أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد الشديدي - السادة والعبيد في العراق الجديد















المزيد.....

السادة والعبيد في العراق الجديد


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 11:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


دراسة سريعة لموقع رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري على الشبكة العالمية

السيد..هكذا يصفعك عنوان الموقع الالكتروني للسيد رئيس الحكومة العراقية الحالية إبراهيم الجعفري على الشبكة العالمية. فبذكاء السياسي الذي يحاول اكتساح الشارع بحملةٍ دعائية موجهةٍ يشكل مدروس يترك الجعفري المتصفح لموقعهِ في حيرةٍ من أمره. هل هو موقع رئيس الوزراء العراقي حقاً؟ فليس هناك من تأكيد واضحٍ على إن الموقع هو الموقع الشخصي للسيد رئيس الوزراء كما جرت العادة على ذلك بكتابة نص واضح لا لبس فيه لتثبيت حقوق مالك الموقع في المادة المنشورة من نصوص وصور.
ولكن صورة الجعفري التي تأخذ حيّزاً بارزاً من تصميم الصفحة الرئيسية وأحدى من مقولاته..او هكذا يدعّي مالك الموقع. لا يترك مجالاً للشكّ بأن الموقع قد أُطلق بعلم وموافقة " السيد" الجعفري. وإن كان الجعفري قد أعطى لنفسه مجالاً للتنصل من محتويات الموقع اذا ما ظهر عدم جدواه او تسبب له بأية أضرار على الصعيد الإعلامي.
في هذا الموضوع عدة أمور يجب التنبيه لها. فالجعفري هو قائد حزب الدعوة الإسلامي الشيعي وهو أمر لا تشير اليه النصوص الموضوعة في الموقع من بعيد أو قريب. وليس هناك أي ذكر لعلاقة الجعفري بذلك الحزب أو سرد لعلاقته من الناحية التاريخية به كما لا يجد المتصفح للموقع ما يشير بأي شكلٍ من الأشكال الى تبني الجعفري لأفكار ومبادئ وتاريخ وشهداء حزب الدعوة الإسلامي الشيعي وخططه وبرامجه.
الموقع والحالة هذه هو مِلكٌ شخصي للجعفري دون أي علاقة بحزب أو منظمة أو جماعة.
وبناءاً على ذلك تمّ اختيار عنوان الموقع: السيد دون أن يكون لأيٍَ كان علاقة به أو تحّمل مسؤولية ما يُنشر على صفحاته.
في الصفحة الرئيسية تظهر كلمة السيد بحرف اخضر كبير. واستخدام اللون الأخضر يأتي ليخدم هدفين في وقت واحد. الأول لتأكيد "سيدية" صاحب الموقع وانتماءه من ناحية النسب الى الشجرة العلوية، وسادة الشيعة الإثناعشرية، أحفاد الإمام علي بن أبي طالب (ع) من ولديه الحسن والحسين، يستخدمون اللونين الأسود أو الأخضر لوناً للباس الرأس الخاص بهم لتمييز أنفسهم عن غيرهم. لذلك استخدمه مصممّ الغرافيك وهو أمر لا ضير منه على المستوى الإعلامي لبعض من قادة العراق الجديد الذين يعتبرون شرف النسب من المؤهلات الضرورية للحاكم القادم للبلاد.
أما الهدف الثاني فهو لموائمة كلمة السيد الخضراء لألوان العلم العراقي التي تتوّسط ما يشابه قوسين مائلين باللون الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل. لتّكون بمجموعها شكلاً ذي إيحاءات لها علاقة مباشرة بالعلم العراقي بمستطيله الأعلى الأحمر ونجومه وكلماته الخضراء على قاعدة مستطيل ابيض ثم المستطيل الأسفل الأسود. وهنا وضع مصممّو الموقع أنفسهم في موقعٍ لا يُحسدون عليه. فالعلم العراقي من الرموز الوطنية التي لا يسمح للأفراد كائناً من كانوا بإستخدامها. وهناك قوانين في بلدان عديدة تمنع استخدام ألوان أو رموز العلم الوطني من قبل الأفراد لأغراض الدعاية الشخصية. ذلك ان العلَم مِلكٌ للجميع ويحّرم استغلاله لجنيّ منافع شخصية.
وبغض النظر عن نوايا مالك الموقع فإن استخدام كلمة السيد لا يعني للقارئ العراقي إلا شيئاً واحداً: وهو إن مالك الموقع يضع نفسه في مرتبة أعلى من الآخرين. والآخرون هنا هم العراقيون عامةً. وفي محاولة لإستنطاق الكلمة من الناحية اللغوية نجدّ ان كلمة سيد تقابلها كلمة عبد في الجانب المعاكس. وهذا امر لا غبار عليه. وكلمة السيد في هذا السياق تأتي لتأكيد عبودية الآخرين.
ولكن دعونا ننظر من زاوية أخرى للموضوع فقد نكون أسأنا الفهم قليلاً. ذلك إن العراقيين يطلقون كلمة السيد على كل من أدعى علاقته من ناحية النسب بالإمامين: الحسن والحسين عليهما السلام. وهنا ينتفي ذلك التفسير المؤسس على فهم الكلمة من زاوية السيادة والعبودية.
فالسادة هنا هم ما أُصطلح على تسميتهم بالأشراف العلويين. وهذا بدوره يقسم المجتمع الى فئتين: العوام والسادة وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات للطرفين من الناحية العقيدية والاجتماعية والاقتصادية. والسادة يشكلون قمة الهرم الاجتماعي ويأتي العوام في قاعدة ذلك الهرم وقعره.
وهنا أيضاً وضع مالك الموقع السيد رئيس الوزراء العراقي في مرتبة أعلى من العراقيين الآخرين.
وفي الحالتين يخرق مالك الموقع اللائحة العالمية لحقوق الإنسان التي تؤكد ان البشر جميعاً متساوون أمام القانون بالحقوق والواجبات ولا فضل لأحد على الآخر بنسبٍ أو لون او دين أو قومية. وفي نفس الوقت خرقاً لمبتدئ الديمقراطية التي أعلن رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري التزامه بها. تلك التي تؤكد على مساواة المواطنين أمام الدستور دون تمييز بينهم.
والموقع متخمٌ بصور "السيد" الجعفري مع نشر صور لبعض مراجع الشيعة بلباسهم التقليدي. وهي صور بالأسود والأبيض يبدو إن مالك الموقع يحاول من خلالها الإيحاء للمتصفح بامتلاكه لعلاقات تاريخية مع المراجع الدينية واستثمار ذلك لأغراض الدعاية الانتخابية وغيرها. وتلك الشخصيات الدينية شخصيات عامة يحّقُّ لأي كان استخدام ونشر وطبع صورهم دون أذن منهم أو من ورثتهم. أما فيما يتعلق بالمحاولة لاستغلال صور المراجع الدينية لإضفاء الشرعية على مواقف الأفراد السياسية ومنهم مالك الموقع فمسألة فيها نظر.
في الموقع صور من مناطق تاريخية ومقدسّة وصور لمدن عراقية. أغلب تلك الصور مأخوذ عن مواقع عراقية أخرى ولم يكلف مالك الموقع نفسه عناء تقديم مادة خاصة به.
اما دليل الموقع فلا يستحق النقد أو الدراسة لأنه ليس دليلاً للموقع بل عبارة عن مجموعة كبيرة من روابط الاتصال بمواقع أخرى ، منها مواقع للزواج والتعارف والمشاكل الاجتماعية والجنسية ويحتوي بعضها على دعايات وإشهار لكازينو للمقامرة عبر الشبكة العالمية.
الموقع أجمالاً لا يعطي صورة واضحة عن رئيس الوزراء العراقي الحالي بل يشوّه صورته، التي بدأ هو شخصياً ووسائل الإعلام بتسويقها في سوق الإعلام المحليّ.
لكن التساؤل عن معنى ومحتوى عنوان الموقع: السيد، يبقى قائماً حتى نعرف نوايا السادة الجدد في العراق الجديد.

للإطلاع على موقع السيد:
http://www.al-sayid.com/index.htm



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد الشديدي - السادة والعبيد في العراق الجديد