أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - وحشة و اغتراب














المزيد.....

وحشة و اغتراب


يوسف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


سارعت الصورة نحو الزوال، واستغرقت دهرا قبل الممات، لم تحن يوما على الأحياء، الكل تذمر من فرط القبح و سنة السماء، أحب الحياة فمالها لا تشتاق، قد مسها هوس التسارع و استهزأ بها الزمان، إني عليكم شاهد و لي عندكم حق احتقار، ظن آحاد من الناس أن الحياة استهزاء، و اصطف وراء الآحاد بضع عشرات، فأتى الحق المريض ممتطيا عرش مئات فآلاف، حتى استوى العارفون بالجهّال، و تقمص بعضهم دور الكادحين العمال، و تغلب من تغلب فيهم فلعب دور الحكام، استغرقوا في حب الذات رغم أنوف النقاد، تكلم الصمت في لحظة انكسار، فتكسر الانكسار على وطئة الأحزان، وتغمد بالصوت الصامت كل المرات، أعلن انكساره كلما اقتيد إلى غرفة الإنعاش، لما حدثوا الحى بلغة الأموات؟ و تركوه يفكر في قبر العذاب، بل جعلوه يخطط لكل الذنوب قبل الإتيان، أوهموه أن الكذب و الشر من أفعال الشيطان، و الخير و المحبة هي وحدها من شيم الإنسان.

انحدرنا بالوجود نحو الحضيض، فتقمصنا باعتلاء دور الغريق، كتبنا النهاية على آخر كل سطر من كتب التاريخ، مل منا الزمان و ضيّعنا الفكر الخصيب، قد دنى منا الأمل كلما اشتد الهدير، فما وجد فينا عفيفا و لا حكيم، فقد سلب العقول منا مارد مكين، و تربع عرشا على نعشنا المرير، أحيائنا موتى و موتانا أحياء لزمن ليس بقريب، نسينا حاضرنا فرمانا إلى الماضي اللعين، أليس علينا أولا النظر إلى الأفق البعيد؟ و ترك بئرنا العكر قبل الرحيل؟ أليس الجبن أن نتباكي على الرصيف! متى نعبر الطريق بكبرياء الجريح! حتى نعلن للعالم أننا أصحاب فكر جديد، فيكف عن مهاجمة أسوارنا ويتمشى على رصيفنا الأمين، أنصتوا إلى محبة الصديق خير لكم من الإذعان إلى أوامر العدو المكير.

لم يعد في وطني معنى للهدوء، لأن الهدوء بغير العواصف شىء مذلول. أنت أيها العربي الذي بالجنات موعود، كم مرة تحسرت على فضاعة فكرك المشلول؟ وانزواء تاريخك بين طيّات الماضي المسلوب؟ فلتعلن ثورتك البائسة على الإنسان المقهور، و كفاك تراضٍ مع عدو فكرك اللدود. إن الإنسان مكر الطبيعة و مرجاها، و هو منها و شاهد عليها، يفسرها و يقلب فحواها، ينظم أفكارها و يكتشف أسرارها، إنه لسر عظيم أن نعرف أقدارنا، يختلف إثنان و لا حق بينهما يعلل جمالها. فقل أيها العربي من أعطاك حق امتلاكها، و فسر كيف للأمور السير على غير مشيئتها، هل استعصى عليك الفهم فوكلت للسماء تسييرها؟ أم أن للطبيعة سننها تسبق علمنا و أحكامنا؟ لقد ارتوى المكان من ماء ملوّث، و احتدم الصراع حول سنة الماء المقدّس، تهافت الكل لإرضاء الرب المبجل، حتى يأخذ بهم رأفة في اليوم المنتظر، آمنوا حتى الجنون فجعلوا العقل يُحتضَر، تغمّد التراب بالماء الغزير وانجرف، أين المفر من نظرة المستلب! و أين المفر في نظرة المغترب! بل أي شرف في الانتساب للشرف! لا لم يعد وطني جميلا بعد اغتراب الوطن.



#يوسف_الأخضر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الصنم
- القمر
- هل لكل موضوع عنوان ؟
- الوعي و الواقع
- المدينة المتفاضلة
- السيد المارد
- الغريق و المنقذ


المزيد.....




- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - وحشة و اغتراب