أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مهمة شيعية.















المزيد.....

مهمة شيعية.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 09:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يؤسفنا ان نلجأ الى استخدام المصطلحات الطائفية بدلا عن الطبقية، لان الاولى لم تعتد تقتصر على تعابير الدين ورطاناته، انما تعدته لتصبح هي المفضلة في لغة السياسة والصحافة والاعلام والمؤتمرات، بل وحتى في المحاكمات الدولية مثل تلك المحكمة الخاصة المنعقدة في لاهاي لمحاكمة المتهمين بالتخطيط لقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.1*
الصراع في حقيقته، وان كان صراع مصالح، الا ان صراع المصالح هذا ليس ين الطبقات بل انه اشبه ما يكون بصراع دائر ومستمر بين العصابات.
الشريعة السنية التي يرمز لها بالدين الاسلامي، هي المرجع الرئيسي والاساسي للتشريع والتي يُحرص ان لا تتناقض معها لا القواعد ولا القوانين، وقد كانت وما زالت هي المتبعة في كل البلدان العربية والاسلامية، وحتى في العراق الذي تحكمه الاحزاب الشيعية بعد الاطاحة بصدام، تكاد تكون الذهنية السنية هي الغالبة على المشرعين الذين كتبوا الدستور، لذلك لم نجد خلافات تذكر بين الاسلاميين على اختلاف تلوناتهم المذهبية، لكننا نشير الى وجود محاولات لا زالت قائمة في تشريع قوانين شيعية بما يخص الوراثة والانكحة2*
كما نود ان نشير ايضا، الى ان الطائفة السنية، بغض النظر عن الانتماء اليها او الاعتقاد بصحة شريعتها3* هي الطائفة الحاكمة، فلا يُسمح ان تكون الحكومة من خارجها او تتعارض او تتناقض مع توجهاتها. ولم يسجل تاريخ البلدان العربية الحديث اي رئيس من خارجها، عدا استثناء واحدا هو الرئيس الراحل حافظ الاسد، والذي قيل انه قد اعلن تسننه لاستكمال شروط اللياقة لمنصب الرئاسة، اما في لبنان وان كان الرئيس مسيحيا، الا ان المسئول الاول عن ادارة الدولة والمتحكم بشئونها هو رئيس الوزراء، الذي حسب نظام المحاصصة الطائفي اللبناني يجب ان يكون سنيا.
ورغم كل المنعطفات التي مرت بها البلدان العربية، الا ان الفرز الطائفي كان دائما حاضرا في ذهنية الطائفيين السنة العراقيين، اذ ان اي امتعاض طبقي او طقوسي او حتى عشائري او اجتماعي في مناطق الفقر الشيعية لا يفسر طبقيا ولا اجتماعيا، انما يجابه باتهامات جاهزة مثل الشعوبية او تفضيل المذهب على القومية او التبعية الى ايران وتفضيل مصالحها على مصالح الوطن، والتي، اي التبعية لايران، اصبحت الحجر الاساس الذي بنيت عليه كل التبريرات والحجج في اتباع السياسات القمعية عند التعامل مع التذمرات الشعبية في مناطق الاغلبية الشيعية بوسائل وطرق لا تعرف الرحمة ولا الرئفة، اكان في العراق او في السعودية او في البحرين.
ورغم كل الامتيازات والافضليات التي توفرت للطائفة السنية بالمقارنة مع الطوائف الدينية العراقية الاخرى، الا انها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق شعور وطنيا بالتآخي والمساواة، لقد كان الاخاء الوطني بين السنة وبين الشيعة اخاء مفتعلا وجزء من النفاق الاجتماعي الذي عادة ما يغلف المجتمعات الاسلامية برداء من الرياء والتقية المفروضة ذهنيا بحكم الخوف، يخفي وراء ارديته رعبا من الافصاح به، خشية من الاحتساب على المارقين والعصاة والخونة والتابعين الى الاجنبي.
ان فشل طائفة السنة في احداث الصفاء الوطني يجد تفسيرا له في احتفاظ بعض المدن بالطابع الطائفي الديني وعدم تخطيه الى الطابع الوطني الذي يتعدى حدود الانتماء للمذهب او الطائفة. وعندما نقرأ ان احد الشيعة مولود في قضاء الاعظمية السني مثلا، فان ذلك لا يعني ان ولادته كانت في المنطقة الافضل، انما في الشريط الذي كان يحيط ببغداد4* والمؤلف من اكواخ البؤس والشقاء التي تشبه زرائب الحيوانات في العهد الملكي الذي ينشد له بعض الاغبياء اغاني المديح والمجد، والتي قضى عليها الزعيم الوطني الحقيقي عبد الكريم قاسم ببناء مدينة الثورة.
ولكي نكون صادقين، فاننا لا بد ان نبين، بان طائفة السنة، في كل العهود، حتى في عهد عبد الكريم قاسم، لا يمكن مقارنتها بطائفة الشيعة من حيث المسكن والافضليات.. اذ ليس الشريط المحيط في بغداد فقط هو المعلم الوحيد للبؤس الذي يعيشه الشيعة، بل في كل محافظات الجنوب، مثل محافظة البصرة حيث يعيش الناس في زرائب خمس ميل وفي خرائب المعقل والابلة وكمب السخول وفي دور السكك وفي الصبخة. ان جل سكان هذه التجمعات هم من الشيعة ويكاد ينعدم فيها المنتمين الى طائفة السنة الا ما ندر.
حتى في الجيش، فقد كان الضباط ونوابهم على الاغلب من طائفة السنة ، في حين كانت مدينة الناصرية مثلا تعرف بانها مدينة المليون نائب عريف، بينما تعرف الفلوجة على صغرها بالمقارنة مع الناصرية بانها مدينة المآذن.
طائفة السنة لم تكتف بهذه الفروق الاجتماعية والمعاشية الملموسة في مناطق السكن، بل تعدتها الى تأكيد الفروق المعنوية، فكلمة شراگوة التي كتب حولها مقالات وابحاث بعد سقوط نظام الحكم الصدامي، كانت تطلق على اهل الجنوب جميعهم تحقيرا وتنكيلا وتصغيرا، وقد شاعت وعمت في توصيف الجنوبين حتى في المنازعات الاجتماعية واصبحت كلمة قذف لا يحاسب عليها القانون شأنها شأن كلمة نيگر الانجليزية او كاولي او نور او تسيگوينة التحقيرية.
نحن هنا لا نتباكى على وضع ما كان ليحصل لو كان هناك شعورا وطنيا واحدا دون انتماء طائفي يخالج قلوب جميع العراقيين، لو ان الطائفيين السنة الذين يذرفون اليوم دموع التماسيح على وطن تراق دماء ابناءه رخصية على ارصفة الشوارع وفي الاسواق، قد وعوا الدرس، وشعروا بان طعم المرارة الذي يستشعروه على السنتهم الآن هو نفس الطعم الذي كان مذاقه مصاحبا للمسيحين ولليزديين وللصابئيين وللكورد وللشيعة مئات السنين.
لكن لماذا لم يلتجأ الاخرون الى استخدام القتل العام بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، بينما اصبح هذا الاسلوب ميزة طائفة السنة اكان في العراق او في مصر او في سوريا او في لبنان او في كل العالم؟
طائفة السنة لا تود ان تتحمل المسؤلية، انها تتنصل من مسؤلية آثام ابنائها وان كانت تمتدحههم خلسة او حتى علنا، فلا زالت الشوارع والاحياء تحمل اسماء غير مقبولة ان لم نقل مستهجنة، لكنها تلاحظ وبمنظار كبير جدا جميع الاخطاء التي ترتكب ضدها، والتي هي من نفس النوع ومن نفس فصيلة تلك التي اقترفتها ضد الاخرين. بل ان طائفة السنة العراقيين تجد كبيرا جدا ان يتساوى معها بالمقام الطوائف الاخرى فلقد امترأت التحكم والتسلط واعتادت على خضوع الاخرين باستخدام القوة والعنف.
لا يوجد في العراق، بل في منطقة الشرق الاوسط اكثر ثورية ونضالا من الشعب الكوردي، فالكورد هم شعب الجمال والحب والكفاح والنضال، لكنهم، رغم كل الاختلافات الكبيرة والعصيبة مع الحكومات العراقية ما بعد الاطاحة بنظام صدام، لم يستخدموا السلاح لغة ولا لسانا، انما التجئوا الى دبلوماسية السياسة والحوار في البحث عن نقاط التقاء مشتركة. اما كان الاجدر بطائفة السنة واحزابها ان تتبع مثال الاحزاب الكوردية؟
الا يمكن ان يتم اسقاط اي حكومة بتآزر كوردي وشيعي معارض لو ان احزاب السنة قد انتهجت نهجا وطنيا بعيدا عن طائفيتها التي اعتادت عليها وسلكت طرقا سياسية برلمانية بدلا عن كل عنجهيات الانسحابات من الحكومة ومن البرلمان الغبية ومساندة المجاميع المسلحة او التلويح بها؟
انها تستطيع ذلك، لكن صورة المتمكن القادر عنفيا، فكرة السيف اقوى من الجسد، فكرة سيف الله المسلول، اصبحت تكتيك واستراتيج سياساتها، لذلك، تجد ترجماتها في مصر وفي سوريا وفي ليبيا وفي العراق وفي الجزائر وفي اليمن.
لكننا نلاحظ ايضا، بان الاحزاب الشيعية التي كانت تنتقد طائفة السنة، دون تسميتها او توجيه الاتهام لها مباشرة، تمارس اليوم نفس الممارسة السنية.؟
فاذا كانت الدولة العراقية قد أممت، في ما مضى، لصالح طائفة السنة، فلماذا يتم تاميها لصالح الشيعة؟
افليس المواكب الحسينية وتحشيد مئات الاف القوات الامنية واقامة العزاء الحسيني في الوزارات والدوائر وتعطيل الدوام الرسمي ، لا يختلف عن تعميم المذهب السني بان يكون هو المعمول به في جميع مناطق العراق واحتساب مواقيه مواقيتا للاعياد والعطلات الرسمية؟
واذا كان يعاب على طائفة السنة عدم نجاحها في احداث وحدة صف وطنية، افلا يعاب على طائفة الشيعة هذا الشقاق الكبير في صفوف الشعب؟
واذا فشل السنة في خلق وحدة وطنية فان الشيعة قد فشلوا ايضا ولم ينجحوا.
ربما مثلهم مثل السنة، لم يكن هدفهم خلق شعور وطني يصافي القلوب ويزيل عنها اشنات الاحقاد التاريخية الساذجة، ربما لم يؤمنوا ايضا بضرورة الالتحاق بالركب الانساني السائر الى المستقبل،. لكن لا يسعنا هنا الا الاشارة الى ان الشعوب التي تفتخر بماضيها،الشعوب التي تفتخر بانبيائها وآئمتها وبآوليائها هي شعوب لا تستحق الاحترام ان لم تترجم ذلك الى حقيقة وواقع معاش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1*
الادعاء العام في المحكمة الخاصة، وفي سابقة لم تعرفها كل المحاكمات الدولية او الوطنية، كان يقرن صفة المتهم الطائفية عند ذكر اسمه، مثلا قوله بان مصطفى بدر الدين شيعي لبناني ، كحجة او كدافع لقتل رئيس الوزراء (السني) رفيق الحريري
2*
اذا كان النكاح (مفرد) يعني ارتباط الرجل في المرأة فماذا يعني تعبير الانكحة(الجمع) غير تعدد طرق الممارسة الجنسية بغطاء شرعي؟
3*
نعني هنا ان الفرد قد لا يعتقد بالانتماءات الطائفية لكنه محسوب عليها بدلالة قرينة تدل عليه،، كالاسم او لقب العشيرة او مكان التواجد او حتى السحنة.
4*
الشريط المحيط ببغداد في العهد الملكي الزاهر كما يقول بعض السفهاء او الاغبياء، كان عبارة عن اكواخ كئيبة تشبه زرائب الحيوانات ومكبات النفايات، مثل الشاكرية والميزرة والعاصمة وشطيط وغيرها.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون وهيرو اونودا
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مهمة شيعية.