أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ذهنية تقسيم العراق














المزيد.....

ذهنية تقسيم العراق


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب مفهوم اعتباري قانوني يشير الى مواطنين يعيشون على ارض معينة ويتقيدون بنفس الدستور ويخضعون لنفس الانظمة الادارية والحقوقية. الشعب ليس حاصل جمع مكونات، بل هو وحدة قانونية وحقوقية غير متمايزة، تختفي فيه فوارق وخصائص الصفات القومية والطائفية والدينية والعرقية.
فصفة مواطن، ليس فيها ما يشير الى قومية ولا الى دين ولا الى مذهب ولا الى انتماء سياسي، انها تشير الى انتماء لوطن معترف به وفق قوانين دولية ليس لها علاقة بالقوميات ولا بالطوائف ولا بالاديان انما بالانظمة والقوانين والحقوق.
فالشيعة والسنة مثلا انتماءات ليس لها علاقة بالوطنية، انتماءات فارغة من المضامين السياسية والحقوقية، مشبعة الى حد التخمة بذهنيات الفرقة والعزوف، انها تضعف الانتماء الوطني وتشتت الارتباطات والعواطف بين المواطنين، واذا ما ترتب على هذا الانتماء حقوقا او امتيازات او تفضيل من اي نوع، فان ذلك سيكون فاتحة لنشوء الصراعات التناحرية، كما نراها الان على ارض العراق حيث تعصف الصراعات بارواح العراقيين وتلتهمهم كما تلتهم الوحوش فرائسها.
لذلك لا يصح النظر الى الشعب كمكونات اجتماعية او طائفية او دينية او قومية متمايزة، ولا ينبغي تصنيفه وفق مفاهيم الاقلية او الاغلبية، اذ ان ذلك يطيح بفكرة التساوي ويطيح بالمواطنة. لذلك ومن المنطلقات التي تسعى الى العدالة الاجتماعية بين المواطنين، فان الدول المتقدمة قانونيا وحقوقيا وليس عمرانيا( كما هو حال دول الخليج الاسمنتية)، يتقدم القانون على اي انتماء يمكن ان يوجد، فالمواطن هو تعريف قانوني خارج انتماءات الدين والعقيدة والقومية، ليس فيما يتعلق بالاجراءات الحكومية فقط، بل ايضا بما يتعلق بالشعور العام السائد. اما في الدول المتخلفة قانونيا وحقوقيا، فان الانتماء العشائري او القومي او الديني او الوظيفي يحدد التعريف والموقع وشكل التعامل.
وعندما يصبح تقسيم العراق حديث الساعة، فان المعني به هو التقسيم الجغرافي، اي تقسيم الارض على المكونات، اذ ان تقسيم المفهوم الاعتباري للشعب لم يعد مهما، فقد انجز واصبح واقعا سياسيا واجتماعيا معمولا به منذ ان بدأت العملية السياسة التي قامت على اسس التقسيم الطائفي والقومي. ان ما يدور في خلد سياسيي الطوائف هو انفصال المكونات عن الجغرافية العامة وتأسيس كياناتها في جغرافيتها الخاصة بما ينساب طموحها القومي او الطائفي.
ان العملية السياسية التي اسست لديمقراطية المحاصصة، قتلت روح المواطنة وروح الانتماء الى المفهوم الاعتباري العام للشعب واستعاضت عنه بانتماءات طائفية وقومية خارج مفهوم المواطنة، حتى اصبح الحديث عن مواطن عراقي خالص، او خارج الانتماءات امرا غير مقبول ولا معقول، ولقد لعب الوضع الاقليمي وحروب الربيع العربي الاجرب دورا كبيرا في تسريع وتمركز ذهنية الانتماءات خارج مفهوم المواطنة، ذلك ان الدول الاقليمية المجاورة، وخاصة السعودية التي كانت ومازالت مفرخا للارهاب، هي قواعد لتصدير ذهنيات التعصب والتناحر المذهبي والطائفي .
اما الاحزاب الماسكة بزمام السلطة، تلك التي اعلنت انها ضد اي شكل من اشكال التقسيم، عليها ان تدرك بان اطروحة المكونات التي جعلتها اساسا لسياستها ولم تتوقف عن اعادتها وتكرارها في كل شاردة وواردة، هي في واقعها تهيئة لتقسيم العراق، وان سياسة المحاصصة التي تتبناها، وعلى اساسها تم افتعال الوزرات ومناصب وهمية وتنصيب رئيس جمهورية لا يحل ولا يربط بثلاث نواب يكلفون مليارات الدولارت في بلد ريعي لا يملك موردا اخرا غير بيع النفط، قد شرعنت الفساد الذي هو اساس ذهنيات التقسيم.
النيات الحسنة لم تكن يوما منهاجا ناجحا للسياسة، كانت ومازالت شعارات للمزايدة وللاستهلاك، فالسياسة يفرزها ويقررها الواقع الذي يقول ان العراق مقسم فعليا، شعبيا وفكريا، طائفيا وعاطفا وعسكريا.
ورغم ان الخرق اتسع على الراقع، وان ذهنيات التقسيم قد وجدت طريقها الى التفكير الشعبي البسيط وان وتائر الموت المفخخ والملغم والمطيفن والمسيس، يزيد رغبات الانفصال تجذرا وحماسة، الا ان السياسة لا تعرف المستحيل، اذ يمكن اعادة بناء العراق من جديد على اسس اخرى غير تلك التي عرفناها وعرفنا شخوصها المتخمين بالفساد والخبث والجبن.. وان اساس النجاح هو ابعاد الدين ورموزه عن اي تدخل في الشؤون المدنية والسياسة والحكومية، كذلك الحد من نفوذ رؤساء العشائر والشيوخ. وتفعيل القانون حتى بشكله الدكتاتوري وعدم السماح لاي حزب ديني بالاشتراك بالانتخابات. ان بناء العراق مزدهرا وموحدا متحضرا ومدنيا لا يمكن ان يكون الا بعراق بلا دين وبلا شيوخ وبلا احزاب دينية..



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري اهانة للاسرة الشيعية
- لا تكذبوا فان للارهاب دين


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ذهنية تقسيم العراق