أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - التيار الصدري: الرمز والهوية














المزيد.....

التيار الصدري: الرمز والهوية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 01:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما يميز القاعدة العريضة للتيار الصدري عن غيرها هي انها ليست قاعدة دينية، بل تيار شعبي عاطفي يركض خلف القائد الرمز. لا تهتم هذه
القاعدة الشعبية كثيرا بدرجة تدين القائد ولا بمقدار فهمه وعلمه بامور الدين او حتى السياسة، بقدر ما تهتم بتمثيله الرمزي لها، اذ ان اتباع التيار الصدري يشعرون بالضياع دون رمز يميزهم عن غيرهم، بعد ان اثبت ان كل رجال الاسلام السياسي الذين بكوا مظلوميتهم، ليسو سوى منافقين وحرامية ولصوص.ـ
قاعدة التيار الصدري لا تهمها الدنيا ولا يهمها الدين ولا السياسة، فهي ليست قاعدة للاسلام السياسي ولا للكهنوت الديني، فكل ما ترغب به هذه القاعدة الواسعة، التي اغلبها من الشباب، هو تاكيد هويتها المتمردة على الواقع ذلك برفضه لكن دون السعي لتغييره بحيث يطمس هويتها.ـ وهو تناقض يجد تفسير له في غياب الافق السياسي والثقافي عند هذه الجماهير الواسعة.
جماهير التيار الصدري لا يريدون تغيير الواقع، اذ ان اي تغير يطريء على الواقع، يفرض عليهم التغيير معه وعندها يفقدون هويتهم الانتمائية ويفقدون رمزهم الذي لا يرون تناقضا معه حتى وان تغير وتبدل وانحرف، فهم الجماهير التي يجب ان تكون مظلومة دائما لكي يمثلها قائد تفتخر بما يملك من قوة وسلطان وبطش وثروة، انهم مثل ما يفعل النحل اذ يخص نحلة دون غيرها بطعام مميز لتكون هي الملكة فتتفرد عنهم وتفرض عليهم طاعتها برغبتهم.ـ
من محاسن هذا التيار انه لا يحترم الدين التقليدي المتمثل باطاعة كبار رجال الدين، فاغلب المعممين فيه من الشباب الذين تعصف بهم الغرائز والاندفاعات فيشطون هنا وهناك ويفقدون احترام القاعدة لهم ويفقدون حتى تدينهم، لقد فقه السيد مقتدى الصدر الامر، فجعل ما يشبه الجفوة بينه وبين النواب الذين اغتنوا واثروا واصبحوا لا يختلفون عن حرامية الاسلام السياسي، فهم يتمتعون بحياة مترفة وبرواتب ضخمة وامتيازات لا تخلتف عن تلك التي يتذمر منها التيار الشعبي ويرفضها وينتقد طبقتها .ـ
وهذه الفجوة الظاهرية بين الصدر وفئة السياسيين الصدريين، تمثل انتباهة ذكية جدا، فقد كانت ضرورية لفرض سيطرته المطلقة على القاعدة الشعبية، فهي، اي الفجوة، تعني انه القائد الرمز الذي ينتمي الى القاعدة المظلومة وليس الى الفئة الثرية المترفة من النواب، ذلك يعني ايضا بان اي اي صوت انتخابي لا يعطى للمرشح الفرد في قائمة التيار الصدري انما يعطى لصالح القائد الرمز.ـ
ان التيار الصدري، ولضعف اطلاع او تفقه السيد مقتدى الصدر بامور الدين والكهنوت، ولان القاعدة الشعبية للتيار تنتمي الى الواقع اكثر مما تنتمي الى اوهام الاخرة تلك التي تقول بها المرجعيات الدينية الكهنوتية، تخفف من حدة الانتماء والرضوخ لكهنوت الدين ويفقد الدين دوره في التأثير عليها، انها قد تكون اقرب الى العلمانية غير الواعية منها الى الاسلام السياسي، فهي قاعدة ليست متدينة ولا تؤمن بثوابت الاسلام ولا فتاوى ازلامه، كما ان الدين يفقد تأثيره عليها، فهو ليس افيونها ولا زفرتها عند التحسر، بينما يزداد تاثر القائد الرمز على عاطفتها السلوكية والاندفاعية.ـ



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - التيار الصدري: الرمز والهوية