أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2















المزيد.....

صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الجزء الاول من هذه المقالة تطرقنا الى الفكرة الاساسية التي ضمنها الاستاذ الشكرجي في مقالته:
(أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا)
، وقلنا بان الاستاذ الشكرجي اعلن بشكل غير مباشر الخروج من الاسلام لا بتصريحه بانه ليس بشيعي ولا بسني، بل بصناعة اله اخر اسماه اله العقل قال بانه وصل اليه عبر منهج اللاهوت Theology اسماه لاهوت التنزيه، لكنه لاهوت التنزيه الذي اتبعه الاستاذ الشكرجي ليس منهجا عقليا او فلسفيا، انما سردا وصفيا نثريا لا يختلف عن الاسلوب التي ألفت به السرديات والنثريات التي تعج بها الكتب الاسلامية وخاصة كتب الادعية عند الشيعة الاماميين. وقد نشر اربع حلقات منها على صفحات الحوار المتمدن.
في هذا الجزء نتطرق الى فحوى المقالتين اللتين كتبهما الاستاذ الشكرجي بعنوان رد متاخر على مقالة السيد مالوم ابو رغيف لكننا سوف لا نغفل الاشارة الى الفكرة الاساسية في انعطافات الاستاذ الشكرجي الايمانية.
هل هو تناقض ام تضاد
يقول الاستاذ الشكرجي
((اعترضت على مفردة «التناقض» التي استخدمها السيد أبو رغيف، لأن التناقض يعني عدم وجود أي مساحة مشتركة، مع إن في بعض، لا في كل تفاصيل كل رؤية ورؤية أخرى، تناقض، لكن بحدود الجزئية التي يكون فيها التناقض، ولكن لا يمكن أن يقال مثلا عن الإسلام والماركسية أنهما متناقضان كليا، وفي كل شيء، وإن كان هناك تناقض في بعض تفاصيل كل منهما، إذن هما متضادّان، وليسا متناقضين، فبينما «النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان»، فـ«الضدان لا يجتمعان ويرتفعان» ليحل بديل ثالث لا هو هذا ولا ذاك من المتضادين))
الاستاذ الشكرجي يفهم التناقض والتضاد فهما لغويا محضا وليس وفق جدلية وحدة وصراع الاضداد، ذلك ان الفهم اللغوي يركز على المعنى لا على علاقات التأثير وهذا ما يتضح من قوله
(النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، الضدان لا يجتمعان ويرتفعان)
فات الاستاذ الشكرجي بان الاجتماع او التوحد بين النقائض و بين الاضداد، حتى في اللغة، هو الذي صير النقائض والاضداد نقائضا واضدادا، فهل يوجد معنى للون الاسود بغياب اللون الابيض (رابطة اللون)، وهل يوجد عدل ان لم يوجد ظلم (رابطة المعاملة)، وهل يوجد اله ان لم يوجد شيطان (رابطة القداسة)، وهل يوجد ايمان ان لم يوجد الحاد (رابطة العقيدة)؟
الوحدة او قل العلاقة بين الاضداد هي المقررة، اذ ان انتفاء وجودها يعني انتفاء الضد ان يكون ضدا والنقيض ان يكون نقيضا وانتفاء الصراع.
التناقض هوحالة الصراع الداخلي، ولا يمكن ان يكون الا مرتبطا، اذ من غير معقول ان يكون الصراع معزولا عن اقطابه غير متجها الى صيرورة ثالثة تحمل بدورها بذور صراعها المستقبلي.
لـ 30 عام كان الاستاذ الشكرجي مؤمنا باطروحات حزب الدعوة الاسلامية، ولو لم يكن مؤمنا بسياسة وبايدلوجية الحزب، لما بقى فيه عضوا فاعلا واصبح كادرا متقدما لفترة الطويلة. لكن التناقض الذي تراكم عند الشكرجي، اكان هذا التناقض فكريا او مصلحيا، ادى الى خروجه من الحزب ثم اعلن عن خروجه من دين الحزب ايضا. لكن على ما يبدو ليس بخروج نهائي، فلا يزال الاستاذ يبحث عن مساحة مشتركة، فلا يود ان يوصف ايمانه الجديد بالتناقض ذلك وحسب رأيه ان (التناقض يعني عدم وجود أي مساحة مشتركة) على ما نعتقد ان المساحة المشتركة التي يبحث عن الاستاذ الشكرجي قد يجدها في صفات الاله الذي صنعه من بنات افكاره، ففي معظم صفات الاله التي يشير لها سيجد من يشاركه بالاعتقاد بها.
لنسأل الاستاذ الشكرجي اذا كان الضدان لا يجتمعان فكيف لهما ان يرتفعا؟ وكيف لهما ان يكونا حالة ثالثة هي الارقى منهما الاثنان؟ فلو افترضنا ان الاستاذ الشكرجي ضدا لحزب الدعوة، وانه ارتفع على الاقل فكريا، فهل ارتفع حزب الدعوة ايضا؟!!
الافتخار وعلمانية الدولة
الاستاذ الشكرجي ينظر الى الافتخار كحالة منعزلة لا ترتبط بعلاقة مع الاخر، حالة نرجسية تشبه حالة رجل يقف امام المراة معجبا بنفسه هائما بها. ومع هذا فان الاستاذ الشكرجي لم يكتف بالوقوف امام المرآة ، بل اعلن عن افتخاره بإله يختلف عن إله الاسلام. لم يخطر في بال الاستاذ الشكرجي بان الاشارة الى الله بصفات منقوصة هو بنفس الوقت انتقاص من افتخار الشيعي او المسلم الذي يعتقد ان الاله كامل بجميع صفاته وان سلب بعض صفاته واعتباره تدنيس لقداسته هو اساءة الى المعتقدين به ذلك ان الشيعي والسني والشكرجي يرتبطون بعلاقة العقيدة حتى لو كانت عقيدته مختلفه عنهما..
الافتخار في مجال الاديان والمذاهب لا يشبه افتخار البلدان بأبطالها الرياضيين او بعلمائها او برقي مدارسها وبتفوق طلابها. الافتخار بين الاديان يجد طريقه الى الصحف والفضائيات والخطب والكتب والمهرجانات والاخطر عندما يجد له طريقا الى (الانا) فيتحول سريعا الى غمز ولمز للاخر المختلف. العقائد ليست محل افتخار، اذ ان الايمان ليس بانجاز علمي او نبوغ ثقافي، انما قناعات شخصية .
لكن لنسأل مرة اخرى اذا كان الاستاذ الشكرجي مع الافتخار، فهل يحق لللمسلم الافتخار بدينه؟
لكن!
اليس الافتخار بان الدين عند الله الاسلام هو تكفير غير مباشر لبقية الاديان؟ ترى كيف لعلماني ان يطرح حق التفاخر للمذهبيين والمتدينين ليمنح نفسه حق الفخر بدين جديد اوجده لنفسه بينما يدعو الى عزل الدين عن الدولة؟
التقية الدينية
يقول الاستاذ ضياء الشكرجي
(والخطأ الآخر الذي وقع فيه( يقصدني انا) إنه لم يميز بين التقية والباطنية ولعله النفاق. )
والحقيقة انا لم اتحدث عن التقية كتكتيك او كوسيلة معمول بها لاتقاء الخطر، بل عنيت بانها وسيلة دينية شرعية مطبقة عمليا وبسند قرآني عند الشيعة. ولم اتحدث عن الظروف التي ادت الى انتشارها ولا عن اضطرار اللجوء اليها، بل اشرت الى فهم الاخر لها. ذلك ان المسلمين لا يثقون بالشيعة لا سياسيا ولا دينيا ويفسرون اي سعي للتقارب معهم بانه نوع من انواع التقية.
التقية وان كانت منصوص عليها مذهبيا عند الشيعة، لكن ايضا وبنفس القدر من الاهتمام تفتي المرجعيات السنية بتحليل الكذب لاتقاء الخطر لكن ذلك ليس من صميم الدين بل فرض الضرورة.
ما يلفت النظر هنا هو الصاق النفاق بالحركات الباطنية وذلك باتهامهم باستبطان امور لا يظهرونها. الاستاذ الشكرجي يكرر تهمة ترد كثيرا في كتب الوهابية وكتب الحنابلة للحط من العلويين والاسماعيليين والقرامطة وبقية الفرق المطاردة تلك التي لجات الى اسلوب العمل السري وعدم الافصاح عن نواياها ذلك لهمجية السلطات الحاكمة ولوحشية العواقب. غريب ان تصدر مثل هذه التهمة من الاستاذ الشكرجي وهو بحكم انتمائه السابق لحزب الدعوة يكون قد اطلع على التاريخ الاسلامي وعلى حركاته السياسة والدينية فيقرنها بالنفاق.
ومع هذا نشير الا ان المقصود بالتقية التي قصدناها هو فهم الاخر المختلف مذهبيا لها وهو فهما لا يختلف كثيرا عن الفهم الذي دعى الاستاذ الشكرجي الى اقران الحركات الباطنية بالنفاق.
يختتم الاستاذ الشكرجي مقالته بموقف عدمي فيقول
(فأقول لست معنيا لا بالتشيع ولا بالتسنن، لا بالتشيع كطائفة، ولا كمذهب، ولا كتاريخ، ولا كانتماء اجتماعي، كما إني لست بتاريخ الأربعة عشر قرنا. فلكل عقيدته، وعقيدتي اخترتها بعد مخاضات)
اغلب حياة الاستاذ الشكرجي السياسية والدينية قضاها منتميا لحزب الدعوة، لقد لبس الجبة والعمامة والقى المحاضرات واصبح كادرا متقدما وعضوا في الجمعية الوطنية عن نفس الحزب الذي رشحه للجنة كتابة الدستور، ثم شارك بالانتخابات بقائمة خاصة لم يوفقه الحظ بالفوز باصوات الناخبين، ومع هذا وبفترة قصيرة من الزمن نسبيا يقطع حبل الوصل بين تاريخه الحافل بمسلمات الدين واحداثه ليقول بكل بساطة انه لم يعد معنيا اطلاقا...
ترى ما عدد الناس الذين زرع الاستاذ الشكرجي في ادمغتهم مسلمات دينية لم يعد مقتنعا بها ، وكم هو عدد الناس الذين اثر عليهم وثقفهم بتاريخ ونصوص واقوال لم يعد مؤمنا بها؟
اليس من واجبه ان يزيل الوهم الذي زرعه بنفسه الذي ربما قد اثمر جهلا وتشويشا عقليا؟
اليس الواجب بدل من كل هذه السرديات والنثريات والتغزل بالاله الجديد ان يسارع الاستاذ الشكرجي ليس الى انتقاد حزب الدعوة من ناحية سياسية او سلوكية وهي مهمة بالطبع، لكن ايضا بنقد ما لم يتفق معه اكان مذهبيا او ايدلوجيا؟
شكرا وتحية للاستاذ الشكرجي على سعة صدرة وروحه الديمقراطية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2