أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي















المزيد.....

الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 16:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الاستاذ ضياء الشكرجي مقالة عنونها بـ "أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا" واعقبه الاستاذ نجاح محمد علي بمقالة اخرى عنونها بـ "لست شيعيا"، كلا المقالتين تحملان نفس الفكرة، فكرة التنصل من الطائفة الشيعية، اذ ان كليهما لا ينتميان الى الطائفة السنية لينفيا ذلك عن نفسيهما.
عندما يدعي احد ما بانه ليس من هذه الطائفة او تلك، فان قوله هذا يحمل انتقادا ضمنيا وتناقضا فكريا اما مع الطائفة او مع المذهب او كليهما معا. وجملة ولست سنيا التي وردت في عنوان مقالة الاستاذ ضياء الشكرجي وضمنيا في مقالة الاستاذ نجاح محمد علي، اتت منعا للالتباس المحتمل حصوله في ذهن القاريء بان التسنن هو افضل من التشيع، لكن هذا التنويه هو لدرء الالتباس الضمني ليس إلا، اذ ان فكرة كلا الموضوعين هي الانسلاخ من الطائفة الشيعية. ورغم ان المقالتين متشابهتين من حيث الفكرة، الا ان نظرتا كلا الاستاذين مختلفة، فالاستاذ الشكرجي ينظر الى الشيعة بعين الرؤية السياسية بينما ينظر الاستاذ نجاح محمد علي بعين الرؤية الدينية الطقوسية { الشعائرية} الذي اجملها باللطم والتطبير، بينما يحاول الاستاذ الشكرجي القول بوجود اسلام خالص فوق المذاهب وفوق الطوائف وفوق السياسة، اسلام يفتخر الشكرجي بالانتماء اليه، فهل يوجد مثل هذا الاسلام؟
ياتي الجواب من الاستاذ نجاح حين يتطرق الى اسباب رفضه بان يكون شيعيا ويتخذ القرآن لا العقل مرجعا لكافة الاشكاليات فيقول:ـ
"رفضت أن أكون سُنّياً أقبل كل ما هو " متواتر" " وصحيح حتى " الدشداشة القصيرة "، إذ لا صحيح الا "كتاب الله"، كما رفضت أيضاً أن أكون شيعياً أقبل بكل ما قد يُصبح بالتقادم كالتطبير (وهو بالمناسبة حديث يعود الى الدولة الصفوية) من أركان المذهب"وبالتالي من أركان الدين"، قبل أن أعرضه على القرآن الكريم، فهو الوحيد الذي لم يحرف ،ولن يتعرض للتحريف ولن يُدس فيه ، لأن الله هو من تعهد بحفظ كتابه وقال تعالى " إنّا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون".
رأي السيد نجاح هنا لا يفيد كثيرا، فالمسلمون وعلى اختلاف مذاهبهم متفقون على تفسير اية "انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون" بانها تعني ما ذهب اليه السيد نجاح محمد علي بان القرآن مصان من التحريف ومن التدليس بقوة الحماية الالهية، وكذلك يتفق كبار رجال الدين على ان القرآن هو المرجع الاول. لكنهم، ولا نعتقد ان الاستاذ نجاح يختلف عنهم ايضا، غير متفقين على اسباب نزول الآيات وبحق مَن مِن الصحابة او ال البيت نزلت ايات القرآن هذه، كذلك يختلفون في التفسير، بما فيها طقوس الوضوء مثلما سيختلف السيد نجاح عنهم ان تولى التفسير بنفسه واتخذ القرآن مرجعا له. فهناك اختلافات لغوية وهناك اختلافات مذهبية وهناك اختلافات فرضها التقدم العلمي الذي حتم التفسير العلمي للقرآن لتبرير التناقض والفجوة الكبيرة بين معطيات العلم ومعطيات القرآن.
وحتى لو اتفقنا مع السيد نجاح باتخاذ القرآن مرجعية لأي اشكالية دينية او غير دينية، سنكتشف بان القرآن لا يجيب على كافة الاسئلة، بل ولا يوضح او يفصل حتى الطقوس التي يعتمدها المسلمون في اداء شعائر عبادتهم، مثل الصلاة والصيام ومناسك الحج، فهذه لم ترد تفاصيلها بالقرآن، لقد ورثها المسلمون من اسلافهم او اتبعوا ما كان ابائهم يفعلون! ثم ماذا عن المشاكل والمسائل المستجدة التي يطرحها التطور والتقدم العلمي والمعيشي والتقني والطبي التي لم يرد ذكرها لا في القرآن ولا في الحديث ولا في السنة. لا احسب ان كلا الاستاذين ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي يمنحان نفسيها حق الفتيا او التشريع الديني بما هو مقبول او معقول لهما فقط، او انهما يعتبران ان صحيح اراء الفقهاء هو ما توافق معهما فيختاران من هذا الفقيه او ذاك الفقيه ما يلائم هوى نفسيهما اي اسلام انتقائي! وحتى في هذه الحالة سيجدان انفسهما مضطرين للرجوع الى اراء الفقهاء المختلفة وليس الى القرآن فقط ان قررا ان يبقيا مسلمان.
الاستاذ ضياء الشكرجي يعتقد بان من حق الشيعة والسنة الافتخار بتشيعهم اوتسننهم ان لم يكونوا متعصبين كما من حقه هو ان يفتخر كونه لا سنيا ولا شيعيا، الافتخار هنا مجرد افتراض مجازي، اذ لا يوجد من يفتخر بمذهبه، فكل المذاهب ليس فيهما ما يدعو الى الافتخار، على العكس من ذلك، في جميع المذاهب ما يستوجب الخجل والعيب، لذلك كان الدفاع عنها، اي عن المذاهب، الواجب الرئيس للمنتمي او المتدين، وهذا الواجب او الالتزام بالدفاع عن المذهب، هو احد اسباب البغض والتعصب. التعصب المذهبي في الدين لا يجد تعبيرا باحتكار الصواب فقط، لكن بالحقد على المخالف وبتسويفه وازدراءه والبحث عن ما يعيبه اكان في رموزه التاريخية او في المباديء المذهبية، لكن ليس ضمن منهج للبحث عن الخطا لاصلاحه بل لاحتقار وتصغير من يعمل وفقه، ومناظرات الاسلاميين التلفزيونية خير شاهد على على ذلك.
نقول ذلك لاننا لا نعتقد بقدرة المتدينين على الرجوع الى العقل لمناقشة المناسك وشعائر التعبد او طقوس الدين او كرمات الصحابة والاولياء وقدراتهم الفكرية او المقارنة العقلية لاراء الفقهاء في المسائل المختلف عليها، اذ ان الفكرة الدينية فكرة غير عاقلة، مرجعيتها الافتراض وليس الاثبات، فكرة مبنية على معطيات الخرافة وليس على قوانين الواقع ، مثل افتراض وجود الله ورحلة الاسراء والمعراج وافتراض وجود الشفاعة ووجود الحوض الذي يسقى البشرية من يوم خلقها الله الى يوم قيام الساعة، وافتراض وجود المعجزات والكرامات وافتراض وجود العقاب والثواب الاخروي وعذاب القبر، فالرجوع الى العقل العلمي يعني نهاية الدين .
لكنا دعونا نسأل الاستاذ ضياء الشكرجي ونطالبه بتوضيح لا يكتمل الانسلاخ من الطائفة الا به، اذ عدا ذلك سيجد السيد الشكرجي وكذلك محمد علي من يتهمها بالتقية المعمول بها في المذهب الشيعي والتي تعتبر من اساسيات المذهب وهي الإظهار باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب,
فما الذي حمل الاستاذ الشكرجي على الانسلاخ من طائفته التي كان ناشطا في صفوفها ومنتميا لاحد احزابها ومثقفا باطروحاتها، وما هو التناقض او المآخذ على المذهب الجعفري التي جعتله يصرح علنا بانه لم يعد منتميا اليه، وان يفتخر بذلك؟
نقول ذلك لان الاستاذ الشكرجي اعطى الحق للشيعي بالافتخاران لم يكن متعصبا، وكان يكفيه، اي الاستاذ الشكرجي القول بانه يفتخر بانه ليس متعصبا دون الحاجة الى اعلان الانسلاخ من الطائفة، اذ ان ما يعاب على المذاهب الاسلامية هو تعصبها وانغلاقها وعدائيتها للمذاهب المختلفة، وهذا ما يفهم من ما جاء في مقال الاستاذ الشكرجي وليس ثقافتها الكهنوتية، الا اذا كان في اساسيات عقائد المذهب ما يستوجب الانسلاخ فما هي؟
واذا كان اللطم والتطبير ليس من اساسيات المذهب، والسؤال الى السيد نجاح محمد علي، فلماذا اعلن وبصريح العبارة بانه ليس شيعيا، فهناك الكثيرون من الشيعة من يرفضون ممارسة هذه الشعائر ويطالبون بجعلها رمزية ومع هذا لا يعلنون انهم ليسو بشيعة؟
في الختام او ان اشير الى الاختلاف بين مفهومي المذهب والطائفة، فالمذهب هو قناعات دينية بصحة اراء رجال الدين حيال مختلف المسائل والاشكاليات العقائدية مثل طقوس وشعائر وواجبات التعبد واجراءات الزواج والطلاق والتحريم والتحليل وغيرها، المذهب هو ما يذهب اليه فريق من رجال الكهنوت الديني في تفسير او تحليل او فتيا، هو رؤى دينية غالبا ما يسمى باسم مؤسسه كالمذهب الجعفري او المالكي او الحنبلي او الوهابي، بينما الطائفة هي تجمع لمواقف سياسية تجاه الاحداث التاريخية لا تهتم كثيرا باختلافات المذاهب، انما تناقش المواقف والاحداث والشخصيات التاريخية المؤثرة. غالبا ما يحاول كهان الدين نشر اساطيرهم وارائهم بين صفوف الطائفة لتغليب الدين على الصراعات الطبقية التاريخية واعتبارها السبب الوحيد للاختلافات السياسية، ان ذلك يخلق ما يسمى بالطائفيين، فالطائفي هو الذي يحاول ان يلبس الاحداث التاريخية السياسية لبوسا دينية متجاهلا بالكامل الاسباب الحقيقية للصراع. واعتقد ان كلا الاستاذين لم يكونا موفقين بالتفريق بين المذهب وبين الطائفة. فالتشيع ليس له علاقة بالتطبير ولا اللطم وليس له علاقة بالتعصب الديني، بل الانتماء الى معسكر المناهض للسلطات، لذلك كانت اغلب الثورات ضد انظمة الحكم الاسلامية الجائرة في اغلب الحقب التاريخية ثورات شيعية. كان على الاستاذين الاعلان عن الانسلاخ من المذهب الجعفري او الاثنى عشري وليس من التشيع واعتقد هذا ما كان يقصدانه ان لم يجانبني الصواب














#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
- دولة بدين خامل
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب
- الأيمان والمؤمنون
- الدين والغريزة الجنسية
- الدين والطوائف والشعب
- فلم مثير وثلاث ملاحظات


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي