أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد الشديدي - شمس الدين: الحقيقة والأسطورة















المزيد.....

شمس الدين: الحقيقة والأسطورة


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 08:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


أقلام عديدة غمست نفسها، أمس، بالحبر الأسود الفاحم وهاجمت كاتباً عراقياً اسمه شمس الدين الموسوي. كان يكتب في أحد المواقع العراقية قبل اغتياله، قبل أيام قليلة في البصرة، من قبل الميليشيات المدعومة من قبل المخابرات الإيرانية. مدعيةً أن تلك الشخصية لا وجود لها في أرض الواقع.
أقلامٌ عديدة أبدت تشفياً غريباً بموت مأساوي لكاتب عراقي قطع القتلة يده اليمنى ثمّ رموه في عرض الطريق.
احدهم كاتب ساخر، أو هكذا يعتبر نفسه، أطل علينا عبر عدد من المواقع العراقية بأطروحةٍ غريبة تنتمي في شكلها ومضمونها الى عالم المخابرات وتستند كليّاً الى نظرية المؤامرة السيئة الصيت، تلك التي ابتلينا بها منذ قرون ومازلنا نلوكها كما يلوك إخواننا اليمنيون نبات القات.
وفحوى أطروحته الجهنمية هي أن أياد الزاملي، رئيس تحرير موقع كتابات، قام بفبركة شخصية شمس الدين وأستغلها لتمرير "مخططاته العفلقية" ثم قام بعد ذلك بقتل تلك الشخصية. ويبدو أن الكاتب الساخر الذي يضحك بعد كلّ ثلاث جُمل يكتبها لم يقرأ أو يسمع تلك المقولة التي تعلمناها في طفولتنا: الضحك بلا سبب من قلة الأدب. فهو كثير الضحك بسبب أو بدونه. ولكنه تأكد، انتبهوا جيداً، تأكد أن ذلك الشخص المدعو شمس الدين الموسوي هو من بنات أفكار الزاملي لا غير ولعبة من ألعابه.
ولم يذكر الكاتب الساخر الذي يضحك على نفسه وقرّائه ما هي مخططات الزاملي العفلقية. فما جاء في مقالات الشهيد شمس الدين، وأسميه شهيداً وبإصرار سواءاً كان شخصية من لحم ودم (وجلاوي) على حد تعبير ذلك الكاتب الساخر قليل الذوق الذي لم يراعِ حرمةً لميتٍ لم يجف تراب قبره بعد، أو لم يكن كذلك. فما جاء في مقالاته لا يعدو كونه جزءاً من الحقيقة التي يسمع عنها العراقيون بل ويرونها كل يوم. فقد كتب رحمه الله عن تزايد النفوذ الإيراني في البصرة. وأرجو من الكاتب الساخر أن يدحض وبالدليل "افتراءات" شمس الدين التي لم تعجبه وجماعته من المخابرات الإيرانية التي باتت تحكم البصرة، بل جنوب العراق بالكامل، مدعومة من مرتزقة وازلام الميليشيات المسلحة وتجار المافيا. هل كان شمس الدين يكذب؟؟ سؤال على السيد الساخر أن يجيب عليه. وبشكلٍ أوضح هل كانت مقالات تلك الشخصية، وهميةً كانت أو حقيقية، تتجنى على أحزاب وجماعات وأشخاص دون وجه حق؟؟؟ هل أخترع ذلك الشخص الذي كان يوّقع مقالاته بأسم شمس الدين تلك المعلومات؟ ليذهب السيد كاتب الساخر وليقرأ مقالات الكتاب العراقيين في هذا الجانب. ولن أذكر له كاتباً بمستوى أقل من أستاذي وصديقي الدكتور عبد الخالق حسين، وهو كاتب فوق مستوى الشبهات، الذي كتب في مقاله المعنون" من يحكم العراق" واصفاً النفوذ الإيراني بما يلي:
"الحكومة الإيرانية: ففي المحافظات الجنوبية هناك عشرات المكاتب إن لم نقل المئات، تحت واجهة مؤسسات خيرية لمساعدة الشعب العراقي، تتمتع بسلطة الحكومة، وهي في الحقيقة مؤلفة من مكاتب استخبارات (إطلاعات) ورجال حرس الثورة الإيرانية بالألوف، يقومون بدعم وتنظيم جيش المهدي وغيره من المليشيات الإسلامية تحت مختلف الأسماء والواجهات، إضافة إلى وسائل إعلام واسعة......"

وشمس الدين لم يكتب غير ذلك. فلماذا بلع السيد كاتب الساخر لسانه ولم يعلّق على مقالات كتّاب عراقيين لم يذهبوا بعيداً عمّا ذهب اليه شمس الدين؟
المشكلة في طروحات السيد ساخر أنه يرمي القارئ في دوامة من الشكوك حول حقيقة وجود الشهيد شمس الدين الموسوي ونصل معه في نهاية المطاف الى أن أياد ألزاملي نفسه قد يكون شخصية وهمية أخترعها.... اياد الزاملي (اسم الشخصية الوهمية بالهمزة والحقيقية دونما همزة.)

أما الكاتب الثاني، الذي يفتخر بأنه حفيد ثورة الزنج، فقد كان أكثر عبقرية من صاحبه وأكّد بما لا يقبل الشكّ أن شمس الدين (المو.. سوي) هو شخصية اختلقها قسم الدعاية المضادة في حزب البعث المقبور. يعني انه شخصية كارتونية لا تختلف عن ميكي ماوس والرجل الطنطل ولكن لم يبتكرها والت ديزني أو غيره بل قام الصداميون باختراعها ودّسها على صفحة كتابات ووقع اياد الزاملي (الحقيقي) وليس الوهمي في شراكهم وبلع الطعم. ولكن مهلاً فالسيد ساخر صاحب السيد حفيد ثورة الزنج كان قد قال أن الشخصية اخترعها أياد الزاملي (واحد بهمزة والثاني من غير همزة) ولكن صديقه، الذي يفتخر بأنه من أحفاد من أحرق البصرة على رؤوس ساكنيها لذلك فأنه يشعر بسعادة غامرة عندما يرى إطلاعات الإيرانية تقوم بإحراقها ثانيةً في زمننا هذا وعلى رؤوس ساكنيها أيضاً، قال أن شمس الدين فبركهُ قسم الدعاية المضادّة في حزب البعث المقبور. ونريد هنا أن نفهم: من فبركَ شمس الدين؟؟ الزاملي أم قسم الدعاية المضادة؟!
وهكذا لا نصل الى نتيجة فالأول يرفع والثاني يكبس.. وضيّعوا علينا الخيط والعصفور. ويبدو ان هذا هو بالضبط ما يرمي اليه قسم الدعاية غير المضادة في وزارة الداخلية العراقية (صولاغ وشركاءه) مستعيناً بخبرائه في فن السخرية وحرق المدن على رؤوس عباد الله.
هؤلاء الكتّاب يذكروننا بأولئك الذين كانوا يدافعون عن صدام التكريتي وحزبه المقبور عندما كان في السلطة يتحكم بالرقاب والمصائر. كان كتّاب البلاط الصدامي ينكرون وجود مقابر جماعية، ومازالوا، وينكرون وجود سجناء سياسيين في سجون النظام الفاشي بل وينكرون وجود معارضة اصلاً، وينكرون وجود ظلم وإرهاب وتعذيب وأنتهاك لحقوق الإنسان العراقي وحروب إبادة جماعية. كانوا ينكرون وينكرون تماماً مثلما يفعل السادة كتاب وأنصاف مثقفي بلاطات الأحزاب والميليشيات في العراق الجديد.
فمهلاً ايها السادة كتّاب العهد الجديد. نعرف أنكم أصبحتم من العائلة المالكة الجديدة، أو العائلات المالكة الجديدة التي تتقاسم حكم دويلات الطوائف في عراقنا الممزق، ولكن يبدو أن عليكم أن تتعلموا من أساليب أسلافكم في بلاط البعث الصدّامي. فقد أنكروا كثيراً من الحقائق ولكنهم لم يجرؤا يوماً على نكران وجود إنسان من لحم ودم و(جلاوي) كائناً ما كان مقدار كراهيتهم لهذا الإنسان أو مقدار خوفهم من طروحاته كما فعل حضراتكم مع الكاتب شمس الدين الموسوي.
أخيراً فأن شمس الدين الموسوي شخصية حقيقية. كانت وستبقى بيننا رغماً عنكم. فهو العراقي الذي يدافع عن بلاده وأرائه. وهو الجندي المجهول والكاتب المجهول الذي ينبتُ في تراب العراق ولا يستطيع احدٌ اقتلاعه منها سواءاً كانوا من أحفاد هولاكو أو أحفاد من أحرقوا البصرة ونثروا في ربوعها الويل والخراب. أنه جراحاتنا. املنا الذي يتلظى بين النار والرمضاء محاولاً الوصول، ولو زحفاً، الى عالم الحرية الواسع. أنه العراق بكل ما فيه من تناقضات تصل الى حد الحكمة التي تكتب على مآقي التاريخ.
وسواء كان شمس الدين الموسوي حقيقة أم وهماً فقد تحّول ذلك الرجل البسيط الى أسطورة. وإلا لما كنتم كلفتم أنفسكم عناء الكتابة عنه.

من هو شمس الدين الموسوي؟؟؟؟
نحن جميعاً شمس الدين الموسوي... أنا شمس الدين الموسوي. وكلّ من ينشد الحرية لشعب العراق هو شمس الدين الموسوي.
رضيتم بذلك أم لم ترضوا.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد الشديدي - شمس الدين: الحقيقة والأسطورة