أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فلم مثير وثلاث ملاحظات















المزيد.....

فلم مثير وثلاث ملاحظات


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الملاحظة الاولى
كل الوقائع التي عرضها الفلم كانت موثقة، والتوثيق هنا يعني وجودها في كتب الخلف والسلف الاسلامية المعتبرة، مثل صحيح البخاري ومسلم وسنن ابي داود والطبري وابن الاثير وغيرهم. وادراكا من رجال دين الاسلام لدقة النقل وصحة الاحداث والمشاهد، اختاروا عدم المجادلة وعدم الطعن بالروايات الممثلة سينمائيا، اذ ان طعنهم، وان كان يزيد نار غضب الجماهير الاسلامية اشتعالا على مجموعة الفلم الذي اصبح لغزا لا يقل غموضا عن لغز اصحاب الكهف والرقيم، فمرة قيل قد تم عرضه في صالة سينما امريكية، ومرة قيل ان تكلفته بلغت 100 مليون دولار واخرى قيل انه ليس فلم بل مشاهد لا تزيد عن 14 دقيقة، وعلى العموم ان اي طعن بصحة الاحداث، يقود الى الطعن بكبار رجال السلف ورواة الحديث وتكذيب سلسلة طويلة من اصحاب الهالات والمقامات في التاريخ الاسلامي.
ان اي انكار لصحة الاحداث التي جاء بها الفلم يعني وضع السيرة النبوية نفسها موضع الفحص والتدقيق والتحليل العقلي. والعقل هو اخر ما يود رجال الدين ان يرون جماهيرهم قد استخدمته في تعاملها مع الدين وحكاياته.
ولو حدث والتجأت الجماهير المسلمة الى العقل،لا نقول بانهم سيجرئون على صناعة افلام عن كبار رجال دين السلف والخلف تشابه الفلم المسيء عن النبي ان لم نقل اكثر استخفافا ومسخرة، بل نقول انهم سيندمون على ان غضبا قد غيب عقولهم وجعلهم يستهدفون أناسا اقل سوؤا من الذين هم السبب في سلب حصافة عقولهم والاستخفاف بمداركهم، اعني تجار الدين الذين هم اولى باللعن.

الملاحظة الثانية

ان حالة الغضب الذي اجتاحت المسلمين وهم يرون النبي محمد في محل مسخرة وهزؤ، هي بسبب انكارهم للروايات التي نقلها الفلم وجسدها في شخصيات حية. فلأول مرة يرون قباحة الفعل من دون اي تأثيرات وعظية او نفحات ايمانية يجيد صناعتها رجال الدين كما يجيد الساحر ابهار الناس بمهارته وفنونه والاعيبة.
الكثير من المسلمين عندما يقرأون مثل هذه الروايات لا يتوقفون عندها كثيرا ويمرون عليها مرور سريعا، حتى وان انتبهوا لها، فعلى الغالب يعتبرونها من تشويهات الاعداء او من الاسرائليات، كما ان كتب التاريخ الاسلامي الديني والايماني وكتب الحديث وكتب الصحاح والسيرة النبوية، ليست كتب شعبية ولا يميل الناس الى قراءتها اذ يدركهم الملل والنعاس والتثاؤب وهم في منتصف الصفحة الاولى.
هذه الكتب بالفعل مملة وحكاياتها مكررة مئات المرأت، ومؤلفوها يسلكون سلوك بعض الكتاب الذين يسرقون على عينك يا تاجر دون ان يخجلوا حتى وان اكتشفت سرقاتهم الادبية او الفكرية. ونجزم بان الاغلبة الغالبة من المسلمين لا يعرفون بالحكايات السخيفة التي تمتلأ بها كتب التراث الاسلامية
نذكر هنا حديث رضاعة الكبير الذي استنكرته الناس واصبح موضوع للتمسخر والتنكيت مع ان قائله النبي محمد، لكن رجال الدين ولكي يتخلصوا من الاحراج ومن سذاجة الموقف قالوا ان حديث النبي محمد هو حديث انتهت صلاحيته كما تنتهي صلاحية الاطعمة المعلبة او الحقن الطبية التي تستخدم لمرة واحدة ثم يرمى بها الى القمامة.
حملات الاستهزاء والتنكيت انذآك طالت علي جمعة رجل الدين الازهري الذي اراد احياء هذه السنة، وكذلك جميع رجال الدين بما فيهم الذين قالو بعدم صلاحية الفتوى، لكنهم لم يستهجنوا المبدأ كما ينبغي للعقل الصالح ان يفعل.

لو تمعنا قليلا بردة فعل الناس على الفلم الحدث، لرأينا ان الناس، لا نقصد الذين شاركوا عن عمد وقصد وعزموا على التخريب والقتل، بل نقصد الناس التي خرجت بعفوية او تلك التي فضلت عدم الخروج لكنها لم تخفي امتعاضها وغضبها ضد اصحاب الفلم، اقول لو تمعنا قليلا، لوجدنا ان هذه الناس ترفض الكثير من السنة النبوية وتقف ضد ما جاءت به كتب التراث الاسلامية ولا تصدق بالكثير من الروايات التي يرويها رجال الدين من على منابر الجمعة بكل صفاقة وصلف.
كما ينبغي ان نفرق بين اثنين
1} بين غضب رجال الدين الذين لم يحتجوا على الاحداث بل على تجسيد النبي محمد، لانهم يعتقدون ان كل ما جاءت به السنة صحيح ينبغي اتباعه والتقيد باحكامه، انهم يزرعون الجهل في مساحات العقول المعدة منذ الطفولة لتعطي ثمارها تخلف وجهل وانحطاط.
2} وبين غضب الناس التي كانت ضد ان ينسب الى نبيهم مثل هذه الاحداث التي لا تليق بشخصيته ولا بمقامة ولا بذكائه، لكنهم بالطبع لا يعرفون ان كل ما لحق بالنبي محمد من اذى هو من صنع السلف الصالح وكبار المحدثين وعلى رأسهم بن عباس وعائشة وابو هريرة والبخاري ومسلم وغيرهم.

الملاحظة الثالثة

ان البعض الذي يؤكد على هبوط الفلم فنيا وتقنيا واخراجا، ليقول ان الفلم لا يستأهل ردة الفعل الاحتجاجية هذه، هو على خطأ. فهذا البعض يقيم الفلم وفق اعتبارات التكنيك والمؤثرات وليس وفق اعتبارات التأثير الاجتماعي والسياسي والديني.
فما اراده الفلم قد حققه، بل فاق كثيرا على الطموح، ما اريد للفلم هو احداث هذا الهياج الغاضب وليس اقل او اكثر من ذلك.
الفلم اذ انه يتجاهل العقل، فهو لا يخاطب العواطف ايضا، انما يركز على اثارتها، لذلك كانت ردة الفعل عبارة عن تسونامي كاسح من العواطف العاصفة التي جرفت في تياراتها المتوحشة كل ما تبقى من خرائب العقل.

لو اراد المخرج مخطابة العقل، لركز على الروايات وبين شذوذها وسخافتها وليس التركيز على الاستخفاف بالشخصية!
لو اراد المخرج مخطابة العقل، لما شوه شخصية النبي محمد بشكل لا يصدقه حتى اعداءه. فمن غير المعقول اطلاقا، ان يكون محمد على هذه البلاهة والسذاجة الصبيانية وهو الذي استطاع التربع على عرش السلطة الدينية والمدنية واحتل منصب نبي، وشن حروبا وغزوات دموية ضد اهله وبني قومه، وألف قرآنا لا زالت الشعوب الاسلامية تفتتن به.!!

لو لم يكن المخرج متمكنا، لو لم يكن الممثلون اكفاء، لو لم تكن المشاهد واللغة والاداء مؤثر، لما تاججت نيران العواطف وثارت عواصف الغضب في نفوس المسلمين.

لكن هناك سؤلان ينبغي الاجابة عنهما. الاول:
كيف لنبي له كل هذه الامكانية اللغوية والسياسية والمقدرة القيادية والاصرارن ان يكون على تلك الصورة البليدة التي رسمها له السلف الصالح.؟
فهل كان السلف الصالح سلفا مبغضا ومعاديا للنبي محمد بحيث اراد لصورته ان تبقى بشعة ودموية وغبية فتفرح بالحمار عافور وتنتقم من امرأة عجوز بشقها الى نصفين او بتلك القسوة وتجاهل المشاعر الانسانية فيطأ امرأة قتل اصحابه جميع اهلها؟
السؤال الثاني والجدير بالاجابة:
لماذا اراد اصحاب الفلم اثارة المسلمين بهذا الوقت بالذات، الوقت التي نرى فيه الولايات المتحدة الامريكية تتقرب الى المسلمين وتتبنى قضاياهم وتاتي باحزابهم وتنصبها على كراسي السلطة وتسخر طائراتها لدك قلاع خصومهم حتى ظننا بان امريكا على وشك ان ترفع راية التوحيد والجهاد السوداء؟!!
الا يلاحظ ان المتضرر الاول من هذا العمل الفني هم الامريكيون وحلفائهم من اسلامي الخليج؟
اذا ان الحقد الموجود اصلا في نفوس الاسلامين ضد الامريكان قد زاد وتضاعف، وغدت مصالحها معرضة للتهديد والخطر، وظهرت الادارة الامريكية على غير عادتها بمظهر العاجز عن القيام باي ردة فعل. فالحكومات هي التي نصبتها والعلاقات معها زي سمن على عسل والفاعل مجهول، فما العمل.؟
قد يكون المخرج متمكن في اثارة العواطف، لكنه غبي في حساب التوقعات وردات الفعل وجاهل في دراسة الاوضاع السياسية في ما يسمى بالعالم العربي.




#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزاوج ثقافة الحقد الإسلامي مع ثقافة العنف الامريكي
- تفضيل إنجاب الذكور وحقوق المرأة
- هل لك أن تنتظم في طابور الموت رجاء!
- الصهيونية وموقف البعض منها
- الشيعة ومقبرة النجف
- كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية
- رجال الدين والفضائح
- المساواة في القانون والشريعة الاسلامية
- إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
- كلمات الله الضائعة بين جبرائيل وبين محمد
- سيرة غير عطرة لنبي
- الايمو والسياسة والدين.
- اضطهاد المرأة في صدر الاسلام
- عندما يكون الله معديا
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فلم مثير وثلاث ملاحظات