أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.















المزيد.....

مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 00:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يتوقع غير هذا التدهورالذي يشهده العراق، فهو في وهم كبير وظلالة آثمة وحماقة دائمة، اذ ان فاقد الشيء لا يعطيه، وقادة وكوادر ومرجعيات الاحزاب الاسلامية، فاقدون لاي مزية من مزايا التنظيم العلمي، ومفلسون تماما من الفهم ومن المعرفة ومن الثقافة غير الدينية، وفارغون من حصافة الرأي السديد ومن شمائل الدبلوماسية، وجاهلون في فن الادارة الاقتصادية والمالية وتسيير شؤون الدولة الحديثة.
كبارهم لا يحسنون حتى رعي بضعة مواشي فكيف لهم برعاية البشر؟!!
واذا كان هذا الحمق هو حال كبارهم فما بالك بالمصائب التي تلحقها بلادة صغارهم.؟
الاحزاب الاسلامية ليست احزاب عدالة ونزاهة وبناء، انها احزاب هدم وقتل وارهاب وفساد ولصوصية، هي مثل الملوك الذين اتى ذكرهم في القرآن إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وما على الناس سوى امعان النظر في البلدان التي حكمت فيها الاحزاب الاسلامية او وطأت اقدامهم ترابها ونسجت براثنهم فيها شبكاتها، ستبصر، بان جميع البلدان التي مر بها الاسلاميون او استوطنوا قراها او مدنها قد خلفوا فيها اثار الخراب والدمار والارهاب والفساد والذبح وكبت الحريات وقمع النساء واهانة وافقار وتكفير الناس. لا يوجد استثناء اطلاقا. في ليبيا في تونس في المغرب في مصر في السودان في العراق في سوريا في الجزائر في الاردن في فلسطين في اليمن وغيرها، بل في امريكا وفي فرنسا وفي بريطانيا وفي اسبانيا وفي هولندا والارجنتين وفي كينيا ونيجيريا والكامرون والشياشان وافغانستان والهند وباكستان، وما كان الاسلاميون يدعونه بان روايات المذابح والمجازر التي اقترفها اسلافهم في جميع عصورهم الدموية، بانها روايات افك وتلفيق وتزويرعن عمد يهدف تشويه التاريخ الناصع للاسلام، نراه اليوم موثقا في افلام يصورونها ويبعثونها هم بانفسهم الى الفضائيات التي تبثها كما هي على الهواء، او انهم، اي الاسلاميين، يقيمون مجاز حية امام اعين مئات المتفرجين الذي تم غسل ادمغتهم فيصورون مشاهد التعذيب وتقطيع الاوصال باجهزة الموبايل التي يحملونها معهم فيبثوها في شبكة الانتر نت ويتبادلون الفديوات مع بضعهم البعض لقتل الضجر وتبادل الافلام والصور. ان ما ينكرونه بالامس يفتخرون به اليوم بحيث يخرج وبكل جراة ارهابي كويتي ليتباهى بذبح طفل دون خوف القانون ودون ولو ادنى اي خشية من ردة فعل شعبية.
الاحزاب الاسلامية بجميع انواع تشكيلاتها هي احزاب هدم وأفناء وليس احزاب تشييد وتنظيم وبناء، فان تسلطت على اي صرح او معلم ثقافي او حضاري ستحيله الى خراب في الحال، وان تسلطت على اي جمال ستحيله الى قبح وبشاعة، وان تسلطت على اي دولة ستفرقها شذرا مذرا، لذلك غالبا ما تستعين بها الدول الغربية لغايات في انفسها فتدفع لها الاموال وتنشرها كما ينتشر الجراء في بساتين القمح فيحيله الى قاع صفصف خالية.
فكيف للعراقيين التوقع ان تشذ الاحزاب الاسلامية في العراق عن مثيلاتها وأخواتها من الاحزاب الاسلامية الاخرى التي اينما حلت كانت وباء بلاءه اكثر من الموت الاسود فتكا بالناس وضررا على الاوطان؟
وكيف للعراقيين الاعتقاد بكفاءة حفاظ اساطير وخزعبلات التاريخ الاقل جودة والاقل حنكة وحبكة من حكايات الف ليلة وليلة بادراة الدولة والاشراف على مواردها؟
وكيف لقراء الادعية والنواعي والندبة ان ينتبهوا الى اهمية الثقافة والدراسة والفن في حياة الشعوب وهم يعتبرون الفن والثقافة مفسدة ومضيعة للجهود والاموال، لا بل حتى مساسا بالشرف كما فعلت مرجعيات النجف حيث ثقفت الناس بضرورة الامتناع عن ارسال اطفالهم الى المدرسة لئلا تفسد اخلاقهم ويمس شرفهم؟
وكيف يقتنع العراقيون بان الذين يذرفون دموع التماسيح خوفا من الله، لا يخشونه عندما يأثمون و يفحشون جهرا وسرا وعلانية وتمتد اياديهم الوسخة على المال العام فيسرقون بالمليارات دون ان يتوقعوا محاسبة محاسبة القانون او بعقاب من ربهم؟
الا يسأل الناس انفسهم من اين هبطت هذه الثروات المليارية على اصحاب الايدي الناعمة، الذين لا يتقنون اي مهنة ولا حرفة ولا صنعة؟
كيف اصبحوا من اصحاب الصحف والفضائيات والمكاتب المؤثثة على احدث طراز والمنتشرة في جميع انحاء العالم؟
كيف اصبحوا زعماء مليشيات تمتلك احدث انواع الاسلحة وتستحوذ على اساطيل من السيارات الضخمة ذات الدفع الرباعي؟
من اين هبطت هذه الثروات الهائلة على اسلامي الشيعة والسنة مثل المالكي والشهرستاني وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وصولاغ ومحمود المشهداني وطارق الهاشمي واياد السامرائي ونصير العاني وعدنان الدليمي وعبد الغفور السامرائي وصالح الحيدري والطحان واللص عبد الفلاح السوداني .؟
لقد خصخص الاسلاميون الدولة، وصيروها ملكا صرفا لهم ولعوائلهم واقاربهم واحزابهم! فلا تخلو عائلة منهم الا وكلها بين حاكم ووزير وسفير ومدير العام وسكرتير خاص وقنصل وملحق ودبلوماسي ونائب وعضو مجلس محافظة ووكيل تجاره يحظى بعقود ملايين الدولارات.
جمع الاسلامين الفاسد ليس حزب او احزاب، انه الجمع المسير والمتحكم بعصب على ما اصطلح على تسميته بالعملية السياسية، التي كفت ان تكون سياسية واصبحت عملية محاصصة لصوصية، عملية تقطيع اوصال الدولة وافراغها من جوهرها القانوني واستبداله باخر اسلامي مما يعني فسادها ثم انهيارها واختفاءها بالكامل.
يمكن لنا تشخيص ثلاثة اقطاب في العراق:ـ
قطب اللصوص الذين يستحوذون ويتحكمون باهم موارد البلد، النفط، ويسرقون الثروات بما فيها الآثار وحول هذا القطب تتدافع الانتلجيسيا المنتفعة، من صحفيين وكتاب منتفعيين الذين يلفون كما يلف اسراب الذباب والبعوض للحصول على دسم ما علق بالموائد وعلى فتات ما سقط حولها.
والقطب الثاني هو الارهاب الذي يسلب الناس ارواحها ويستخدم كافة انواع القتل العام والقتل الخاص والقتل الماجور وتربطه وشائج سرية او حتى علنية مع القطب الاول قطب اللصوص والمسيطرين على مفاصل الدولة الرئيسية.
والقطب الثالث هم الشعب او جمهرة العبيد الذين يجهلون مايدور حولهم ولا يعرفون غير التشكي والتضرع الى الله. يخرجون بمليونيات اللطم على الرؤوس والبكاء والعويل والنحيب في كل سنة، و لم يلحظوا ان حالهم لم تتغير بل تزداد سوءا، ولو خرجوا بمليونية لمرة واحدة ناشدين مصلحتهم الحقيقية ، لجعلوا جميع اقطاب الفساد واللصوص والعاهات الفكرية، المعاقون جسديا ونفسا، يهتزون خوفا ورعبا وهلعا. ولقضوا ايضا على قطب الارهاب، اذ انه مرتطب بالحبل السري كما يرتبط الجنين بالميشمة.
هذه هي الاقطاب الرئيسية، متحكمون ومحكومين وما بينهم بؤر الواهمين الذين يعتقدون بانهم سيصلون الى البرلمان الفاسد بواسطة الانتخابات لكن دون ان تكون لهم الجرأة في تنبيه المستغفلين والمستعبيدين الى ضرورة التخلص من اغلال استعبادهم، اغلال الدين ومرجعياته، فهؤلاء الواهمون يتحاشون الاصطدام والارتطام باقطاب اللصوص والارهاب.
لقد استعبد الاسلاميون الانذال الشعب. فلم يعد الشعب العراقي حرا ، انه شعب مستعبد، الادهى انه غافل عن العبودية غافل عن الاغلال التي تكبله، اغلال الحاجة والجوع، اغلال الخوف من ازلام الدين، اغلال الخوف من مليشيات الارهاب، اغلال تكبل فكره وتمنعه من تخطي حيطان الوهم والخروج لتغيير حاله بملونيات الاحرار الذين يحكمون انفسهم بانفسهم الذين يعرفون اين تذهب ثروات بلادهم، الذين يسنون قانونهم ولا يرضون بقانون ديني غريب عنهم وعن ارضهم، مليونيات احرار محبين للحياة وليس مليونيات العبيد الذين يلطمون على رؤسهم ويطينون شعورهم ويتعبون اجسادهم فتترهل عقولهم، مثلهم مثل ما يفعل كل عبيد العالم الذين تواجدوا في التاريخ لا يملكون الا التشكي والتذمر كل هدفهم هو اشباع بطونهم بما يجود به عليهم اسيادهم اللصوص فيطعمونهم كما تطعم المواشي فيكثرون له الدعاء.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله
- القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
- البحث عن جثة صحابي
- الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
- الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
- دولة الاغلبية الشيعية!!
- عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
- مهمات الشيوعيون العرب
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
- فوضى الحرية
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.