أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية














المزيد.....

لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انهم يفسدون فرحة العيد، يقول الوهابيون بُعيد اعدام صدام في بيان رسمي اقام العرب المسلمين ولم يقعدهم. فخرجوا الى الشوارع حاملين صور شهيدهم الاجرامي، مطالبين باخذ الثار وتسليم الخونة والعملاء الذين اعدموه ليقتصوا منهم، وإلا سيعلوننها حربا شعواء ضد الابرياء العراقيين الذين يُقتلون يوميا في شوراع بغداد على ايديهم القذرة.
صورة صدام يحيط به حبل المشنقة الغليظ نشروها مثل ما نشر اسلافهم قميص عثمان. عثمان الخليفة الراشد لم يقتله الثائرون عبثا، انما قتله استخفافه بالناس، وعبثه ببيت المال وتعينه اللصوص والبغاة الطغاة ولاة امر وحكام على الدول المستعمرة دينيا. لم ينتظر المسلمون قصاص الرب، فالرب نفسه قد هجر ابنه عيسى وتركه وحيدا يصلب، ولم تفده صرخته الاخيرة التي ملات الارض احتجاجا، ابي لماذا هجرتني، لكن اذنا الله بقيت صماء لا تسمع نداء الاستغاثة. فهبوا على الخليفة وذبحوه وهو يقرا قرانه الذي يقول واطيعوا ولي الامر منكم حتى لو كان مجرما عتيا.
كم من حناجر وقلوب توجهت الى الله تشكوا اليه الظلم والقمع والاضطهاد، تشكوا له التعذيب والقتل والاغتصاب المرتكب باسمه، وكان الله قد اصبح مثل الاصنام التي نهى عن عبادتها لانها لا تنفع ولا تضر، حجرا اصما غير مهتما بما يقترفه عباده من منكرات وجرائم.
ان كان عثمان الخليفة الباغي اصبح شهيد الامة، حسب شرع الاسلام، فان المجرم صدام اصبح شهيد هذه الامة المتهالكة ايضا وفق نفس الشريعة. وان كانت عائشة بنت ابي بكر امرت بقتل نعثل لانه كفر ثم حملت قميصه مطالبة بثاره، فان عائشة القذافي، الذي وقف ابوها الى جانب ايران ضد صدام في حرب الثمان سنوات، حملت لواء الدفاع عنه وفتحت حساباتها البنكية لتحمل مصاريف القضية باكملها، وامرت الدولة بعد اعدامه بعمل تمثال لمغتصب النساء وقاتل الاطفال ونافذ الكيمياويات على الكورد ودارس المدن بكل لا ابالية المجرمين العتاة.
مسخرة كبرى، ان تهب الشعوب المغيبة في خبايا الدين وخرافاته لتتخذ من مجرم سفاك بطلا لها، رمزا قوميا، تبكيه بمرارة ولا تبكي حالها التعس، تنتحر لاجله ولا تنحر من هم على شاكلته، من هم سبب تخلفها وجهلها وزريتها واملاقها.
شعوب فاقدة الوعي، مسلوبة الاحاسيس، يقودها بضع من معتوهين، اميين لا يقرأون ولا يكتبون، ودجالين مشعوذين من حملة اقلام لا تعرف الا شحذ العواطف الدينية. هي نتيجة حتمية عندما تسلمت السعودية راية القيادة العربية، فجمعت بين الدين والقومية، واصبح الاسلام بنسخته السنية الركن الاساس لاثبات القومية. المثقفون، يساريون ويمنينون، قوميون ووطنيون اطالوا لحاهم ومسكوا مسابحهم وغرقوا بنسخ التاريخ الديني للخلفاء الاسلامين وما هي الا فترة وجيزة لتمتلا جيوبهم بالاوراق الخضراء. حتى الاحزاب العربية ابتدات بياناتها ونشراتها بــ بسم الله الرحمن الرحيم وبالصلاة على النبي. هجروا كتبهم وافكارهم وتشبذوا بخرفات وتزويرات الماضي الديني.
يعجب البعض بان الطائفية منتشرة بين الشعوب العربية. فهل ينتج الدين غير الطائفية.؟
هل تستطيع الدول الدينية تسويق مذهبها الا عبر راية التحارب الطائفي.؟
وهل ينتج الدين غير التخلف والاستعباد والاتكال على الغيب وانتظار غضب الله على الظالمين الذين يعلوا شانهم وسعادتهم كلما انتفخت الشعوب دينا وايمانا وجعلت من الشريعة دستورا وبرنامجا للحياة.
لا عجب، الامة العربية الاسلامية هي امة الابطال المزورين، فان زوروا بطلا اخر، مسخا اخر وامام اعين التاريخ، امام اعين العالم اجمع الذي راى البطل المزعوم يخرج من الحفرة كجرذ وسخ، خائفا مذعور، مهزوما، فهم لا يخجلون ولا يهمهم راي الناس فيهم، هم زرافات محترفة قد دفنت رؤوسها بالرمال منذ قرون ولا يهمها ان ترى الشعوب الاخرى قبح مؤخراتها.
اتسائل
كيف لهؤلاء المفكرين، لهذه الاحزاب، لهذه المرجعيات الدينية، للنخب الثقافية، لرموز الثقافة والادب والفن ان تزعم انها تناضل من اجل الديمقراطية وهي تتخذ من دكتاتور مهزوم مجرم رمزا لها.؟
كيف تدعو المقاومة الفلسطينية للحرية وهي تتخذ من جبان العصور، من سلم العراق للجيوش الغازية وهرب هو وجيشه وقادته وحزبه الى الحفر والنقر، تتخذ منه شعارا ورمزا للتحرر.؟
هل يمكن لمجرم مثل صدام ان يكون شهيدا ان يكون رمزا .؟
نعم يمكن ان يكون شهيدا وقائد صنديدا في زمن التردي، في زمن انتشار التفكير الديني، في زمن التخلف.
وها هي الشعوب الدينية قد افسد عليها اعدام طاغية صعلوك فرحتها بانهاء دورانها الغيبي حول حجر بركاني اسود، ورمي اعمدة كونكريتية بالحصى على انها رمز الشيطان، بينما رمز الشر يعلق في مشنقة عراقية، فهلا رشقوا بحصاهم حكامهم ورجال دينهم بدل ان يرشقوا اعمدة لا تنفع ولا تضر .
الاغرب ان الحكومة الاسلامية في العراق، التي تريد دستورا اسلاميا، ومدارس اسلامية، وشوراع اسلامية، تجد ان تصرف المسلمين وموقفهم الارعن هو تجاهل لعذابات العراقيين. بينما الحكومة هي واحزابها الدينية تعمل على انشاء نظام اسلامي لخنق الحريات ومصاردة الاختيارت و اعدام تطلعات الانسان الى الرقي والحضارة الانسانية، صحيح انها اعدمت المجرم الهمجي صدام، لكنها تعد العدة لوضع اعناق الشعب في انشوطة الدين الغليضة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلكوست اسلامي
- دولة بلا دين هي الحل الامثل
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...


المزيد.....




- ما سر قدرة هذه المنازل المستديرة على مقاومة الأعاصير؟
- لاريجاني: حزب الله ليس بحاجة لوصاية.. وهذا هدف الاتفاقية الأ ...
- جاع وبكى وفقد والده.. معاناة الصحفي أنس الشريف قبل مقتله وزم ...
- وفاة السيناتور الكولومبي ميغيل أوريبي بعد شهرين من محاولة اغ ...
- واشنطن تصنف الانفصاليين البلوش كجماعة إرهابية والجيش الباكست ...
- عاجل | مصادر في مستشفيات غزة: 12 شهيدا في غارات إسرائيلية عل ...
- روسيا تعلن إسقاط 25 مُسيرة أوكرانية وترامب يدعو البلدين لمبا ...
- ضعف حضور القدس في المناهج المغربية.. ضغط خارجي أم دوافع تربو ...
- بيتزا بنكهة المستقبل.. كيف يمزج مطعم في أبوظبي الذكاء الاصطن ...
- حريق هائل بعد تحطم طائرة أمام أعين الناس.. هل نجا الركاب؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية