أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - خيوط العنكبوت














المزيد.....

خيوط العنكبوت


يوسف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 5252 - 2016 / 8 / 12 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


خمن من بنى، من سن و من تلى، إن جاءه إنس من بعدهم يعلل ويرى، فيقول ما تلكم إلا قانون إليه بالعقل يُهتَدى، به ينتصر الإنسان على الخوف و إنسان يُقتَدى، فثم ينزل حاكم العالمين دنيئاً من العلى، طريدَ العقل يدنو من السامعين همسات الوعد و الرؤى، ألم يأتك يا إنس زاهدا في الدنيا، ثم تراه سائرا بين الناس طالبا منهم التقوى، فيسأل القوم الهداية و الزهد و الابتعاد عن الهوى، فإذا ثبت القلوب على طاعة السيد الآمر المولى، انتشر الإيمان بحد السيف و رجع بالإنسان القهقرى.
إن(ذال)نا تعبت من الذل و الهوان، و اختفت (ألف)نا من الإخلاص وما بقي لنا غير طريق الخلاص، أي طريق من بعده يأتي غير الموت الأبدي والفناء، لا ذكرى للسامعين ولا شأن عظيم به نبني الحاضر المراد، قد ننظر حولنا فنجد أشباهً للرجال، يمرحون ويرغدون في الدنيا وهم للهو أوفياء، وقت الدعاء يحضرون أفواجا طالبين الرحمة و الرّخاء.
أيا من تفنّن في صنع الجمال تجلّى، فقد تجلّى قبلك من ادعى أنه أنت، سارع إلى الظهور علَّكَ تَجْلُو عَنِّا الهَمَّ، ذو المحاسن لك يشكر وذو المساوئ لك يدعو ومنك يخشى، دعْ عنِّي مواقد النار و اتركني حرّا للأفكار أقلب وأتحرَّى، ما أنت هو ذاك العظيم حتى أتبع أمرك ومنك أخشى، وما الطاعة إلا حكم إنسان على الأرض عاش و من التجارب تربّى، سقط القناع تارة ثم ولّى، نسيج هو للعنكبوت تجلّى، يأخد الريح خيوطه فتراه تدلّى، قد كان بيتا لكنه عن الحياة تخلّى، صار منسيّا وبالخيال تقوّى، لقد كان فكرا حرا بالعقل تغذّى، بشرى للسامعين وهوس في القلب تربّى، فسلب العقل فكره وبالإيمان تحلّى، فذاك العقل صنع التاريخ وهذا عن الفكر تولّى، ذاك صنع مجد حاضره وهذا للماضى تمنّى.
إن بيننا والعصور أقنعة نلبسها، كي تجود الحياة علينا ذهبا و فضة تُسعدنا، نكون إنسانا لأن الإنسان مُرشدنا، لأنه ضوء نهارنا و صانع أفكارنا، به يلين قلبنا وبفضله نبني علومنا، كان مصدر شقائنا فأمسى سر سعدنا، إنه قاهر الطبيعة و دارس أعراضها، قد سلبت الحياة أرواحا كل مرة لتشبع آيروس خادمها، فلا تسلبوا العقل فكره لأنه ملهم حياتنا.
إن هو الصبر مفتاح الهم و الركود، فقد ذاق الصبر بالصبر وذله الهذوء، مات فضول الفكر وسبح في بحر السكون، لا واصي عليه سوى الركوع و السجود، إن من أوصى قد هلك في معركة الشك و الظنون، وسار وحده منسيا في طريق من الشموع، فمت يا إنس منسيا أو قاوم التاريخ حتى الجنون، شعارك في الحياة الشك و الصمود، و استرق ليلا بعضا من المتعة و المُجون، إنها طاقتك ودليلك نحو كبت الذل و الخنوع، فقد اسْترَقَّ الماءُ من بحر الفكر وملَّ من الخضوع.



#يوسف_الأخضر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلال الشياطين
- أحزان الفرح
- قلق في الفكر
- رؤوس الشياطين
- سلاسل الغفران
- زفرات معذبة
- عقاب الإله زيوس
- وحشة و اغتراب
- لعنة الصنم
- القمر
- هل لكل موضوع عنوان ؟
- الوعي و الواقع
- المدينة المتفاضلة
- السيد المارد
- الغريق و المنقذ


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - خيوط العنكبوت