أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ليس هذا هو الاسلام!!














المزيد.....

ليس هذا هو الاسلام!!


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5247 - 2016 / 8 / 7 - 21:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل هذا هو الاسلام !! تساؤل استنكاري يرد دائما في الصحف او في الفضائيات او على السنة المسلمين غير المؤدلجين. التساؤل بحد ذاته ايجابي، فالمتسائل ينبذ تعليمات الارهاب ولا يرتضي احتقار الانسان ويقف ضد الحدود التي تبتر وتجلد وتهين الانسان، وينبذ ايضا كل رجال الدين الذين يتبنون او يقدمون الدين بمثل هذه الوضاعة التي يُشرع فيها سبي النساء واغتصابهن وبيعهن في اسواق النخاسة او ذبح الاطفال اوأكل الاكباد كما رأينا ذلك خلال ما يسمى بالثورة السورية والتي يقدمها الامريكيون بانها مشعل الحرية والديمقراطية في المنطقة.
نستطيع الحديث عن اربعة فرق في هذا الاتجاه
الفريق الاول
هو ان هذا التساؤل وان بدى دفاعا عن الاسلام لكنه ايضا انكار ورفض ان يكون الله بهذا الشكل، هو رفض لكل الآيات التي وردت في القرآن وصورت الله متناقضا بين رحمته وبين نقمته، بين قسوته وعذابه وبين عفوه ومغفرته، هو رفض لكل الاحاديث النبوية التي تثقف بالعنف، هو رفض لكل الفتاوى التي تنتقص من المرأة وتفرض على المجتمع ما لا يتلائم مع العصر او ما يتناقض والعلم. لكن الرفض لوحده لا يعني شيئا اذا لم يوضع موضع التنفيذ.

الفريق الثاني
في حين ان المسلمين الذين لم يخضعوا الى غسل دماغ ايديلوجي او لم تُحرّف عقولهم وتدوّر لتتقبل كل ما هو شاذ وغريب من افكار البغض والارهاب، يرفضون رفضا قاطعا ان يكون دينهم على مثل الشاكلة التي هو عليها الآن، فان المسلمين المؤدلجين مثل الاخوان المسلمين و الوهابيين والاصوليين السلفيين، بغض النظر عن انتمائاتهم المذهبية والطائفية، يتجهون الى تبرير القسوة والهمجية الدينية بانها من اجل احقاق الحق والالتزام باصول الدين، فالاسلام لم يثبت ولم تقوى شوكته الا بالسيف كما يحاجج المؤدلجون، وان الخصم يفرض عليهم التعامل بما هو اقسى واشد ويكررون آية وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.

الفريق الثالث
هو الفريق الذي وقعت وتقع عليه دائما الاضرار الفعلية نتيجة لتطبيق الشريعة الاسلامية او للفتاوى التي تقول بان الاسلام هو دين الله وان جميع اتباع الاديان الاخرى كفرة فجرة.
والتاريخ يذكر لنا في مسيرته الطويلة نماذجا كثيرة من اهوال الاضرار التي عانى منها اهل الديانات الاخرى مثل اليهود والمسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين وغيرهم، ولعل سبي الايزيديات وبيعهن في سوق النخاسة وقتل الرجال وتعليم الاطفال فنون الانتحار، هي مشاهد حية وواقعية شاهدها جميعنا ،وهي مثال صارخ لا يمكن تكذيبه للتعامل الدموي الاجرامي ضد اتباع الديانات الاخرى. هذا الفريق ولتكرار الرعب الذي عاشه ويعيشه لا يمكن له الاقتناع بان الاسلام هو دين تعايش وسلام.
وهذا الفريق في المحصلة النهائية يتلاقي ويتفق مع فريق الاصوليين والمتطرفين الاسلاميين الذين يقولون بان القسوة المفرطة هي اساس الدين الاسلامي، لكن الفرق الجوهري بينهما انه وعلى عكس فريق الاصوليين والسلفيين الاسلاميين، يكون رافضا ليس للقسوة فقط بل للدين الاسلامي كله.
نشير هنا الى ان انكار قسوة الاسلام او القول بانها ليست من جوهره وانها طارئة عليه، يبقى مجرد ادعاء لا دليل عليه اذ ان الادلة والشواهد اليومية الدموية تفند هذا الادعاء بكل قوة.
نعتقد ان على المسلمين الذين يهمهم ان يقدموا الاسلام بنسخة مختلفة عن تلك التي يراها الناس يوميا، عن تلك النسخة الدموية التي يقدمها الارهابيون او تلك النسخة الغليظة الخشنة التي يقدمها الاسلاميون الاصوليون التي تتعامل مع الناس كحيوانات تستلزم التدجين، عليهم ان يقاوموا كل عسف اسلامي ديني مهما كانت اسباب تبريره، واستسخاف اي فتوى اسلامية تسطح العقل او تتناقض مع العلم او تقلل من شان الانسان لانتمائه الديني او الطائفي او الجنسي او القومي.

نشير ايضا بان هناك من يعمل على ان يكون الذبح اسلوبا عقابيا عاديا متعارف عليه لتطبيقاته المتكررة، نذكر هنا تصريح الاعلامية اللبنانية المناصرة لجبهة النصرة والثورة السورية المدعوة كارول معلوف التي بررت لقطيع جبهة النصرة من جماعة نور الدين الزنكي، ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله لأنه كما تقول، كان مقاتلا بصفوف النظام السوري وان عمره 19 سنة لذلك استحق الذبح.

مثل هذا التصريح، وان استنكره الكثيرون، لكن ايضا صفق له الكثيرون، ليس فقط الاسلاميون الوهابيون او الاصوليون او الاخوان المسلمون، بل جميع الذين يجدون النظام السوري خصما لهم، اكانوا سوريين او فلسطنيين او لبنانيين او عرب.
ان تكرار مثل هذا التصريح الارهابي مترافقا وتكرار حالات الذبح يحيل الهمجية الى روتين اعتيادي يُخمّل العقل ويمنعه من الثورة او الاحتجاج عليه.
الفريق الرابع
احزاب الاسلام السياسي وهي وان اشتركت مع الفريق الاول الذي يقول بسماحة الاسلام وان الارهاب والقسوة هما طارئان عليه، لكن هذه الاحزاب لا تنتقد جوهر العنف الموجود في المنطق الاسلامي، بل تجدها تنتقد الاحزاب المناوئة لها اذا ما بدر منها فعل عنفي او ارهابي، لكنها تسكت عن صويحباتها من الاحزاب الصديقة حتى وان اقترفت الارهاب بابشع صوره.
كذلك ان وقوفها اللفظي ضد الارهاب لا يُعد استراتيجية دائمة وليس من صلب ايمانها، انما هو تكتيك وقتي ودعاية مرحلية لكسب الناس الى صفها.
احزاب الاسلام السياسي في جوهرها جرثومة تورث الفساد والارهاب والجهل والانحطاط في التعامل مع الانسان. نظرة واحدة على المعاملة المتوحشة التي تبعها الاسلامي اردوغان ضد الجنود والمعتقلين المتهمين بالاشتراك بالانقلاب، سيكتشف الجوهر الفاشي لاحزاب الاسلام السياسي المخبأ خلف ستار الايمان والخوف من الله.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ليس هذا هو الاسلام!!