كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟

سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 08:15
المحور: كتابات ساخرة
    

بغداد/ وكالات
يبدو إن للقوات الأمريكية العاملة في العراق مهمات أخرى بالإضافة الى مهماتها المعلنة في مواجهة الإرهاب العالمي على الأرض العراقية. ولم يعد نشاط هذه الوحدات, على ما يبدو, مقتصراً على الجانبين العسكري والأمني بل تعداه الى أكثر من ذلك.
فكتيبة الهندسة 299 أوماها، صممت علماً وشعاراً جمهورياً جديدين للعراق. الموضوع غير واضح ومازال في مراحله الأولى ولم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي بعد, لا من قبل القوات الأمريكية ولا من الحكومة العراقية المنتخبة. ولكن الصورة التي تسربت من مقر الكتيبة تؤكد جدية المشروع "الهندسي" الأمريكي للإشتراك في مسابقة العلم العراقي الجديد، التي أعلنت وزارة الثقافة عنها، والفوز بها سواء وافقت لجنة التحكيم أو لم توافق.
وفكرة العَلم الجديد مستقاة من التراث العراقي الذي يمتّد عمره الى اكثر من سبعة آلاف سنة. وأبدع فنانوه منذ ذلك الوقت حتى الآن أعمال فنية مازالت تزّين متاحف العالم وتحتوي على قيمّ جمالية عالية وتقنية غاية في التعقيد. تمّ مزجها مع التوجهات الأمريكية في العراق والمنطقة لينتج عن ذلك الشكل التالي:
القاعدة بيضاء: وترمز الى الخواء الكامل الذي سيؤول إليه البلد بموجب الخطة المتفق عليها بين القيادة الأمريكية والقيادات العراقية المتعاقبة التي ستعمل بالتعاون مع الأمريكيين.
خطوط حمراء على شكل مستطيلات متوازية: عددها ستة ونصف (لا حظوا الصورة جيداً). وترمز الى أنهار الدم الذي يسيل الآن وسيسيل في المستقبل على أرض هذا الوطن المعطاء. وكذلك الى تصميم القوات الأمريكية على العمل وبجدية لتحقيق هذا الهدف السامي الذي طالما ناضل الشعب العراقي وبكامل أطيافه من أجله.
في الجانب الأعلى الأيسر مستطيل ازرق يحتوي على عدد من النجوم بلون ابيض. وتتركنا الصورة التي تسربت من مقر الكتيبة للبروجكت المذكور في حيرةٍ من امرنا. فهناك نجوم كاملة وأخرى ناقصة مشّوهة الشكل. أما النجوم الكاملة فعددها اربعة عشر نجمة والناقصة منها بعدد ستة نجوم. ولم يستطع الراسخون في العِلم أو العلَم إن يتبينوا مغزى هذه الأشكال بالذات. ولكن أغلب الظن أن النجوم الأربعة عشر ترمز الى عزم الأمريكيين الى تقسيم العراق الى اربعة عشر دولة مستقلة ذات سيادة لتستطيع جميع أطياف الشعب العراقي الانضمام الى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية دون أن يشعر احد تلك الأطياف بالغبن أو الإجحاف. أما اللون الأزرق فيرمز الى أن البحر سيكون محيطاً بهذه الدول التي لن تستطيع كلّ منها الاتصال بالأخرى لأسباب جغرافية بحتة. الأمر الذي سيمنع حدوث كارثة الحرب الأهلية في العراق على المدى القريب أوالبعيد. أما النجوم الناقصة وعددها ستة فهي دول لن تكون لها عضوية كاملة في الأمم المتحدة بل ستشارك بصفة مراقب وستكون مناطق حرّة اقتصادياً وسياسياً. إذ سيتاح لجميع الإرهابيين في العالم العبور، خلسةً ودون علم القوات الأمريكية بالتأكيد، الى هذه الدول ليعملوا بحرية تحت سمع وبصر الأمريكان الذين ينوون اختراق هذه التنظيمات الإرهابية خلال فترة لا تتجاوز 200 سنة للقضاء عليهم وتخليص العالم من شرورهم.
الغريب في الأمر أن هذا العلم الجديد مرسوم في مقر الكتيبة الهندسية 299 على صورة بارزة للدكتاتور الساقط. وقد يكون ذلك بسبب عزم الأمريكيين على ترك العراق المجزأ بيد قادة من طراز صدام المنقرض سيعرفون "شغلهم" جيداً مع الشعب العراقي وسيمارسون صورة مشرقة من صور الديمقراطية الأمريكية مع الاحتفاظ بخصوصيات المجتمع العراقي إذ سيكون الذبح على الطريقة الإسلامية فقط.

#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل