أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - قراءة في الدولة والدين والقومية














المزيد.....

قراءة في الدولة والدين والقومية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 18:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القومية كمفردة عربية وكما يدل لفظها مشتقة من القوم (Folk) ولام التعريف ضرورية هنا، ذلك انها تشير الى الانتماء لقوم معينين وتحمل ضمنيا جانبها السلبي وان اردت جانبها الايجابي.
فــ (الـ) في (القوم) تشير الى تعريف لجماعة الناس المتوحدين في الصواب وفي الخطأ، على الحق وعلى الباطل، وفي السراء وفي الضراء، وما جاء على لسان النبي محمد في حديث انصر اخاك ظالما او مظلوما هو جوهر القومية ومادتها الاساسية التي توحد جماعة القوم بغض النظر عن مبدأ الحق(وهذا ما عنيناه بالجانب السلبي) بمعنى ان الحق كمفهوم للعدل والانصاف الانساني ليس له مكان في الفهم الشرقي للقوميات، فهي، اي القوميات، استندت على اعراف وليس على الفهم القانوني للحقوق.
ان احد اسباب عدم نشوء الدولة في العراق مثلا هو عدم امكان تحقيق سيادتها. اذ ان السيادة لا تتحق الا عندما يتم تجاوز اعراف العشيرة وتعليمات الاديان وفرض القانون على جميع ما يسمى بمكونات، ذلك ان الاعراف اكانت دينية او عشائرية تتناقض مع الحق العام الذي يمثل هيبة الدولة، فعرف القبيلة تجسيد لحقها الخاص الذي يمكن التنازل عنه او الاتفاق على تسويته دون الاخذ بالاعتبار عواقب تاثيراته اللاحقة على المجتمع.
كذلك الدين الاسلامي هو الآخر له اعرافه الاجتماعية والتشريعة الخاصة التي تختلف عن قوانين الدولة مثل سن الزواج او قانون الوراثة ومساواة الرجل مع المراة او تبعية الدين. لذلك لا يمكن للدولة ان تشرع قانونا يستند على المفاضلة، تفضيل قومية على اخرى او دين على اخر لأن ذلك يخل بكونها دولة الجميع. ان اي قانون يخل بعمومية الدولة يعتبر مخلا بهيبة الدولة ايضا بصفتها ممثلا للحق العام.
ان ما يميز الدولة عن الحكومة هي ان الحكومة قد تكون تعددية، اكان طائفيا او حزبيا او قوميا، وذلك وفق الاتفاقات والاطارات الديمقراطية المعمول بها، لكن الدولة، لا يمكن ان تكون تعددية، ذلك انها سقف الحق الاعلى والذي يتساوى امامه جميع المنتمين اليها.
القومية الشرقية حسب فهمنا لها هي شعور بالانتماء، يزداد هذا الشعور ارتباطا كلما ضعف دور الدولة بصفتها كيان قانوني عام يضم الجميع دون النظر الى هذا (الجميع) كـمكونات اثنية او دينية او طائفيةـ وهنا تختلف القومية الشرقية عن تعريفها الغربي، اذ ان التعريف الغربي يفرق بين اثنين، بين (Nationality) المستند على الانتماء للدولة بصفتها كيان جامع وموحد لجميع المواطنين، فلا توجد Nationality خارج اطار الدولة، وبين الـعرق Ethnicity والتي تعني انتساب شخص ما الى بلاد او مجموعة قومية يلعب فيها الاصل العامل الحاسم، ان لم يكن قانونيا ففي الشعور الجمعي.
ويمكن ملاحظة الفرق الكبير بين الانتمائــين، اذ ان الحق في الـ Nationality يستند على الانتماء للدولة، بينما يستند الحق في (العرق) على الانتماء للدم (الذي غالبا ما يشار له بالاصل). وعندما يستند الحق على الدم، فان ذلك يؤشر الى عنصرية تجد لها انعكاسا في ظواهر الافضليات المتعددة، مثل الافضلية اللغوية والثقافية والعشائرية والدينية او الاستهانات اللغوية والدينية والمعاشية..
كما يمكن الاشارة الى القوميات المنفتحة والقوميات المنغلقة، فالاولى هي تلك التي يمكن الانتماء اليها بعد اتقان لغتها، خاصة المجموعات المتشابهة السمات، بحيث لا تشكل سماتها ، مثل لون البشرة، علامات فارقة الى درجة التمييز، بينما المنغلقة تلك التي يكون فيها الاصل العامل الحاسم في قبول الانتماء او رفضه.
نشير هنا الى الوهابيين الذين رغم عدم احترامهم للانتماء القومي ومحاولتهم لاضعافه والتقليل من اهميته لصالح الانتماء الاسلامي، ذلك انه يركز على انتماءات اللغة وليس انتماءات الدين، لكن، وعندما يتعلق الامر بالشيعة، فانهم يعظمون الانتماء الى الاصل ويصنفون الشيعة بالفرس المجوس، ونعتقد ان الحديث الذي يكرره السنة والشيعة العرب، بينما يتناساه غير العرب ولا يذكرونه في خطبهم والذي يقول لقد فضل الله العرب على العجم لأن محمد منهم، هو حديث خبيث منتحل المقصود به الاستعلاء العرقي.
نشير ايضا، بأن رغم تعارض الوهابية مع التفكير القومي العربي، الا انها وعند اعتراضها على التدخل الايراني في سوريا، نلجأ الى تبرير تدخلها (هي) بكونها تنتمي الى نفس القومية العربية التي ينتمي لها الشعب السوري، بينما ايران فارسية المحد. ذلك يعني ان المصلحة السياسة تستبعد الدين عندما يكون الدين معرقلا للحصول عليها.
عندما يكون العامل الحاسم في الانتماء هو الاصل، فان ذلك يخلق تصدعا وتفككا في الانتماء للدولة، وخاصة عندما تلجأ القوميات الكبيرة الى التركيز على اصلها وفصلها وعائدية الوطن لها، فانها تخلق شعورا معاكسا للذين لا ينتمون لها يجنح الى تشكيل دولته القومية الخاصة باصله.
ومثلما يعلب الاصل دورا سلبيا في تفكك الدولة وبعثرتها، فان الدين، يلعب ايضا دورا سلبيا ليس فقط في تفكك الدولة، بل ايضا في تفكك علاقات الناس وتزايد التشتت حدة وتسارعا خاصة اذا ما استولت الاحزاب الاسلامية على السلطة.
ومثلما يثار السؤال القومي في حالات الاختلافات السياسية: من هو الاكثر اصالة وعراقة، فان السؤال الديني يثار ايضا وبنفس القوة من هو الاصح اسلاما والاكثر ايمانا.
ان الدولة المدنية يجب ان لا تكون القومية ولا الدين من مواد بنائها، اذ ان هاتان المادتان سيكونان اول المتسببات في احداث صدوع وشروخ في بناءها.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - قراءة في الدولة والدين والقومية