أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - دولة بلا دين هي الحل الامثل














المزيد.....

دولة بلا دين هي الحل الامثل


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحاول الساسة العراقيون الخروج من المازق العاصي على الحل الذي يتخبطون للخروج منه، مرة يدعون الى حكومة ما يسمى الوحدة الوطنية واخرى حكومة المحاصصة الطائفية، لم يجدِ كل هذا نفعا، فدعوا الى مشروع ينقذهم ويوحد صفوفهم ويوقف التمزق والتشتت والتفرقة التي بدات تهدم الروح الوطنية لتحل بدلها روح طائفية حاقدة. فانعقد مؤتمر للعمائم والجلابيب في مكة، لم يفلح المجتمعون رغم انهمار الدموع على الخدود وقراءة ايات اوعتصمو بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ساء الوضع بعد مكة اكثر من السابق، واصبح كل يوم في العراق يشابه يوم القيامة، جثث ودماء وتطاير اشلاء وسيارات مفخخة ومدافع هاون تنزل مثل المطر على البيوت في حقد بشري لم يسبق له مثيل. حتى الاطفال الابرياء الذين يقول عنهم المسلمون في ساعات صفائهم انهم طيور الجنة، قطعوا رقابهم وسفكوا دمائهم ووأدوهم ونسوا اية واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت.
ليس في الافق ضوء ولا في نهاية النفق ضوء ، فظلام الاسلام وظلام رجاله يمنحان العراق عتمة حالكة تحيل كل شئ الى لون رمادي كئيب،. ليس فيه مكان للحب ولا للامل ولا حتى للموت بشكل طبيعي، لقد نسى العراقيون الموت الطبيعي فهم اما يفجرون او يذبحون او يغتالون او يختطفون وتنقطع اخبارهم. من النادر ان يعثر على جثة سالمة غير مهمشمة العظام، محتفضة باوصالها تحتفظ براسها. فالجثث من دون رؤوس والرؤوس تلقى في مناطق بعيدة، وكان القاتل يريد ان يعذب اهل الضحية ليس بحرمانهم من عزيز وحبيب فقط، بل يتعبهم برحلة خطرة للبحث عن الراس.
يدرك الساسة العراقيون الاسلاميون ان المازق هو مازق ديني في جميع اوجهه، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنهم لا يقرون هذه الحقيقة، فاقرارها يعني فقدانهم لمناصبهم ومراكزهم ومصادر ثرواتهم، ويعرفون ايضا، ان الاسلام لم يعد دينا واحدا، بل هوعدة اديان متخاصمة متعادية في بينها، جوهرها الحقد والانتقاص من الاخر، يجمعهم اللفظ ويفرقهم المعنى، متفرقين متحاربين شكلا وجوهرا. فكيف يمكن ان يستقر بلد على قاعدة غير ثابتة رخوة مجمع للعنف والحقد والعداوة والبغضاء.!
لذلك ومهما بذل الاسلاميون المتكتلين في جبهات طائفية مختلفة، من جهود ومن محاولات للتغلب على العنف ودرء الفتنة ووقف الاحتراب سوف لن يكتب لهم النجاح، ليس تشاؤما او عدم ثقة، حتى لو صدقنا اقوالهم وادعاتهم، فالعلة هي في الاسلام نفسه، في مقولاته، في مذاهبه، في الانهيار الداخلي في بناءه النظري والكهنوتي، في تناقضه مع العلم والتطور والحرية والديمقراطية، في العداوة التاريخية بين مكوناته المذهبية، في وسائل تطبيقه ونشره، في قدم وعتق وتهرأ تصوراته اكانت عن العالم او عن المجتمع.
بالطبع الاسلاميون يعرفون هذه الحقائق ولا يخدعون انفسهم بانهم عصيون على الوحدة والاتفاق وتبني اسلوبا انسانيا ديمقراطيا لخدمة الناس، انهم يخدعون شعوبهم وتابعيهم بالحديث عن الوحدة الاسلامية وعن الامة الاسلامية وعن الحل الاسلامي، فمن لا يجد حلا لمشاكله كيف سيجد حلا لمشاكل المجتمعات والشعوب.؟
الغريب ان الاسلاميين الذين يدعون حرصهم وتفانيهم في بناء بلد حر ديمقراطي مستقل، هم انفسهم المتسبب بهذا الخراب وهذه المجازر الكبرى. لقد اصبح الشعب العراقي محاصرا بين سكاكين اسلامية مختلفة المنشأ، فمنها سعودي الصنع واخرى ايراني، كلها تقتل باسم الله وبحمده وتقدم الضحايا قرابين لاله يعجبه منظر الدماء والام البشر. ولا تستطيع حكومة المالكي عمل شئ، لانها مؤسسة على قاعدة اسلامية، وزرائها في اغلبهم اسلاميون، وبرامجها اسلامية تعمر المساجد ولا تعمر البيوت، تهتم برحلات الحج والزيارة وتبدي اي اهتمام يذكر بالناس ومشاكلهم. قاطعو الرقاب والجلادون والمغتصبون واللصوص يسرحون ويمرحون بحرية تامة في جميع الازقة والحارات والشوارع، اي مساس بهم، سجنهم او قتلهم سيثير الفتنة الطائفية كما يقولون. فان قتل سفاح سني صرخ الدليمي وعلا صوته وقال انهم يقتلون السنة ويبيدونهم عن اخر، وان قتل او تم مهاجمة قاتل شيعي صاح رجل دين شيعي واعلن عن مؤامرة تدبر بالظلام ضد شيعة ال البيت. فكيف تستطيع حكومة ان تفرض الامن والامان والسلام الاجتماعي وهي مكبلة ذاتيا متناقضة في تكوينها الداخلي وتصوراتها الدينية ومراجعها الاسلامية.؟
كيف تستطيع تحقيق السلام والعدل الاجتماعي وهي تنتمي الى معسكرات مذهبية ترتبط بمراكز التمذهب التي لا تنتمي الى الوطن، تتحارب وتتنافس فيما بينها اقليميا واسلاميا.؟
لا يمكن للعراق ان ينعم بالاستقرار والامن والرفاهية ويواكب شعوب العالم المتطلعة الى الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان بينما تحكمه احزاب تعتقد ان غاية وجود الانسان على الارض هي عبادة الله.!
لا يمكن لمكونات العراق ان تتاخى فيما بينها وترتبط بعرى المواطنة والانسانية، وحكومتها ببرلمانها ووزرائها وهيئاتها المدنية والعسكرية ومنظماتها الاجتماعية مبينة على اسس مذهبية متفرقة، مختلفة، متنافسة، متحاربة، متخاصمة متعادية، انها تمثل مصالح الطائفة الضيقة ولا تمثل مصالح الشعب.؟
ليس من حل سوى اصدار تشريع قانوني يمنع اي حزب يعتمد في نظريته وايدلوجيته وشعاراته وبرامجه وتنظيماته السياسية على الدين او يبشر لطائفية او لمذهبية او دين.
دولة بلا دين هي الدولة الوحيدة القادرة على النهوض باعباء الشعب ككل
ودولة تعتمد على الدين هي الدولة التي لا يتوقف الانسان فيها عن شكواه وسرد مظالمه ونعي احبته وتفرق اصدقاءه، هي دولة الظلام والقهر الانساني.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين
- هل هم جادون حقا بمحاربة الارهاب.؟
- الامة العربية و الاسلامية حجر عثرة في طريق تكوين دولة المواط ...
- انبياء ام رجال دين
- ثقافة الحقد الدينية


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - دولة بلا دين هي الحل الامثل