أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - الحظ














المزيد.....

الحظ


الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


هكذا هو منذ أن بزغ في كابوس الوجود، ان استيقظ باكرا وجد العصافير قد سبقته في الزقزقة وجمع الحبوب، وان خرج عصرا لكي يتمشى على الجسر صعد الغبار جبين السماء، فيعود الى البيت كمن لفظ من جوف الحوت، وان رن هاتفه ليلا يبشر بالحبيب امتلئ المكان ضجيجا ، يغلق الهاتف يسكن الضجيج يعود السكون، وان نوى السفر بعيدا خلال اليوم ، هطل المطر، رن البريد، يقرأ الرسالة، سيدي نأسف الطقس ردئ اليوم ، لقد تأجلت رحلتنا الى يوم غدا، سنوفيك لاحقا بكل جديد، حاول الانتحار مرارا ومرارا ، مرة تذق سم الفأر فجدوه رديئا كالنبيذ المستورد تماما لا يصرع الجسد، بل شبقا في معاشرة الوهم ، ومرة ضبطته أمه يلف الحبل كربطة العنق باناقة جحش خارج في مهمة رسمية الى الوادي ساعة الغروب، وان قام الليل متأملا هلام الحياة شطره نهيق الهلال الى نصفين، لتعيده أكثر كآبة في الوجود، وعندما يسأل عن توتر علاقته مع الحظ يقول :

الحظ لا أسود و لا أبيض ،، لا أحمر هو ولا أخضر ،، الحظ منبوذ قوس قزح ،، ناشزا ومتسقا على لوحة الطبيعة ،، أسفله عاليه ،، تجده في كل شيء ،، هو القابض على ريشة الانسان ،، يرسمه كما اقتضى حال الانسان ،، الحظ هو رمز الحائرين ،، الخائفين المنتظرين عطفه ،، و عطفه البعيد بعد الحقيقة عن المكان ،، الحظ خليل الغائب عقلا ،، يحاوره فيركض مبتعدا ،، يجاريه على خطى الالهة ،، يكلل طريقه بالأزاهير المشوكة ،، صباح و مساء و قيلولة النهار اذا لزم الأمر ،، يطئها حافي الأمل ،، يتمتم حامض الكلام ،، في حلم خاطف ولد ساعة الهذيان ،، هكذا الحظ ،، لفظة قد نطقت فجأة كما أنا في الوجود .

يقول العقل:
الحظ أكذوبة الحالمين النائمين ،، على خطى الايمان ،، تغيم على مقربة أجفانهم ،، تكاد تمطر فتتبعثر سرابا ،، من تحجر الدمع في زرقة السماء ،، ليتلاشى رويدا رويدا ،، في سقف قطاطيهم المشرورة على شملة الزمان .

يقول القلب:
الحظ ضربة الذرات طبل الخلود ،، وانكشاف القمر في الليالي المظلمة من دخان الحروب ،، الحظ مناجاة الموت للحياة ،، و مناجاة الحياة للموت .

فيقول الحظ :
أنا الحظ أمنية العابد ،، و حيلة المعبود ،، الغائب فعلا ،، الحاضر اسما ،، كذات المعدم في الوجود ،، أنا الحظ كلام الله ،، في أصحاب اليمين و أصحاب الشمال ،، و حبيب أهل الجنة وربيب أهل النار .

يقول العقل :
دعك عني يا حظ وابتعد ،، دعني اتامل حالي وحيدا ،، بنفض غبار السنين ،، على مهل أنفضه ،، على مهل الليل في قرية الفلاحين ،، كسجارة قلقة بين أنامل أنثى ،، غارقة في ثمالة الحنين ،، تفتش عن حبيبا تاه وسط النجوم ،، قل شيئا وأبعده عني أيها القلب .

يقول القلب :
الحظ شيخ المسحوقين الواقعيين ،، المعذبون في دوامة دياليكتيك الوجود ،، المتمددون كطريق الابقار بين الكلاء والعيد .

فيقول الحظ :
أنا الرب ،، أنا الشر ،، أنا العابد حفيد المعبود ،، أنا تنهيدة العاشق بعد خذف الهيام في روح المحبوب ،، أنا الحظ مع الغالب والمغلوب ،، سيئا في المحنة ،، بقضاء الله وقدره ،، المبرر لفعل الجلاد والمجلود ،، حسنا أنا في النعمة ،، فلكل مجتهد نصيب ،، أنا الحظ ،، أنا القاتل والمقتول ،،  أنا السلام والحرب ،، أنا الليل والنهار ،، أنا الحظ ،، في السعادة و الشقاء ،، في الانتكاسة والاقدام .

و لكن الحق أقول ،، أنا وجهك في الحالتين ،، بنتك وابنك منذ ألاف السنين ،، ولا أعلم من أين أتيت بي؟ ،، من أنا هل حقا أنا حظا؟ ،، الوداع أم اللقاء؟ ،، اليأس أم الأمل؟ ،، النجاح أم الفشل؟ ،، والحق أقول وأقول ،، لقد سئمت هذا الدور ،، أريد أن أتحرر من السيئ والحسن ،، من التناقض والتضاد ،، من كروت اليانصيب ،، من طاولات الميسورين ،، من أحلام المعدمين ،، أريد أن أخرج من لغة الغاويين .
يضبط ساعة الحائط ويمضي باحثا عن ما يريد، ويقول في سره لا شيء يدعى حظ، أنا الحظ .



#الهادي_قادم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفيف الوجد -3-
- شفيف الوجد -2-
- شفيف الوجد -1-
- أملي من الأيام نور العقل يهديهم
- العصفور الجريح وكركور الجبال
- هي فيه كشتلة الياسمين
- عن أهل الحفرة أتكلم
- قالوا لنا هكذا قدر لكم الحياة في البسيطة
- لما لا تغامر
- أصل الشرور بين التعاطف مع المعتدلين و غض الطرف عن جذور المتش ...
- كابوس أول الفجر
- و مازال ليلي برد و سهاد
- التوهان
- مزمار الاندثار
- ستتحاور الألوان
- القرنفلة السمراء
- انا وصاحبي والقمر
- قصيدة أركاماني
- صماء
- في ماذا الاستغراب


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الهادي قادم - الحظ