أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان















المزيد.....

العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 08:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس من عراقي شريف، نزيه، حر، يكره الاستعباد بكل اشكاله، ومهما كانت تبريراته، يود ان يعاد الزمن الى ما قبل التاسع من نيسان ويجد ان شرفه ونزاهته وحريته واماله وطموحاته ومستقبل اولاده مرتبط بكلمة واحدة من فم ساقط، سافل منحط، اقحب، جزار مثل صدام او اوامر دوائر السقوط البعثية. مثل هذا الشخص ليس الا حثالة، عبد بالفطرة، الذل هواءه ومائه، والخزي معدنه.
هو ليس حكم منطلق من حقد على البعث وعلى تاريخه الدموي وعداء لسفلته فحسب، لكنها الحقيقة التي يشعر بها جميع العراقين بما فيهم بعض البعثيين الذين اصطدموا بحقيقة تحولهم الى عبيد واجراء وماسحي احذية، خدم على ابواب مسؤليهم محتقرين من مَن هم فوقهم، ممتهنين مسحوقي الكرامة منبوذين من الشعب ومن اسيادهم.

لا احد يود تذكر ما قبل يوم التاسع من نيسان الخالد، حتى لو على سبيل المقارنة، فهل تجوز المقارنة بين العبودية والحرية، بين الكرامة والامتهان، بين الانسانية والهمجية.؟ فهل من مقارنة بين الضوء والظلام.؟

بعض الحائرين، المغفلين الذين يعيشون على جمود المصطلحات، وسذاجة التفكير، وتكلس المبادئ، الذين يعتقدون ان يستمر الجلاد بقطع الرقاب حتى يعمى حد سيفه، وتكل ذراعه عن حفر المقابر للاحياء، الذين يعتقدون انهم سيقدرون يوما على قتل الوحش بعد ان يشبع نهمه، الذين يغفلون ان الوحش قد خلق وحوشا اخرى تفوقه شراهة وشراسة على امتصاص الدماء، هؤلاء الذين ليس لهم من الكلمة الا لفظها يتحدثون اليوم عن استباحة الدبابات الامريكية لارض العراق، وعن جنود اجانب قد احتلوا العراق وعن حرب غير شرعية، وعن مبررات كاذبة لشنها، وعن قدرة ستكون معجزة الله اقرب الى التحقيق باسقاط النظام بالاماني وانشاد الاغاني الوطنية، الذين يقولون الحرب على العراق ويوم سقوط بغداد ، هؤلاء الذين لا يزالون يكتبون مقالات تتاشبه بعضها مع ما يتشدق به العرب واعوان البعث مع اختلاف النية، عليهم مراجعة انفسهم قبل ان يجدوها من غير دراية سائرة في طريق مشترك مع الاوغاد.


سقوط البعث كانت امنية كل عراقي غيور محب للحرية وعاشق لها، كاره للاسعتباد بكل انواعه، اكان دينيا يفرضه معمم باسم الله وباسم اولياء الله، او حزب يبرره بامس القومية واسم الوطنية، او دكتاتور يامره باسم متطلبات المرحلة وقيادة الامة. نعم كانت امنية نصب اعيننا حتى الذين دفعوا حياتهم فداء للناس وهم يعرفون ان الانسان يعيش مرة واحدة، غير طامعين بجنة او حور عين، كانت هذه الامنية لا تفارق قلوبهم ولا تنطفي صورتها باعينهم حتى وهم يغمضونها في لحظات رحيلهم الابدي. لهم الف تحية وستبقى ذكراهم خالدة في وجدان الشعب العراقي.

