أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعد الشديدي - من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه















المزيد.....

من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 07:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أثار مقالنا " عاشروا الأكراد بالمعروف..أو طلقوهم بالمعروف" ردود أفعال متباينة وعلى مستويات مختلفة. وانقسم العراقيون، كما رأينا في المواقع الالكترونية على الشبكة العالمية ووسائل الإعلام، ما بين مصدّقٍ ومكذب لِما جاء فيه. فما جاء في ندائنا كان جديداً على العقل السياسي العراقي الذي تعوّد، في تفاصيل ودقائق الخطاب السياسيّ اليوميّ،على لغة الدبلوماسية المبهمة وتعويم المفاهيم وتسطيح الأمور. ولنا أن نستشهد بالخطاب السياسي العراقي في تاريخنا الحديث وحتى سقوط الديكتاتورية. فعندما نعود بذاكرتنا إلى الوراء نجدَ إن الأحزاب العراقية، علنية وسرّية، كانت تلجاً دوماً إلى المفاهيم المجرّدة والبعيدة عن الواقع ولغة الشعارات الفارغة والمستحيلة التطبيق. مستعينة بكل ما أوتيت من قدرات لغوية لإقناع المواطن بجدوى شعاراتها المرفوعة، مسّلحةً بهوامش كبيرة للفّ والدوران حول مفاهيمها وأهدافها.
تلك التي رأى المواطن العراقي وجرّبَ عدم فاعليتها لأنها لم تستطع زحزحة رأس الديكتاتورية البغيضة عن عرشه. ولولا الله – سبحانه – وجنود المارينز الأمريكان لكان الديكتاتور متنعماً بقصوره وسلطاته اللامحدودة، والشعب العراقي تحت سلطان القمع والإرهاب ومصادرة الحريات، حتى هذه اللحظة.
أما الخطاب السياسي السلطوي فنعرفه جميعاً ولا داعيَ أن نذّكر العراقيين به لأنهم خبروه جيداً ويعرفونه بالتفصيل.
ربما، لهذا السبب، جاء ندائنا غريباً، وأُقحِمَ في خانةِ اللامألوف. واتهمنا بعض الأساتذة من الكتاب والمثقفين العراقيين بمساندة الروح الانفصالية لأكراد العراق. فللمرّة الأولى في تاريخ العراق- وربما البلدان العربية – تخرج مجموعة من الوطنيين لتعلن مساندتها لانفصال أحدى القوميات المكّونة لهذا الشعب. وهو أمر مفهومٌ بالنسبة لنا نحن الموقعين على ذلك المقال وندرك جيداً من جهتنا بأننا ربما خرقنا بطروحاتنا تلك بعض الأسس المقدسة في نظر وتفكير المواطن العراقي ومنها الحفاظ على وحدة التراب والشعب.
إننا في الوقت الذي نؤكد تقديرنا واحترامنا لجميع الآراء التي طُرحت حتى تلك التي تقصدّت إساءة الفهم وتحوير الدواعي الكامنة وراء ندائنا ذلك، نرغب بتبيان بعض الأفكار التي نعتقد بأهميتها في هذا الموضوع.
ندرك جميعاً أن الأمم والشعوب تخلق مفاهيمها ورموزها الوطنية عبر التاريخ مستفيدة من خبرات أجيالها التي تتوارث الأرض والتراث، وصراعها الطويل المرير مع القوى التي تشكّل بوجودها تحديّاً لذلك الشعب سواءاً كانت قوى الطبيعة او الغزاة والطامعين أو تلك القوى العابثة التي تنطلق من رحم ذلك الشعب نفسه لتدمرّ ما تستطيع حفاظاً على مصالح خاصة.
فالتاريخ الذي نصنعه بأنفسنا هو الذي يحددّ مفاهيمنا ورموزنا الوطنية والقومية، لا ذلك الذي يصنعه لنا الآخرون. والشعوب الحرّة تحتفظ بذاكرتها الجمعية بتاريخ معاركها في البناء وساحات القتال على حدّ سواء. وما علَم الدولة وشعارها والنشيد الوطني وحدود الوطن التي تشير إليها الخارطة إلا امتداداً لتاريخِ ذلك الشعب في حياته اليومية المعاصرة.
فقليل من الدول هي من تغيّر أعلامها. ذلك ان العلم رمزٌ لمجموعة من المفاهيم والقيم والأحداث التي مرّ بها الشعب عبر العصور ولا يمكن تغييره إلا بتغيير القيم والمفاهيم والأحداث التاريخية نفسها.
أما نحن في العراق فقد غيّرنا أربعة أعلام، في حالتين تغييراً شاملاً وفي حالة أخرى عن طريق الإضافة، خلال ثمانين عاماً فقط من تاريخنا.
وكم من الأمم غيرّت نشيدها الوطني وشعارها؟؟ ما حدث في روسيا بعد انهيار النظام السوفييتي ان الدولة الجديدة قامت بتغيير النشيد والشعار السوفيتيين. لكنها عادت وتراجعت عن تغييرها للنشيد الوطني مستعيدةً النشيد الوطني من الحقبة السوفيتية بعد تغييره. لأنه ببساطه يمثل جزءاً من تاريخ الشعب الروسي وذكرياته في معارك البناء وساحات القتال التي خاضها الروس خلال الحكم السوفييتي دفاعاً عن بلادهم. أما الشعار فقد تغيّر بعد التخليّ عن الأيديولوجية الماركسية اللينينية باعتبارها "الدين الرسمي" للدولة وعادت روسيا لترفع شعار أسرة ايفانوف الحاكمة قبل الثورة البلشفية. وربما كان ذلك شكلاً من أشكال التوفيق والموائمة بين مراحل وحقب تاريخية عاشها الشعب الروسي ويريد لها أن تبقى ظاهرةً للعيان في المرحلة الجديدة من تاريخه..
أما الحدود فيرسمها تاريخ الشعوب والدول. فهي تتسعُ وتضيقُ تبعاً لقوة تلك الدولة وضعفها وتبعاً للمعادلات الإقليمية والدولية التي تخضع لها تلك الدولة. لقد تغيّرت خارطة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتمّ اقتطاع مساحات واسعة من أراضيها ضُمّت إلى بولندا كتعويض عن الخسائر الكبيرة التي سببها الألمان للبولنديين. وقد يكون بعضُ الألمان اعترضوا على ذلك، لكنهم يعرفون جيداً أن اقتطاع جزءاً من ترابهم الوطني كان بعد انكسارهم في الحرب العالمية الثانية وكنتيجة من نتائجها. فالألمان هم من حاربوا وهم من خسروا لذلك تبدو حدودهم كالتي نراها في الخارطة. وها هي يوغسلافيا السابقة تنقسم إلى دولٍ عديدة بعد انهيار النظام الاشتراكي فيها. وذات الأمر ينطبق على حدود الاتحاد السوفيتي السابق التي تغيّرت كثيراً بعد انهيار النظام الشيوعي وولادة دولٍ جديدة كانت يوما ما جزءاً من حدود مقدسة لم يكن السوفييت يسمحون بانتهاكها تحت أي عذرٍ كان.
أما نحن في العراق فيبدو إننا لم نفهم ذلك بشكلٍ جيدٍ حتى الآن. فحدود الوطن العراقي الحالية، والظاهرة في الخريطة التي تعودّنا رؤيتها مذ ولدنا، لم نرثها كابراً عن كابر. بل جاءتنا بشكلها الجاهز عن طريق وزارة المستعمرات البريطانية بعد انهيار السلطنة العثمانية واحتلال بريطانيا لبلادنا وتقاسمها تركة الرجل المريض مع فرنسا وغيرها من البلدان الاستعمارية.
ولا يستطيع أحدٌ، من أولئك السادة الكرام الذي يدافعون عن وحدة التراب العراقيّ، الادعاء بأنه شخصياً أو أبوه أو جدّه أو أحدٌ من أجداده..لسابع ظهر... شارك في رسم حدود هذا الوطن العراقي مع السادة من وزارة المستعمرات البريطانية السابقة. أو ساهم في ترسيم الحدود مع دول الجوار بناءاً على أحداث تاريخية معينة أو كنتيجة لها. اللهم إلا أولئك الذين شاركوا في ترسيم الحدود مع دولة الكويت بعد احتلال النظام الديكتاتوري للدولة الجارة والهزيمة العسكرية الساحقة التي منيّ بها بعد ذلك. هنا، وفي هذه الحالة فقط، نستطيع وبكل جرأة القول ان حدود العراق مع دولة الكويت الشقيق رُسمت بناءاً على أحداث تاريخية لا لبس فيها وتشكل جزءاً من تاريخ وذكريات،مؤلمة، للشعبين الشقيقين العراقي والكويتي.
وكم من أراضي عراقية وحدود تنازل عنها الديكتاتور الساقط واهباً إياها الى بلدان الجوار دون ان يعترض احد من عباد وحدة التراب والمسبّحين بقدسية الحدود.
أما حدود بلدنا الأخرى فلا علاقة لأحدٍ من العراقيين بها من الناحية التاريخية. ومن ضمن ذلك حدود العراق الشمالية محط الخلاف بيننا نحن الداعين إلى إطلاق سراح أكراد ألعراق من مواطنةٍ قسرية نعرف جميعاً إنهم لا يرغبون بها وأولئك الداعين إلى إبقاءهم في عراقنا كائناً ما كان ثمن ذلك.
لقد تمّ تغيير علم بلادنا لمرّات عديدة ولم نعترض. وتمّ تغيير شعارنا ونشيدنا الوطني لمرات ومرّات ولم نعترض كذلك. وتمّ تغيير حدود بلدنا مرّاتٍ ومرات ولم نعترض. فما بالنا نعترض هذه المرّة على تغيير حدود بلادنا التي طرحنا نحن في مقالنا تغييرها لضمان أمننا ومستقبل أبناءنا وبناتنا؟
أليس للعلم وللنشيد الوطني وشعار الأمة نفس المقدار من القدسية التي لحدود البلاد؟ ألا تمثل هذه الرموز مجتمعةً تاريخ الأمة وروحها التي تتناسخُ عبر القرون لتشكل وحدةُ بيولوجية غير قابلة للانفصام أم أننا، نحن العراقيين، لم نفهم ولم نستوعب حتى هذه اللحظة ماهية تلك الرموز في حياتنا وسرّ وجودها في وجداننا الوطني، إن كان لها وجود في وجداننا الجمعي العراقي اصلاً؟
المشكلة التي نعاني منها جميعاً هي معرفتنا تلك الحقائق وتجاهلنا إياها مع سبق الإصرار والترصد. والأدهى من ذلك أن حتى أكثر دعاة الحفاظ على وحدة التراب العراقي ذكاءاً يعترفون بأن ضمّ الجزء الكردي للعراق من قبل البريطانيين كان تنفيذاً للخطة البريطانية المعروفة في زمن الإمبراطورية التي تكن الشمس تغيب عنها بخلق نقاط ساخنة وبؤر توتر دائمة في البلدان المستعمَرة. إذن فأن المستعمرين البريطانيين كانوا يخبئون نوايا الشرّ من خلال إلحاق شعوبٍ مختلفة في بلد واحدٍ يرسمون حدوده بعناية وبشكلٍ مدروس مسبقاً. والأمثلة على ذلك كثيرة ولا مجال لذكرها هنا في قارة استعمرها الأوربيون بكاملها هي أفريقيا. فبنظرة سريعة على الخارطة الأفريقية نجد إن مبضع الجرّاح الاستعماري الأوربي قسّم القارة إلى بلدان مرسومة الحدود على المسطرة في أحيان كثيرة. ولحق ذلك تقسيم شعوب بكاملها بين مجموعة من الدول الأمر الذي ساهم وما يزال في زعزعة الاستقرار السياسي للبلدان الأفريقية.
إن إخواننا العراقيين، من دعاة قدسية وحدة التراب العراقي، يعرفون ذلك جيداً. بل ويستشهدون به في كتاباتهم وحوارتهم عندما يتعلق الأمر بدول أخرى. ولكنهم يتمسكون بحدود بلدنا تمسّك الطفل الغرير بلعبته عندما يتعلق الأمر بوطننا العراق وحدوده اللاتاريخية.
لماذا علينا أن نتمسك بالحدود العراقية الحالية؟ أهي حدود بلاد سومر؟ أهي حدود أول إمبراطورية في التاريخ: إمبراطورية سومر وأكد؟ أم هي حدود مملكة بابل الكلدانية؟ وهل هي حدود بلاد آشور؟ أم حدود العراق تحت الحكم الساساني؟ وهل يستطيع أحدٌ الإدعاء بأن حدود العراق الحالية هي حدود الإمبراطورية العباسية التي كانت بغداد عاصمة بلادنا مركزها وحاضرتها بلا منازع؟ إننا نرجو الإجابة على ذلك ونتمنى أن تكون الإجابة مقنِعة.
