أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - سلاسل الغفران














المزيد.....

سلاسل الغفران


يوسف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


باسم الطبيعة و رحمتها، و قسوتها و جمالها، ثم إن لنا مرجاها و إليها نطلب مثوانا، إن ما بعد أوزارها روضة خضراء، و ماء عذب و شجر و أم عذراء، آتاها آدم من بعد الخلق فسميت بالخطإ حواء، من ذا الذي سماها قبل اكتشاف الأسماء، إن هو الله فقد دنى بعد الاعتلاء، و إن هو آدم فقد علا في لحظة اكتئاب، لأن بالأسماء الأولى انكشفت كل الأسماء، فضاعت تارة في غب الهديان، و انتصرت تارة أخرى حتى الجنون على ما عرفت عليه الأشياء. أعوذ بعدالة السماء من بعض خلقها، من أوزار من تكلس بداخله هوس الحقد رغم حمضية قطرات مطرها، أترغب الحياة فينا أم نحن من نشتاق لهمسات نسيمها؟ أهو الخلق من يحبها أم هى الأم التي تحبنا سرا و علنا في كل ارتواء بمطر سمائها؟ إن لمن بعض نذرها جفاف الواحة الخضراء، و انقضاء موسم الشتاء و الارتواء، إنه غضبها على الخلق بعد كل انحدار، لأن الخلق ما خلق إلا للاعتلاء، هو مسعدها و نفَس كل ارتقاء، فقد مات من مات بداخله معنى الحياة، الجُبَّأُ منا من ضاع في وهن التقدير و المَلال، والشجاع من اتخذ المُنْتَصَى حَكَما وهو الرجل ذُو العزيمَة و المَضَاء.

تسلل النسيم و انسلّ، على بساط الروضة انجلى العشب وابتلّ، ترنح الشجر وهلات موصولة ثم استقرّ، وسط الخَضِر مياه عِذَابٌ وعلى الروابي طفا الغزال وانشرح، إن بعد الهدوء غضب فوَجَل، ثم يأتي الربيع بالروابي طيبةً ورَغَد. على غصن شجرة الاختبار يربض ثعبان، فلجمال الروضة وخضرتها ضرب من الخداع، وإلا لما كان للجمال تقدير و اعتبار، فليس للربيع نسيمه لو لم يوجد الشتاء.

فأي اندهاش على المحيَّى إن هي تغربت باغترابكم عنها، لن يعتمر عليها زرع ولا نسل إلاّ ما تفرد بكماله منها، يومذاك تغزو الدهشة و تثور، تسابقوا حتى الوهن و ما ملوا وما تسلل لنفوسهم كلل أو فتور، فأي انفعال يؤازر مستلبهم إن هي غامرت بكم حد جنون في غرة انفعال، أكيد لن يشهد بالشيء بعدئذ إلا الاَّشيء العدمي السابق لأول بدايات كل مقياس، في البدء كانت في وحشة غارقة، يكسوها ذخان من نار حامية، فلا مراء في ما تبقى من توحش و بدايات تائهة، بلى إن التيه ماضي الوجود و غيره حدائق خالدة، فلا الروابي على خضرتها باقية، ولا المياه العذاب و لا الظلال ولا الرمال ثابتة، فابعث يا إنس عبر الأثير موجة فريدة لقصة حبك الأخيرة، وانسلخ بعجالة الثائب عن نومك الآسن الثقيل، دع عنك ما يبطل انتمائك للمملكة العظيمة، فعسى منها بعض من صبر حكيم، و عطف مديد، ثم نذير خفيف خفة ريشة تهادت حتى التعب فتحملها الهواء بقية الطريق. إن في الاختيار محبة و احتمال يغني الوجود لا محالة، و الحكمة كيف انتهى بصدق كل اختيار ولكل في الأخير تقدير و مكانة.



#يوسف_الأخضر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفرات معذبة
- عقاب الإله زيوس
- وحشة و اغتراب
- لعنة الصنم
- القمر
- هل لكل موضوع عنوان ؟
- الوعي و الواقع
- المدينة المتفاضلة
- السيد المارد
- الغريق و المنقذ


المزيد.....




- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...
- Maturity: ألبوم لنادر بن عن المنفى والإنتماء بإيقاعات الفولك ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الأخضر - سلاسل الغفران