أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟














المزيد.....

العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 01:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما كان لداعش ان تحتل مدن وقرى لولا وجود تعاطف مناطقي يسندها ويؤمن اغلب احتياجاتها ويرفدها بما هو لازم لانجاح مهماتها. ورغم ان داعش قد اشتهرت ببطشها وقسواتها وهمجيتها وعدم احترامها لاي قانون مدني او عشائري ان لم ينسجم مع نواهي وموانع الوهابية المتوحشة، الا ان هناك من يصطف معها ويؤيدها فما هو سر ذلك؟
لن نجد سببا اخر لهذا الاصطفاف مع منظمة ارهابية متوحشة بالغة الهمجية مهما اتعبنا انفسنا في البحث والتنقيب غير العداء الطائفي الذي ان استفحل، اصبحت اي وسيلة مهما بلغت همجيتها ووحشيتها وسيلة معقولة ومقبولة بل ومفرحة بهيجة، ذلك ان الطائفية لا تستحضر في تصوراتها الذهنية عن الآخر الا كل ما هو سلبي قبيح وتستبعد كل ما هو ايجابي جميل.
لكن كيف استطاع الطائفيون التأثير على الاف الناس وغسل ادمغتهم ثم حشوها بطائفية عدوانية ولم تنجح الحكومة ولا وسائل اعلامها بانهاءها او التقليل منها خاصة بعد ان اعلنت عن نفسها وظهرت الى العلن هاتفة بشعاراتها الطائفية العدوانية، مع ان الحكومة لها من الامكانيات والوسائل الاعلامية والاغراءات والاموال التي من شانها تخفيف حدة العداء الطائفي ان لم نقل انهائه؟
نعتقد ان اهم ثلاثة اسباب ساهمت في اشتداد الظاهرة الطائفية في المناطق الغربية وحولتها الى منطقة مناصرة ورافدة للعصابات الارهابية وصاحب آمين لا يخشى منه طعنة غادرة في الظهر، هو المالكي وكتلته.
لقد استند المالكي على المبدأ المعروف فرق تسد، اذ قرب عشائر وابعد عشائر اخرى وارفدها بالاموال والسلاح والامتيازات والعقود والصفقات وجند منها الصحوات، بينما همش عشائر اخرى كانت مقربة الى خصومه السياسين، لقد راهن المالكي على توسيع الشرخ بين العشائر الغربية معتقدا بانه يستطيع خلق حالة صراع يشغلها ويضعف تاثيرها على مجمل العملية السياسة ليظهر هو بصورة المصلح الحريص على رأب الصدع وكذلك بانها ستكون منتفعة ورابحة من الانظمام الى معسكره.
ولقد حاول ان يلعب نفس اللعبة ضد الكورد وذلك بتقريب رؤساء الجحوش وزجهم بسياسة مضادة لكوردستان غير ان السيد مسعود البرزاني انتبه للامر وحذر الاثنان، المالكي والجحشكان من مغبة الاستمرار بهذه السياسة العدائية.
لقد استغلت الدول الاقليمية الشرخ بين العشائر الغربية المنقسمة على نفسها بين مستفيد من سياسية المالكي وبين مهمش، فدعمت تلك التي تشكوا التهميش ماليا ودعائيا واعلاميا وطائفيا وحشدتها عدائيا حتى اصبحت رافدا اساسيا للعصابات الاسلامية تدعمها بكل ما تحتاجه لتنفيذ عملياتها الارهابية.
السبب الثاني والذي نعتقد انه ساهم في هذا التحشيد الطائفي المساند لداعش وجبهات الارهاب، هو السياسة الخاطئة التي اتبعتها الحكومات العراقية المتعاقبة والتي تصر على اتبعها لحد يومنا هذا، هي سياسة التملق واستجداء العطف واللطف من الدول الداعمة والراعية للارهاب والمنظرة له، ذلك لان هذه الدول تمثل مراكز اساسية لاستثمار اموال عمليات الفساد الحكومية الهائلة و صفقات بيع النفط المهرب.
لك ان تسأل كيف لاقطاب الارهاب واعداء العملية السياسة وكبار البعثيين وكبار الطائفيين ان تكون مقرات قياداتهم ومكاتب ومراكز اعلامهم ومقر سكنى كبارهم في نفس الدول التي يتقاطر عليها رجال الاحزاب المشرفة على العملية السياسة وكبار المسؤلين العراقيين ويستثمرون اموالهم الهائلة فيها؟
ان ذلك يؤشر الى التشابك بين الفساد وبين الارهاب. فما يفرق الخصوم في العراق يجمعهم في ذات الدول التي تدعم الارهاب، انه الفساد. فليس كل من رفع صوته بالصراخ ضد الارهاب يريد ان ينهيه، ذلك ان الارهاب يوفر فرصة ذهبية للازدهار المالي والتجاري والاستثماري للفاسدين السياسيين.
السبب الثالث الذي نعتقد انه من اهم الاسباب التي ادت الى تمكن داعش من نشر ايدلوجيتها الارهابية في المجتمع العراقي، هم رجال الدين ، فداعش وكل التنظيمات الارهابية الاخرى لا تمثل قيادات دينية انما قيادات قتالية، انها نتاج لتثقيف ديني اسلامي يضع اسسه وفتاويه كبار رجال الدين المؤثرين وتشرف عليه نفس الدول صاحبة المصلحة في ادامة الارهاب.
ان احزاب الاسلام السياسي اعتقدت انها تستطيع ان تنهي الارهاب عن طريق الدعاية غير المباشرة للدين الشيعي، ذلك انها ترى انه الاكثر اقناعا والاكثر صوابا ويمثل بديلا عن تلك المذاهب التي تدعم الارهاب. لكننا نعرف ان النقائض حين تتصارع لا ينهي احدهما الاخر، فاما ينتج الصراع حالة ارقى وافضل من الاثنين معا، حالة تبقى على ايجابيات المتناقضين وتسقط سلبياتهما، او يستمر الصراع شديدا تناحريا دمويا لا نهاية له سوى فك وفصل وحدة الارتباط.
واذا كان التغيير في الدين الاسلامي حالة صعبة ان لم نقل مستحيلة، فلا ينظر الى الغاء او تغيير السلبيات الا مساسا بالمقدسات، وقد يؤدي التغيير الى ما هو اسوء، الى العودة الى الاصول، وهذا هو التجديد عند الوهابية وعند الاخوان المسلمين
اما فك وحدة الارتباط فلا نعني به تقسيم الارض حسب نسبة تواجد اغلبة النوع الطائفي، بل فك الارتباط ما بين السياسية وما بين الدين. اننا نعني به عزل الدين عن اي ممارسة سياسة او حكومية.
انه لوهم كبير جدا ان يصار الى الاعتقاد بالخلاص من الصراع التناحري بين الطوائف بالتوافق او حتى بالتقسيم، ذلك ان التوافق ليس الا فسادا مغلفا بالنيات الحسنة، والتقسيم بين الاعداء حرب لا تنتهي...







#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