أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.















المزيد.....

العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 10:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحرب الدائرة بين العراقيين تكشف عن مشاعر متعددة، متناقضة مختلفة باختلاف الانتماء والارتباط ، لكنها وعلى سيئاتها او حسناتها، خيرها وشرها تبقى مشاعر عراقية. العراقية كمفهوم لا يقصد به الاخلاص او الالتصاق بالوطن العراقي، بقدر ما هو تعبير قانوني يعبر عن الانتساب او الانتماء لارض معينة، جغرافية معينة، اي ليست حالة عاطفية او وجدانية تشمل العراق بناسه على اختلاف مشاربهم، انما حالة تعريف، تمييز للعراقيين دون سواهم.
العراقية حق مكتسب موروث لا يستطيع احد ان يسحبه او يسقطه مهما كان ومهما كانت الاسباب، فهو ملتصق به مثل ما يلتصق الاسم بصاحبه. حتى لو اقدم دكتاتور همجي متوحش، او نظام قمعي ارعن مثل نظام البعث وقائده الرقيع صدام على اسقاط هذا الحق، كما فعل النظام الغابر، بسحب الجنسية والانتماء العراقي من مئات الاف العراقيين تحت حجج وذرائع واهية، فارغة، قميئة تافهة مثل تفاهته وسقوطه، الا انهم عراقيون رغم انف كل من يدعي غير ذلك من القوميين الشوفينين والعروبين والطائفيين.
الرقيع صدام والصقيع عزت الدوري والارهابي حارث الظاري والخرف عدنان الدليمي او الخبل مقتدى الصدر والاملط الخالصي والمعتوه البغدادي او الصرخي شئنا ام ابينا، عراقيون رغم كل صفاتهم الطائفية والعنصرية والاجرامية . صفة اكتسبوها وورثوها من ابائهم ومن الارض التي ولدوا فوقها حيث شائت الصدفة غير النبيلة ان تكون عراقية.
العراقية لا تعني الاخلاص ولا تعني الوطنية والانسانية، لا تعني باي حال الايمان بالحرية والعدالة الاجتماعية والحرص على الثروات الوطنية ولا تعني عكس ذلك ايضا. هي مجرد دلالة على الانتماء. العراق كارض ليس مصفى او فلتر لشوائب وعيوب ومثالب اجرامية، ففيه ولد الوطنيون والانسانيون والمخلصون مثل ما ولد المجرمون والسفاكون والخونة. فهو مهد الحضارات الانسانية الاولى كما هو موقع لاكبر المقابر الجماعية في العالم.
الكثير منا قد ربما صادف موقفا قد ادهشه واثار علامات الاستغراب والتعجب عنده، فأينما حل العراقي في ترحاله الدائم، عندما يُسئل في البلدان العربية و الاسلامية عن هويته او جنسيته فيجيب بانه عراقي، فيرحب به ويثنى على اصله وفصله لكن سرعان من يتبخر هذا الترحيب ويحل بدلا عنه التبرم والانزعاج حال معرفتهم بانه لا ينتمي الى المقاومة الارهابية، ولا يقف معها، ولا يرى باسقاط النظام الهمجي ظلما ولا اثما، وانه مع تغيير نظام القمع والهمجية البعثية وضد تحكم الدين بالدولة. فالعراقية بعين العروبيين ليس انتماء فقط بل اصطفاف قومي ديني طائفي بغيظ. ليس صفة الى ارض العراق بل تعبيرا عن هوية عروبية شوفينية.
هذه النظرة القاصرة التي ولدها التعصب القومي المخادع غذتها نزعة التفاضل والافضلية بالمفهوم الديني لان محمد منهم، او لخرافة افضلية الدين الاسلامي على باقي الديانات نظاما وعبادة وممارسة، وتكبيل الناس في قوالب من التاريخ والخصومات الطائفية والعنصرية القومية، تبناها بعض العراقيين، لحسن الحظ الاقلية منهم، فعرفوا العراقي بانه العروبي، السني، القومي، المتعصب، الشوفيني. اما الكوردي والمسيحي والصابئي والازيدي والشيعي والشبكي والاثوري فهؤلاء اغراب ووضيوف موقتين حلوا على العراق في غفلة من الزمن، لم يحترموا الضيافة ولا حق السيد صاحب الارض والدار، فالصقوا بهم التهم، وجعلوهم شماعة لتعليق عار الهزائم والسقوط، وقللوا من شخصياتهم، اهانوا تاريخهم، انتقصوا من دياناتهم وارائهم، فوجب طردهم وارجاعهم الى اراضيهم او ارغامهم على الايمان بمبادئ الدين والعروبة او خفض الرؤوس وخرس الاصوات وعدم المطالبة باي حق او عدل..
صحيح اننا نعيش فوق هذه الارض وتحت هذه السماء العراقية لكن لكل احد منا افقه الخاص كافراد، ومحيطه كمكون اجتماعي يربطنا رباط واحد هو اننا جميعنا ابائنا واجدادنا ولدنا فوق هذه الارض.
واذا كانت العراقية لا تعبر عن صفة سياسية او حالة وجدانية عاطفية وانشداد للارض وللناس فان الوطنية العراقية هي تمييز عن التعريف القانوني والحق الموروث. فالوطنية ترتبط بالناس مثلما ترتبط بالارض، بالتاريخ القديم مثل ما ترتبط بالتاريخ الحديث، كل يجد فيها افقه ومحيطه ووجدانه ماضيه حاضره ومستقبله لانها انسانية الطابع والتطبع.
الوطنية العراقية فوق الانتماءات الدينية، القبلية، العشائرية والطائفية، كل هذه الانتماءات تحجيم للوطنية، مناهظة لها، معيقة عن اكتمالها معيبة لامتدادها الى اعمق نقطة من تاريخ العراق، كابحة لتاصلها في النفس العراقية.
درجنا على سماع مقولة ان من يقتل العراقيين ليس بعراقي، كلام قاله من يمارس الارهاب تحت جنح الظلام و يخطط له ليلا وفي الصباح سياسي يتشدق بالعراقية والعراقيين وتعليمات الدين، وسمعناه ايضا من يحاول ان يجمع الخير مع الشر، الحق مع الباطل للوصول الى السلطة او الاستقرار على كرسيها المريح. والحقيقة ان الانتماء الى العراق لا يعني ان لا يكون الانسان مجرما لعينا، ارهابيا شرير،ا اسلاميا متطرفا،متدينا متخلفا. لكن من يقتل ويسرق ويغتصب ويهرب ليس وطنيا، ليس شريفا ليس مخلصا لا للناس ولا للارض مع انه عراقي.
واذا كانت العراقية حق مكتسب، موروث، فان الوطنية تعني الجهد والتضحية ونكران الذات، تعني العمل من اجل رفع مكانة الوطن وناسه وتاريخه وسمعته في كل السبل وعلى صعيد كافة الحقول.
من هذا المنطلق لم يكن البعث ولن يصبح حزبا وطنيا لانه يعمل من اجل ان يكون العراقي ثانويا في المعادلة العروبية، ولن يصبح الحزب الديني وطنيا لانه يضع الانسان ثانويا فلا يكتفي بثانوية الانسان بالنسبة لاله، بل يعتبره ثانويا ايضا بالنسبة لمن يمثل الله على الارض. ولن تكون العشيرة وطنية، لان سمعة العشيرة ومكانة مشيختها فوق مكانة ابطال العراق الوطنيين.
وتحت ضوء هذه الافكار نرى ان من الصعب ان نسمي ما يحاول المالكي وجماعته لملمته ووضعه في اطار واحد رغم عدم انسجام الوانه وبعثره غاياته واهدافه وبشاعة وسائله واهدافه، ان نسميه بالمصالحة الوطنية، انها مصالحة عراقية وليست وطنية.
اتفاق بين القبائل والعشائر والطوائف التي لا تعرف الوطنية الا من خلال مصلحتها الخاصة من خلال ما تفئ اليها هذه المصالحة من انفال وغنائم، مصالحة من اجل اسم العشيرة او القبيلة او الطائفة او المذهب، مصالحة يتسيد بها رؤساء العشائر ورجال الدين والمتنفذون الجدد والمناضلون الارهابيون. مصالحة تقمع فيها المراة لانها لا مكان لها في العشيرة ولا في الدين ولا في الطائفة. مصالحة تعني تقليص الوطنية ورسم حدودها بحيث لا تتجاز مصالح القبيلة او الطائفة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية
- فتوى حسن الترابي وردة الفعل الوهابية
- العراقي قبل وبعد التاسع من نيسان
- العلمانية بين اطروحات الدكتور شاكر النابلسي والسيد اياد جمال ...
- حوار وتحالف الحضارات على الطريقة الاسلامية!!!
- اليس حكم الردة ارهابا ايضا.؟
- مشروع خطبة ليوم جمعة
- مدينة الثورة
- لماذا هذا الصمت المريب ازاء التدخل الايراني في العراق.؟
- لاضطهاد المراة مصدر واحد
- هل حقا ان التكتل السني لا يرغب بترشيح الجعفري.؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.