كاسترو ... آخر الزعماء العمالقة

عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 14:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

كاسترو ... آخر الزعماء العمالقة
عزيز الدفاعي
محارب ثوري ، رجل دولة ، شخصية تاريخية لن تتكرر. انه فيدل كاسترو الثائر الذي قاد بلاده على مدى نصف قرن والذي سيحتفل بعيد ميلاده ال 90 يوم السبت 13 اب / اغسطس حيث بات يشعر ان نهايته باتت وشيكه ( ستحين لحظه رحيل كل واحد منا )..... كثير من عمالقه العالم يشعرون بموعد رحيلهم .. ألجواهري قبل رحيله بعقود كتب قصيده يرثي فيها نفسه قائلا ( لا تظلم التسعين... يعقبها سبع.. سياتي بعدها العدم ) انه شعور العظماء حينما تصفق أجنحه الموت وهي تقترب من بروجهم ..
كلمات من يعرف ان موعد الرحيل بات قريبا نطق بها كاسترو في ابريل من هذا العام خلال مؤتمر قاده الحزب الشيوعي الكوبي (القائد الى اقصى حد )el lidermaximo هكذا يلقبونه وحينها بكى الجميع . لقد عاش الكوبيون حقبه يندر فيها ان لايسمي احدهم ولده البكر فيدل .. كيف لا وهو الأسطورة الذي اخرج شعبه من قبضه الاستعمار الامريكي بعد ان كانت هافانا مجرد نادي للقمار وبيوت دعاره للامريكيين وتابعا ذليلا في حديقتهم الخلفية .
.
كاسترو المولود عام 1926alejandro castro ruz في مدينه بيران شرق كوبا ..هو ثمره علاقة بين مهاجر اسباني تحول الى مزارع وخادمته الكوبية حيث عاش طفولة الفلاحين الفقراء توجه بعدها لدراسه القانون في هافانا ليبدا بعدها تجربه الكفاح المسلح بعد ان حكم عليه بالسجن 15 عاما حيث توجه مع شقيقه رائول الى المكسيك فانشا حركه ثوريه مسلحه وهناك تعرف على رفيق عمره الارجنتيني ERNESTO CHE GUEVARA حيث قادا 9 الاف من الثوار الذين اسقطوا نظام باتستا عام 1959
منذ تلك اللحظه فرضت واشنطن على بلاده حصارا استمر طوال العقود الماضية( 54 عاما نتهى العام الماضي ) قابله كاسترو بالتحالف مع الاتحاد السوفيتي بزعامه اخروتشوف لتبدا منذ عام 1961 محاولات اسقاط نظامه من قبل الادارات الامريكية بدا من مغامره خليج الخنازير التي قام بها معارضون كوبيون باشراف المخابرات الامريكيه والتي سحقت على سواحل كوبا ، مرورا بازمة الصواريخ الروسيه التي نصبت في كوبا عام 1962 في عهد كندي ليبدا بعدها فيدل كاسترودعم قوى التحرر في انغولا واثيوبيا واليمن.
غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه.

قاد الزعيم الكوبي بلاده للفتره1959-2006... هزم عشره رؤساء امريكيين و اقام نظاما شيوعيا عند ابواب الولايات المتحده الامريكية التي دعمت 600 محاوله فاشله لاغتياله وفق لوثائق سريه امريكيه...

كاسترو المز واخر القاده الشيوعيين اقام نظاما حديديا في بلاده وكثيرا ما فاجا الامريكيين بمواقفه وتحمله وشعبه للحصار والجوع من بينها عندما سمح عام 1980 ل 125 الف كوبي لم يكونوا راضين عن النظام في بلادهم ان يغادروها باتجاه السواحل الامريكييه .... وقد شكل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وهم حليفه الاقوى معضلة اقتصاديه وسياسية كبيرة له فقد تغير العالم برمته بعد انهيار جدار برلين حينها سمح الزعيم الكوبي بحريه الاقتصاد والاسواق الحره مع سيطرته القويه على الواقع السياسي .

في عام 2003 قام معارضو كاسترو من الكوبيين بتظاهرات واسعة اطلق عليها (لربيع الاسود) ويبدوا ان الزمن بدا يرسم نهايه قريبه للزعيم الكوبي الذي سقط في احد الاحتفالات وكسرت ساقه لتردي وضعه الصحي فتنازل عن الرئاسه عام 2006 وهو في سن 81 لشقيقه رائوول 76 عاما .

اطلق سراح اخر 130 سجين سياسي كوبي عام 2010. عندما قام الرئيس الامريكي اوباما بزياره هافانا بعد خمسه عقود من الحصار والعداء حاول ان يضع يده على كتف الرئيس راؤول الذي سارع وبعصبيه الى رفعها لانه تصور فيها نوعا من الوصايه الرمزية والخضوع للارادة الامريكيه .
في نيسان ابريل من هذا العام تحدث كاسترو بصوت الثائر العجوز ليطلب من قاده الحزب الشيوعي الكوبي ان يكونوا( أمناء مخلصين لعقيدتهم وان يعدوه بان القيم التي قامت عليها الثوره ستبقى حيه) ... لقد تغير العالم كثيرا يا فيدل وكل شي يوشك على التغير .
انها بعض من ملامح قائد ثوري مخلص لم يتنازل عن بدلته الخاكيه ولا لحيته الثوريه التي مثلت رمزا للكفاح ضد الاستعمار في القرن العشرين مع رفيقه جيفارا الذي قتله الامريكيون في بوليفيا . لقد عاش كاسترو مع شعبه نفس تفاصيل حياتهم اليومية وفقرهم واحلامهم وسط مزارع قصب السكر التي تتلون بلون اشعه الشمس وتمتد بها الاحلام عبر بحر عريض تتهادى على صفحته زوارق الصيادين وهم يغنون بالاسبانية ( كم انت بطل وشجاع ومخلص لكوبا يا فيدل )

#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات