أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - البعث الإسلامي















المزيد.....

البعث الإسلامي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا اعتقد إننا سنُلام إذا أطلقنا على فترة حكم حزب البعث في العراق بالفترة المؤلمة المظلمة، فلقد ارتبطت بحكمه الماسي والحروب والكوارث والخوف والرعب العام والاضطهاد والتطهير العرقي والإعدامات العلنية والتعذيب والمقابر الجماعية واستخدام الأسلحة الكيماوية وكبت الحريات وأصبح القتل ممارسة حكومية وقانونية وعمل سائد.
فترة حكم البعث كانت الاسوء والأردء والأزرى من كل الفترات التي مر بها العراق في تاريخه الحافل بالإحداث الدموية.
ليس من الصحيح اعتبار هذه الكوارث الدموية نتيجة سيطرة المقبور صدام على السلطة، ففي عام 1963 مارس حزب البعث نفس الأساليب القمعية الإجرامية، ولو قدر له البقاء في السلطة لفترة أطول، لأفرز لنا وغدا لا يقل إجراما وهمجية عن صدام.
المنهج هو الذي يحدد الأسلوب، ومنهج البعث هو منهج العنف والتخويف والإرهاب والانقلاب وقمع الحريات للسيطرة على السلطة والاحتفاظ بها.