لم يكن الشعب العراقي بعيدا عن معركة اسقاط الهمجية، ولم يكن سلبيا كما يتصور البعض، بحماس منقطع النظير اندفع الشعب على سحق تماثيل الخزي والحقارة البعثية وتمزيق شعرات النذالة والخسة، ملاحقة الجزاريين الذين ما كانوا ليجدو الجراة على الظهور لولا فتاوى بعض المعممين، وعمالة بعض التيارات الناشزة عن حركة الشعب التحررية التي كانت تنهق كلا امريكا كلا اسرائيل، بمعنى نعم لصدام حتى لو لم يجرؤا على قولها جهرا.
لقد اثبتت الاحداث ان التغيير الجذري لا يمكن ان يتم دون القضاء نهائيا على جميع مخلفات الماضي واسسه الثقافية واشكال تواجدها في البنية الاجتماعية، لكن ما حدث هو ان بعض الاحزاب العراقية حاولت ان تبني المستقبل بايادي البعث الفاسدة تحت شعار الاستفادة من الخبرات متجاهلة ان الخبرة الوحيدة للبعثين هي اجادة القتل والتعذب والتأمر، والبعض خبراء بصناعة غازات كيمياوية اصبح بامكان رجال العصابات العاديين صناعتها فهي ليست باكثر تعقيدا من صناعة ال دي دي تي.
اما البعض الاخر فقد استخدم نفس اساليب البعث باجبار الناس على ولاء مزيف وهذه المرة للاحزاب الاسلامية وشخصياتها ورموزها التي فرضت على الناس باسم القدسية الاسلامية والمذهبية او مناهضة الاحتلال وابقوا على نفس اساليب الحملة الايمانية سيئة الصيت وعلى اهدافها بانتاج اناس مؤمنين مغفلين ليس لهم من عمل سوى ضرب الصدور والظهور والهتاف الفارغ لهذا او ذاك من رجال الله او رجال حزبه، وقسم اخر من طائفة اخرى استمروا بقيادة الحملة الايمانية الاسلامية واغروا الشباب بالجنة وحور العين ووجبة دسمة مع النبي والخلفاء الراشدين نظير تفجير اجسادهم في حشود الابرياء.
وبدلا من اشاعة الحرية والتفكير العلمي والادبي انصبت الجهود على نشر التثقيف الغيبي الايماني والاناشيد الدينية وبناء مدارس تحفيظ القرآن والجوامع وملؤا الشوارع والساحات العامة بصور ورموز الاحزاب وغيروا اسماء الشوارع ولاحياء والميادين العامة باسماء شخصيات مذهبية واسلامية..ومارس بعض التيارات نفس اساليب البعث بانزال العقاب باي مخالف للشريعة والزموا النساء بالحجاب والنقاب على الطريقة الايرانية في المناطق الشيعية او على طريقة النقاب السعودية في المناطق السنية. ثم ابتدا تاسيس المليشيات المشابهه للحرس الثوري الايراني اوفدائي صدام في الشكل والعمل وان اختلف الاسوب لكن الهدف هو هو، اشاعة الخوف والرعب وانزال الحدود بمن لا يتقيد بتعليمات وارشادات المراجع او من يخرق نواهي وموانع القائد مقتدى الصدر وجلاوزته. لقد كان لهذه الاحزاب والمليشيات دور كبير في افراغ يوم الخلاص عن معناه.. وقد كان لايران الدور الاكبر في قتل كل امل في نفوس العراقيين، ايران التي يهرب منها مواطنوها للخلاص من جورها وظلمها وعنجهية رجال دينها تريد مساعدة العراق على التحرر. للخبيثة ايران يد في كل خراب ودمار وفتنة ونفاق وسفالة..ايران تود ان تحيل العراق الى مستنقع كي يغرق فيه ليس القوات الجنبية فقط بل كل العراقيين.. وكان للعربان دورا مخزيا اختتمه الخفيف عقلا الثقيل دما حسني مبارك بالطعن بوطنية وولاء الشيعة العراقيين لوطنهم
فقد اصبح بحمد الله وتوجيهات رجال الدين التابعين لايران او لال سعود كل شئ حرام
الخمر حرام، الاغاني حرام، السفور حرام، الجينز حرام، الرحلات المدرسية حرام، ال سي دي حرام، السينما حرام..
ان ما نعيشه اليوم من ماساة هو نتيجة منطقية لسيطرة الاحزاب الدينة على السلطة او على المجتمع ومقدمات لشكل الحياة في ظل حكومة اسلامية او وفق تصور اسلامي.
لكن رغم هذه الصعوبات، ورغم خيبة الامل لدى الشعب العراقي، ورغم سيطرة قوى الظلام والتخلف وعشاق التعذيب الذاتي للابدان،او عشاق الجنس الغيبي مع دمى حور العين الخيالية، رغم الارهاب الوهابي، وهمجية رجال الدين السنة المتأثيرين بتعلميات الانحطاط الانساني السلفية..رغم كل شيئ هناك شئ قد اختلف فالعراقي لا يمكن ان يوافق على من يود ان يحبسه مرة اخرى خلف قضبان الادلوجيات القومية او الدينة او الايمانية، وليس من مكان لقائد رمز فقد سقط القائد الرمز او من يود ان يحتل مكانه تحت احذية الناس. ولا يمكن احتكار السلطة من اي جهة كانت، وان كنا اليوم ضحية حروب ارهابية، فغدا سيكون زاهرا باسما فلانسان طموح فطري نحو السعادة وسيصحى من كل غيبيات الدين ومن بكائياته ومن مخلفاته. اما البعث والفكر العرباني فليس له من مكان الا مزابل امتلأت بكل شعارات المفاخرة والتبجحات الغبية، هي وشخصياتها، العراقي علماني التفكير انساني الطموح والعلاقات، وان كان عاطفي النزعة متأثرا بفواجع ال البيت الذين قتلوا ايضا على ايدي المسلمين وليس على ايدي اديان اخرى.
ولمن لا يعرف هذا الفارق بين قبل وبعد التاسع من نيسان فانه سوف يعيش الى الابد اسير في شرنقة التفكير الغوغائي غير المنطقي.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟
- Bad Muslims are good, good Muslims are bad.
- تفجير قبة الامامين والمواقف الدينية الجبانة
- فاقد الشئ لا يعطيه
- انه زمن المد الديني الاحمق
- متى سيتعلم المسلمون الدرس.؟
- صالونات لمكيجة الدين
- اجتثاث البعث الفكرة والممارسة
- اخيب من القاضي رزكار
- اليس التكفير مبدأ اسلامي فلماذا الشكوى منه؟
- كلكم سواسية في السوء
- اللهم عليك برجال دينك وعلينا بالطاعون
- تقسيم العراق او الفدرالية ..هل يوجد حل اخر.؟


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان