أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الشديدي - البوري رقم 2














المزيد.....

البوري رقم 2


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 11:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خلال فترة لا تتجاوز الشهر الواحد كشفت القوات الأمريكية في العراق قبوين من أقبية التعذيب التابعة لوزارة الداخلية. وهذه الوزارة يقودها، كما هو معروف، الأئتلاف الذي تغلب عليه الأحزاب والحركات السياسية الدينية الشيعية.
صحيح جداً ان هناك، في ذلك الأئتلاف، بعض الاحزاب التي لا تشارك الأحزاب الدينية الشيعية افكارها وتوجهاتها ودخلت معها على الخطّ لأسباب تكتيكية محضة وتحالفات انتخابية ضرورية، بالنسبة لتلك الأحزاب على الاقل. ولكن الأئتلاف الديني الشيعي يتحمل مسؤلية قيادة وتوجيه هذه الحكومة. فرئيس الوزراء من حزب الدعوة وهو حزب ديني شيعي. وكذلك هو الحال بالنسبة لوزارة الداخلية التي توجهت لها اصابع الأتهام برعاية أقبية التعذيب سيئة الصيت تلك. فوزير الداخلية احد قادة حزب بيت الحكيم، والوزير وحزبه شيعيان لا غبار على شيعيتهما.
ولا يسع قيادة الأئتلاف، والحال هذا، التنصل من المسؤولية المباشرة، او غير المباشرة، عن وجود وتسيير قصور النهاية الجديدة التي بدأت تنمو في عراقنا "الديمقراطي" نمو الطحالب في ماء البحر. فإما ان يكون للداخلية وضباطها ومراتبها دور فيما يحصل وإما ان يكون هناك من يستخرد الوزارة المسؤولة عن تطبيق القوانين وحفظ الأمن والنظام وحقوق الانسان في العراق. ولا نجد اي احتمال ثالثٍ نستطيع ان نفسر الحدث من خلاله. الاحتمالان واردان، وكلاهما يدينان وزارة " صولاغ وشركاه المحدودة".
فأذا كانت أقبية التعذيب تلك قد انشأت بمعرفة ومباركة الحاج صولاغ وحزبه العتيد ووزارته التي بدأت فضائحها تتصدر عناوين الصحافة العالمية، فقد تجاوزت الداخلية صلاحياتها الممنوحة لها بموجب القوانين، حتى تلك المؤقتة منها. ويصبح من الواجب على كبار موظفي الوزارة تقديم استقالاتهم الى دولة رئيس الوزراء الذي سيقوم بدوره بقيول استقالاتهم. ثمّ فتح تحقيق في الموضوع وتقديم السادة المسؤولين عن قصر النهاية رقم واحد في الجادرية وقصر النهاية رقم اثنين في ساحة النسور الى المحاكمة.
فهؤلاء السادة الاشاوس لا يختلفون عن الديكتاتور العفن صدام حسين الذي يمثل أمام محكمة الشعب . فما يفعلوه لا يختلف اطلاقاً عمّا فعله صدام من جرائم بحق الشعب العراقي. لقد استغل ابن العوجة سلطته وتعامل مع الدولة على انها ملك صرف ورثها عن أبيه النكرة حسين المجيد. وفتح أقبية التعذيب ومارس فيها ورجاله ابشع انواع التعذيب بحق المواطنين العراقيين ممن اعلنوا معارضتهم لنظامه الأستبدادي. وهذا الأمر يمارسه السادة في وزارة الداخلية في عراق ما بعد الديكتاتورية. إذ بدأوا اول ما بدأوا نشاطهم الوظيفي بفتح مراكز التعذيب السريّة التي كشفتها القوات الأمريكية مؤخراً، معتقدين ان السلطة انما نزلت عليهم من السماء لتعويضهم عن مظلومية عمرها أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمن. مشرعنين سلوكهم لسحق الرأي المخالف لهم بقوانين إلاهية لا يجوز لأحدٍ انتقادها أو حتى مناقشتها. بل ربما يعتبرون ان فتح تلك الأقبية ومراكز التعذيب ضرورياً للأنتقام من أعداء آل البيت عليهم السلام الذين هم بالضرورة أعداء الشعب العراقي برأيهم. من يدري؟؟؟ وقد تعتقد داخلية صولاغ وقواتها الساهرة على حماية المواطنين بأنها إذ قامت بتعذيب اكثر من 600 مواطن عراقي فأنها تؤدي بذلك واجباً دينياً عقائدياً تحصل فيه على الأجر والثواب.
ولكن هل يشفع لهم ذلك أمام القانون؟؟ هل ستشفع لهم مظلوميتهم في حال وقفوا أمام محاكمة كتلك التي تحاكم ديكتاتور العراق الساقط؟؟؟
هل صفقنا لسقوط الطاغية وصمتنا على مضضّ على اكثر الخيارات مرارة، سقوط بلادنا تحت الأحتلال، لنقوم بتنصيب نظام يقوده مجموعة من البلطجية الذين يدّعون التشبع بدلاً عن نظام تقوده شرذمة من البلطجية الذين كانوا يدعون التسنن؟ ما الفرق اذن بين النظامين؟ هل يكفي أن نبدّل تكريت والعوجة بالنجف وكربلاء كي يصبح النظام في العراق شرعياً ومقبولاً من الناحية الشعبية ثم يفعل قادته ما يشاؤون ويشتهون دون أن يحاسبهم أحد؟
ثمّ هل ينوي السادة قادة الأئتلاف الديني الشيعي السير على خطى النظام البعثي البائد في استهانة كرامة المواطن العراقي المخالف أو المعارض لهم وتعريضه للصدمات الكهربائية وقلع الأظافر وضرب الفلقة وبعد ذلك اطلاق رصاصة الرحمة على رأسه ودفنه في مقبرة جماعية "ديمقراطية"؟
كيف يبرر الحاج صولاغ وجود القبو رقم 2 في ساحة النسور في بغداد؟؟ هل هو خطأ مطبعي أم ان السيد الوزير قام بفتحه مع سبق الأصرار والترصد؟
المؤكد ان هناك من العراقيين الشرفاء من قام بأبلاغ القوات الأمريكية عن وجود قبوي التعذيب المذكورين. فمن الصعب على القوات الأمريكية الحصول على معلومات عن تلك المراكز ذات الطابع السريّ دون تعاون من عراقيين يهمهم ان تسود دولة القانون وأن نقضي على نظام صدام لا على شخص صدام فقط. فنظام صدام مجموعة من الممارسات التي دمرت العراق وعلى رأسها ممارسة التعذيب وقتل المعارضين السياسيين في سجون وأقبية النظام. لذلك قام أولئكّ العراقيون الشرفاء بأعطاء السادة في الإئتلاف بوريين من النوع المعتير.
للذين قاموا بالتبليغ عن تلك الأقبية المسخ... ألف تحية.
ورجاء بأن يكون البوري القادم من حجم 555 انج ليصل الى زردوم الحاج صولاغ وأتباعه.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد
- ألمرجعية ولعبة السياسة
- مذكرات لقلق مصاب بأنفلونزا الطيور
- الصحافة الوطنية العراقية في خدمة الأرهاب؟!
- ريّا تعودُ اليومَ من موتِها
- الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة
- رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ
- شمس الدين: الحقيقة والأسطورة
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد الشديدي - البوري رقم 2