باي مسعى من شانه ايقاف حكومة البعث في سوريا، ودرجت على المناشدات والبكائيات التي تجيدها بالطبع، فقد اصبحت هذه البكائيات والنواعي، صفة جينية غالبة غير متنحية لدى الاسلاميون. واكتفوا بالترجي وبالتظلم وبالشكوى الى الله، ثم مسح الدموع بمناديل الاخوة العربية والاسلامية، بينما هم يملكون كل وسائل القوة التي يمكن استغلالها ضد النظام السوري والاطاحة به، كونه يشكل خطرا على تجربة العراق الفتية التي كنا نرى ثمارها لولا الجراثيم الارهابية القادمة من سوريا ومن بقية الدول. الا يحق للحكومة العراقية ان كانت تهتم حقا بمصير الشعب العراقي، ويحزن رجالها سفك دماء العراقيين البريئة، الا يحق لها مسائلة سورية دوليا وهي تملك عشرات الادلة ان لم نقل المئات.؟ الا يحق لها تقديم شكوى في مجلس الامن او الامم المتحدة او حتى في الجامعة العربية من باب التحذير فقط.؟

واذا كان اغلب الارهابيين هم من الجنسيات السعودية، افلا يحق لهذه الحكومة البائسة مثل بؤس رجلها الاول الجعفري، ان تُلزم عوائل الاوغاد الارهابيين السعوديين، او غيرهم من الجنسيات الاخرى، بتعويض ضخم يدفع لعوائل المقتولين على ايدي السفلة، الا يحق لهذه الحكومة الكسيحة تحميل الحكومة السعودية مسؤلية الجرائم التي يقوم بها افرادها الوهابيون، لا سيما وان رجال الدين السعوديين مستمرون باصدار فتاوى القتل ولاجرام الاسلامية، واقامة الحملات لجمع التبرعات للمقاومة الاسلامية الساقطة.؟

وماذا عن ايران الذي يعرف الجميع طموحها بجعل العراق مجرد راقص على ايقاعات الوزورخانة الايرانية، هل انتقدت الحكومة العراقية تدخلات الخبيث الخمنائي، او الاحص رفسنجاني او المعتوه نجادي بما يخص العراق او على تحريضهم المتسمر للعراقيين الشيعة على خوض حرب خاسرة ضد قوات متعددة الجنسية، سيدفعون اذا نشبت الاف اخرى من القتلى والمعوقيين والثكالى والارامل والايتام، لا لشئ الا من اجل ان تثبت العمامة الايرانية فوق رؤوس ملاليها ، وتتحقق احلام ايران بامتلاك القنبلة النووية.؟

الم يلفت انظار حكومتنا واحزابنا الوطنية بشقيها العلماني والاسلامي، التناغم بين خطاب المقاومة الساقطة وبين الخطاب الايراني واتباعه، من سورين ونصر اللهين وفضل اللهيين ومقتدائيين بتحميل مسؤلية كل الجرائم على عاتق اسرائيل والامركيان ومخططات الغرب.؟

مجرد مقارنة بسيطة بين اعلام فضائية الجزيرة واعلام الفضئيات الايرانية الموجهه مثل فضائية العالم او الكوثر، التي قامت على انقاض سحر، تلك القناة التي لعبت دورا مشبوها في سعيها لايقاف اسقاط نظام البعث الهمجي، سيجد من يجري المقارنة ان الاعلام الايراني يفوق اعلام الجزيرة في التشويه وتشجيع الارهاب واستظافة شخصيات ساقطة مثل الزنيم سمير عبيد والاخوان بكري وبقية سقط المتاع من فلسطينين ولبنانين ومصريين متكالبين على الشعب العراقي. افلا يجدر بالحكومة العراقية بانذار الحكومة الايرانية ورفض مثل هذه الاعلام الموجه، لا سيما وان الاعلام الايراني تابع للدولة الايرانية وليس للقطاع الخاص.؟

لم نسمع او نقرا اي انتقاد عراقي علني للحكومة الايرانية، بل على العكس، هنك مدح متواصل لموقف الايرانين ولمساعدتهم وعونهم، الذي لم يراه ولم يشعر به احد، اللهم الا ارسال سرايا من المعممين المتدربين في مدارس ولاية الفقيه، لسوق جموع الغافلين على الدرب الأيراني المتخلف.

وهل حقا ان ايران لا تتعاون و تجهل ان سوريا تدرب وتمول الارهابين ثم ترسلهم للالتحاق باسراب الكلاب المسعورة في مناطق اهل السنة والجماعة، الذين بدورهم يعرفون التورط الايراني والسوري والنصر اللهي في شؤون العراق، ومع هذا يشنون حملات التشهير ضدهم وكان اهل السنة والجماعة لا يتعاونون مع الايرانين ولا يخططون معهم، في هذه المرحلة، فبن لادن مثلا تعاون مع الامركيين في مرحلة ما رغم مذهبه الوهابي، ثم حاربهم بعد ذلك ،والقرضاوي لا زال يعيش في قطر رغم فتاويه المتكررة بذبح الامريكان، حتى ايران تعاونت مع الامريكيين ضد طالبان، والان تتعاون مع طالبان ضد الامريكين. واهل السنة والجماعة او الايرانيين ليسا باستثناء، هم يعملون وفق قاعدة اسلامية لا تختلف كثيرا عن المبدا الميكافيلي، قاعدة دفع الضرر، والضرورات تبيح المحذورات، هذه القاعدة الاسلامية تعطي الحق للاسلاميين الايرانين وغيرهم من نافثي الظلام وسافكي الدماء، تعطيهم الحق وتجيز لهم التعاون مع ابشع انواع المجرمين والساديين. الاسلاميون لا يجدون حرجا ولا مانعا من التعاون مع النازية الهتلرية كرها باليهود، حتى ان ايران دعت احد المحاميين النازيين الممنوع من مزوالة مهنته لعدائه الشديد للاجانب وخاصة المسلمين منهم، دعته للحظور الى مؤتمر يعقد في ايران لانكار الهلكوست النازي، لكن الحكومة الامانية سارعت ومنعته من السفر. ومثل ما يقال عن الحكومة الايرانية يقال عن المملكة السعودية الاسلامية، فقد اجاز رجال دينها الاستعانة بالكفار الامريكين لطرد الزنيم صدام من الكويت، ثم سارعوا لاصدار مئات الفتاوى بتحريم الاستعانة بالكافر ضد المسلم حتى لو كان سلطان جائر، عندما تعلق الامر بتحرير العراق والتحرر من صدام، لكي يكتمل مشروعهم بتحويل العراق بالكامل الى المذهب الوهابي. المثير للاستغراب هوالموقف الصامت للاحزاب الشيعية التي تدعي الحرص على ارواح الناس، فهي ترى التعاون الايراني مع الارهابيين، اكان عن طريق سوريا او حزب الله، اللقاءات مع التجمعات الارهابية في لبنان مع حزب الله، او عن طريق اعلامها المضلل، او تعاون مباشر يتخذ اشكالا مختلفة، فتسكت هذه الاحزاب ولا تحرك ساكنا، رغم كل الحقائق المنطقية او المادية. الاحزاب الشيعية تثبت انها تفضل مصالحها الذاتية ومصالح ايران الاسلامية على مصالح جماهيرها ومن صوت لها. هو موقف غريب حقا، لا يستطيع تفسيره احد سوى بالقول ان هذه الاحزاب تسير في فلك التبعية الايرانية.

ما نراه اليوم من مذابح ومجازومسالخ بشرية، هو بسب عجز وتخاذل الحكومة العراقية، وضعف وهزالة الاحزاب الوطنية العراقية، واذا بقى الحال كما هو عليه الان، اي الابتعاد عن تسمية الاشياء بمسمياتها، وعدم الجرأة على تحميل المسؤلية على جميع من له ولو اصبع خبيثة ملطخة بدماء العراقيين، والعمل على معاقبته عراقيا، ان كان عراقيا،و دوليا وعلى كافة المنابر والمحافل ان كان اجنبيا، فاننا سنبقى لا نملك الا التمني والتمني رأس مال المفلس مثل ما تقول فاكسات الاستاذ العلوي.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟
- Bad Muslims are good, good Muslims are bad.
- تفجير قبة الامامين والمواقف الدينية الجبانة
- فاقد الشئ لا يعطيه
- انه زمن المد الديني الاحمق
- متى سيتعلم المسلمون الدرس.؟
- صالونات لمكيجة الدين
- اجتثاث البعث الفكرة والممارسة
- اخيب من القاضي رزكار
- اليس التكفير مبدأ اسلامي فلماذا الشكوى منه؟
- كلكم سواسية في السوء
- اللهم عليك برجال دينك وعلينا بالطاعون
- تقسيم العراق او الفدرالية ..هل يوجد حل اخر.؟
- ايها الشيوعيون مرام ليست ما يرام
- علمانية واسلام علاوي سير للامام
- حمدية الحسيني اهي مغفلة ام غبية ام لصة.؟
- المهمشون
- الحوار المتمدن ..مرآة ليست كبقية المرايا
- استراتيجة فريق الدفاع الصدامي الغبية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