لكن هل هذا المنهج، منهج العنف والقتل والإرهاب غريبا عن البيئة الإسلامية.؟
هل هو منهج مستورد من ثقافة أخرى غير الثقافة الإسلامية.؟
بالطبع لا.!!
نظرة بسيطة على التاريخ الإسلامي كافية لتعطينا أدلة ساطعة لا يمكن دحضها عن تاريخ العنف والقتل بعد مجيء الإسلام.
وإذا كانت كتب التاريخ مشكوك بها، تتجادل حول صحتها ودقتها المذاهب والطوائف والملل، فلا اعتقد إن الحال هكذا مع القرآن. فهو، أي القرآن، محفوظ بنص الهي يستعصى بموجبه التلاعب والتزوير والتحوير بمفرداته وآياته. القرآن لا يخبرنا عن حروب ولا أساليب قمعية في فترة ما يعرف بالجاهلية، ولم يتحدث عن سلب للحريات أو اضطهاد فكري أو شعري ولا عن قيود اجتماعية ولا دينية تحد من حرية المرأة ولا عن صراعات اجتماعية لفترة ما قبل الإسلام ..
على العكس من ذلك، يصف لنا القرآن المجتمع المكي كمجتمع تجاري وديني ومتسامح. قرآنية لإيلاف قريش تخبرنا برحلة قريش التجارية الصيفية والشتوية التي ما كانت للتتم لولا إن الطرق كانت آمنة.
وليس في القرآن ما يؤُخذ على الجاهلية به من دفع إجباري للضرائب أو للجزية. ولم يُجلد احد لشربه الخمر أو يقمع لقصيدة شعر.
كل هذا حدث بعد الإسلام، فلم تعد الطرق آمنة إذ كان المسلمون يتعرضون لقوافل قريش ويسرقون الأمتعة والبضائع ويقتلون الرجال ويسبون النساء. ولعل أول من استخدم السيف لاجبار الناس على دفع الضرائب كان خليفة النبي الصحابي ابو بكر الصديق، فقد قُتل آلاف من الرجال وسبيت النساء والأطفال بسبب عدم دفع ضريبة الزكاة.
وإذا كان الغزو في فترة ما قبل الإسلام قبائليا فانه في عهد الإسلام أصبح عالميا وأسلوبا دينيا مقدسا واصلا من أصول الدين على المسلم العمل به وأتباعه. وأية : والشعراء يتبعهم الغاوون . .ألم تر أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون تمثل أساسا للقمع الثقافي وكبتا لحرية الرأي واستهزاء بالناس.
لم يتحدث التاريخ ولا القرآن عن طغاة ولا بُغاة في شبه جزيرة العرب سبقوا النبي محمد بن عبد الله، فكل الطغاة والدمويين والدكتاتوريين جاءوا ما بعد ه، جميعهم كانوا نتاج الفترة الإسلامية
لقد كان منهج السيف الإسلامي والعنف الإلهي هما الرحم الذي ولدت منه كل أساليب القمع والاضطهاد والإرهاب والفساد لفترات التاريخ التالية. الحجاج وهو أشهر قاتل وسفاح أموي كان معلم وحافظ للقرآن وبليغ في اللغة العربية وعمر بن سعد الذي ذبح الإمام الحسين بن علي كان ابنا لسعد بن وقاص احد المبشرين في الجنة، ولم يستغرب الحسن البصري ما فعله خالد البجلي الذي قال بخطبته الشهيرة : ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علواً، إنما شكر الله وشكر خالد ألقسري على الذبح.
ملايين القتلى إلى يومنا هذا كانوا ضحايا للمنهج الإسلامي الذي يعتبر السيف الأسلوب الأفضل والاشرف للتعامل. حتى الشيعة وهم الذين يشكون مظلوميتهم التاريخية عندما يتحدثون عن علي بن ابي طالب يرسمون له صورة رجل يستهويه القتل، لم يترك بيتا ولا قبيلة إلا وسفك دم أبنائها، صورة مغايرة عن تلك التي يرسمونها لهم عندما يتحدثون عن الزهد وعن الإنسانية، فالشيعة أيضا نتاج هذا المنهج الإسلامي الدموي.
اليوم عندما يتحدث الإسلاميون السياسيون عن عودة البعث ويعتبرون ذلك خطا احمر لا يمكن تعديه، فأنهم يعنون بذلك البعث كاسم لحزب وليس كتصرف أو أسلوب أو ممارسة.
لان نفس الممارسات التي قام بها البعث يقوم بها الإسلاميون الحاليون أيضا، ليس كحكومة فحسب إنما كمعارضة إسلامية أيضا.
اختلاسات وسرقات وامتيازات ورشاوى ومحسوبية ومنسوبيه واحتيال. ممارسات اغلب إبطالها من الإسلاميين، أما جيوش الإرهاب الإسلامية وذباحي البشر من أحفاد خالد ألقسري فهم رمز المقاومة العراقية التي يتغنى بها العربان ويمجدونها، أما الدولتين الإسلاميتين السعودية وإيران فهم يستخدمون كل الأساليب القذرة لتخريب العراق وقتل مواطنيه.
ومثل ما كان خلفاء المسلمين لا يهمهم أمر الرعية المغلوب على أمرها، يجلس الرؤساء والوزراء والمدراء والسفراء الإسلاميون في مكاتبهم الأنيقة التي صرف عليها من خزينة الدولة ملايين الدولارات لأعمارها وتأثيثها بأحدث الموبيليات في العالم، ليس وفق نواميس التعبد والزهد والتقشف والبكاء من خشية الله بل وفق قواعد التفسخ الأخلاقي والأدبي. ليس من احد يبالي بما يحصل للعراقيين من ترويع وتقتيل ولا يهمهم إن يموت المئات منهم صرعى للجوع والأمراض والعوز وللماء الملوث والبيئة المتسرطنة.
ومثل ما كان كبار الإسلاميين وأئمتهم يوعدون الناس بجوائز مغرية في الآخرة، فان روزخونية المجلس الأعلى لصاحبه عمار الحكيم وروزخونية حزب الدعوة بكل تنظيماته يوعدون الناس بقصور في الجنة ومناطق أفضل من المنطقة الخضراء ويصورون لهم إن كل خطوة مشي في الطريق إلى ضريح الحسين بألف حسنة وكل قطرة دمع كافية لإطفاء نار جهنم وكل ضربة على الصدر كافية لقتل ألف من الجن والشياطين المارقة.
إنها سياسة مرسومة لنشر الجهل والخرافة وجعل الناس تعيش جنة الأوهام وترضى بحياتها البائسة على الأرض طامحة بحياة سعيدة بعد الموت.
وإذا كان الإسلاميون يتحدثون عن الديمقراطية فان منهجهم الإسلامي الذي يقول بان كل شي إن لم يقصد به عبادة الله فهو حرام، سيقودهم إلى أساليب تتعارض وتتناقض مع الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل عدم مساواة المرأة بالرجل وفرض الحجاب والنقاب ومنع الغناء والموسيقى والفن بشكل عام وإصدار فتاوى التكفير ضد العلمانيين وإباحة دمائهم..
المنهج الديني لا يختلف عن منهج البعث فكلاهما منهجان يبرران الوسيلة بما يخدم الغاية الموهومة.






#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!
- سماحة السيد طلع كذاب!!
- اسلامقراطية
- العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
- الاسلام الاحتراف والهواية
- الرحمة والنقمة الالهية.
- الاسلام السياسي تمهيد للدولة الدينية.
- سنة محمد وسيلة انقلابية.
- الاسلام بين الانتقاد والهجوم
- وجه اخر للتطرف
- لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
- العيب الانساني والحرام الاسلامي
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - البعث الإسلامي