لقد كان العراق يتسع ويضيق عبر التاريخ. فمن دويلات أور وأوروك السومرية التي لم تكن سوى ممالك المدن الصغيرة لدى أجدادنا السومريين، إلى العراق الذي احتوى بين حدوده على أراضي امتدت إلى البحر المتوسط غرباً زمن أجدادنا الكلدانيين والآشوريين. حتى ضاق العراق ولم يعد يمتّد إلاّ إلى حدود الفرات إثناء الحقبة الساسانية ثمّ عاد ليتسع زمن العرب العباسيين ليشمل مساحات واسعة من الأراضي في بلاد فارس حتى إن الأهواز بكاملها ألحقت إثناء فترة من الفترات بولاية البصرة (العراقية).
لا ندري ما هي حدود الوطن العراقيّ في مخيلة العراقيين الذين يدافعون عنها بضراوةٍ منقطعة النظير؟ ولنا أن نسألهم: لماذا هذه الحدود وليست غيرها؟
لقد قامت السويد قبل مئة عامٍ بمنح النرويجيين حق الاستقلال الكامل واقتطعوا تلك الأراضي التي طالب الشعب النرويجي بها، والذي كان حتى ذلك التاريخ، جزءاً من اتحادٍ لا قسري بين الشعبين والدولتين. واعترفوا بالنرويج دولة ذات سيادة واحتفظوا مع جيرانهم النرويجيين بعلاقات طيبة جداً ومتميزة إلى أبعد الحدود حتى يومنا هذا. وتقاسموا معهم ليس الأرض فحسب بل حتى بعض الأمور المشتركة. ومازال النرويجيون، بعد مئة عامٍ من الاستقلال، يمنحون جائزة نوبل للسلام مع أن الفريد نوبل كان سويديا وليس نرويجيا. ولكن حسن النية لدى الطرفين انعكس حتى على اقتسام توزيع جائزة نوبل التي يعتبرها الشعبان تشريفاً لهما بعد انفصام عرى الاتحاد السويدي النرويجي. هكذا جعل الشعب السويدي من جيرانهم النرويجيين اصد قاءاً لهم وللأبد وحلفاء لا أعداء.
ولا نريد أن نرّد على ملاحظات الأساتذة التي اتهمونا بأننا حمّلنا في مقالنا الشعب العراقي بكامله مسؤولية حماقات الأنظمة الديكتاتورية في حين إن الأنظمة الشوفينية القمعية هي وحدها التي تتحمل وزر ذلك.
إننا على العكس من ذلك. انطلقنا في ندائنا من نقطةٍ جوهرية لا ينكرها أحد وهي أن عرب العراق خسروا من أبناءهم في حروب الأنظمة الظالمة ضد أكراد العراق أكثر مما خسر الأكراد أنفسهم. ألا يتذكر السادة الأفاضل كم من الضحايا قدمنا في حروب الأنظمة المستمرة لقمع الأكراد؟ ألا يذكرون تلك الأهزوجة الجنوبية الحزينة التي تشبه أغاني البلوز التي يغنيها الأمريكيون من أصول افريقية: طركاعة اللِفتْ بارزان..بيّس بأهل العمارة؟ ونود التأكيد هنا بأن بارزان المذكور في هذه الأغنية الجنائزية الجنوبية هو الملا مصطفى البارزاني. لأننا كنّا نسمع هذه الأهزوجة في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته. حين كانت صفوف النساء المتلفعة بالسواد تقف بوجوم أما توابيت الأبناء والأخوة والأزواج الذين كانوا جنوداً أو من ضباط الصف الصغار في القطعات العسكرية العراقية المشاركة بما كان يسمى آنذاك "بحركات الشمال".
هل نسيّ السادة من دعاة وحدة التراب العراقي ذلك؟
هل يستحق إبقاء شعبٍ يريد الانفصال عن بلادنا كلّ تلك الدماء التي سالت انهاراً من شرايين وأوردة أبنائنا في الجنوب والوسط؟ أولئك الذين أرغموا على قتال الأكراد في حروبٍ لا ناقةً لهم فيها ولا جمل؟
نحن على العكس ننظر إلى عرب العراق، والشيعة منهم على وجه الخصوص، بأنهم الضحية الأكبر في حروب الإبقاء على الأخوّة القسرية مع أكراد العراق. ولهذا السبب لا لغيره أطلقنا نداءنا بأنْ لا نريد ان نضحي بفتى واحدٍ من فتياننا للحفاظِ على حدود لم نرسمها نحن ولا آبائنا ولا نريد ان ندفع ضريبة الدم لإبقائها كما هي خوفاً من دول الجوار أو مجاملةً لها.
أن ما يعنينا بالدرجة الأولى هو المواطن العراقي وحياته ومستقبله وليتفضل جيراننا بإيجاد حلول لمشاكلهم الخاصة ونرجو من جيراننا، بل سنعمل على أن لا تؤثر حلولهم تلك على مسار حياتنا ومصالحنا العراقية.
إننا نعتقد أن إنشاء أكراد العراق لدولتهم المستقلة سيقلل من الاحتقانات في حياتنا السياسية. فبخروجهم من العراق يصبح العراق بلداً متجانساً يتكّون سكانه بنسبة 95% من العرب وبعض الأقليات التي لم ترفع السلاح بوجهنا يوماً من الأيام كالصابئة المندائيين الذين نعتبرهم نحن من السكان الأصليين للعراق والذين يجب أن نعاملهم كما يعامل الكنديون سكان كندا الأصليين. إذ أطلقوا عليهم لقب: الأمة الأصلية وهو لقب تشريفي لا غير ولكنه يحفظ لهم حقوقهم التي لا يمكن لأحد أن يمارس أي اعتداءٍ عليها.
لقد رأينا كيف تعقدت القضايا وتشابكت في لجنة صياغة الدستور حول مسألة اعتبار العراق جزءاً من الأمة العربية. هذا الموضوع لن يوضع على مائدة المفاوضات في دولة يشكل فيها العرب نسبة 95 % من السكان.إذ سيكون ذلك أمراً مفروغاً منه حينذاك. وما هذا إلا مثالاً واحدا على قائمة التنازلات التي يجب على عرب العراق تقديمها للأكراد ارضاءاً لهم ولإغرائهم على بقاء مناطقهم جزءاً من التراب العراقي. ولا ندري مالذي علينا ان نقدمه من تنازلات في المستقبل لإرغام 20% من سكان العراق على الاحتفاظ بجنسية بلادنا.
لقد وصلت الأمور في العراق بعد الاحتلال الأمريكي الى حافة الهاوية. وبات شبح الحرب الأهلية يخيم على المناطق العربية في بلدنا الحبيب. ونعتقد ان انسحاب أكراد العراق إلى حدودهم الخاصة سيؤدي على المدى البعيد الى مكاسب أكبر لعرب العراق مما سيؤدي اليه بقاء الأكراد معهم في وطن واحد وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية الخ....
فنفط البصرة سيكون لأهل الجنوب ونفط العمارة والكوت للوسط والجنوب. ولدينا من الثروات ما يكفينا لأن نكون واحداً من أغنى بلدان العالم وأكثرها تقدماً. فدعونا نستثمر خيراتنا لأجيالنا القادمة لا لاسترضاء هذا وذاك ولا من أجل الحفاظ على حدود وهمية وبناء منطقةٍ نعرفُ جميعاً ان مواطنيها لا يريدون البقاء معنا في بلادنا وإن حلمهم الأكبر هو بناء دولتهم القومية المستقلة، وهذا من حقهم الذي لا يختلف عليه اثنان من المنصفين. ونعرف جميعاً إن ما سنستثمره في هذه المناطق من خزينة الدولة العراقية سيذهب أدراج الرياح لأن منطقة كردستان ستنفصل عن العراق إن عاجلاً أم آجلاً.
فمن أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من عراقنا الذي بات مهدداً بشبح الحرب الأهلية.
من أجل إنقاذ ثرواتنا الوطنية من التبددّ في حروب ظالمة
من أجل الحفاظ على هويتنا العربية الإسلامية السنية والشيعية التي باتت مجالاً لصفقاتٍ مخزية من قبل النخب السياسية الحاكمة لدى الطرفين.
من أجل عراقٍ مستقر وعلاقات أخوية وللأبد مع أكراد العراق الحاليّ... نقول مرة أخرى:
أنْ عاشروا الأكراد بالمعروف..أو طلقوهم بالمعروف. وذلك هو الأفضل لنا ولهم.

سعد الشديدي
أياد صبري
رشاد جبار ألسعيدي
علي عبد الحسين الشاهـر.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعد الشديدي - من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه