أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة















المزيد.....

الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 06:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثبتَ الزمن أن ما يسمى بجامعة الدول العربية ليس إلا منظومة تعكس وبكل أمانة التفككّ والتخلف الرسميين السائدين في الدول الأعضاء. وأنْ يُكلَّف السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بمهمة صعبةٍ لدرء أخطار نشوبِ حربٍ أهليةٍ في العراق، حذرّ هو شخصياً يوم أمس من اندلاعها، أمر يدعو الى الأستغراب أن لم يكن يدعو الى الضحك. فتاريخ "الجهود" التي بذلتها جامعتنا العربية سواء في التاريخ البعيد أو القريب للنزاعات والحروب الأهلية في المنطقة يشهد على فشلها التامّ في أيجاد الحلول لتلك الأزمات ونزع فتيل الحروب. حتى بات من شبه المسلّم به أن تلك المنظومة الرسمية التي كان من المفترض بها أن تكون مركزاً مهماً من مراكز اتخاذ القرارات الجماعية المؤثرة في حياة ومصير الدول العربية، ليست إلا مظلةٍ لا فائدة منها وأن وجودها أو عدمه سواء. ولكن وجودها أفضل من عدمه فهي وأن لم تكن تنفع فلا ضرر منها. وبناءاً على ذلك تحددت علاقة المواطن العربي بجامعته العتيدة.
فقد عجزت الجامعة وأمانتها العامة ودولها الأعضاء في ايجاد حلول حقيقية للصراع العربي – الأسرائيلي منذ بداية النزاع في 1948 حتى هذا اليوم. وأخفقت في التوسط لحلّ النزاعات العربية – العربية كالنزاع بين الجزائر والمغرب وكذلك بين مصر وليبيا وآخر عجزٍ لها كان في استغاثة دولتين خليجيتين بمحكمة العدل الدولية في لاهاي لحل الخلاف الحدوديّ بينهما في حين كان من المفترض أن تقوم الجامعة العربية بالمشاركة الفاعلة في تسوية ذلك النزاع. ولا نريد أن نذكّر بالشللّ الكامل الذي اصيبت به تلك المنظمة حين قام نظام صدام حسين الديكتاتوري بغزو الكويت الشقيق.
ولا نريد أن نعرّج على دور الجامعة في لبنان ابّان الحرب الأهلية اللبنانبة والذي تكللّ بأحتلال القوات السورية للبنان لأكثر من ثلاثة عقود وما سببه من معاناة لم تنتهي حتى بعد انسحاب القوات السورية من ذلك البلد.
كل ذلك يجعلنا، كعراقيين، ننظر بشكّ الى جدية الوعد الذي قطعتهُ الأمانة العامة للجامعة العربية على نفسها للتوسط لحل النزاع العراقي – العراقي، إن كان لذلك النزاع من وجودٍ في الواقع أصلاً.
وتزداد شكوكنا حدةً اذا ما عرفنا ان تحركّ الأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى قد تأخر لأكثر من أربعة عشر عاماً. فقد كان من المفترضِ أن تشكّل الجامعة ومنظماتها العديدة قوة ضاغطة على نظام صدام الديكتاتوريّ ليوقف حروب الإبادة الجماعية التي كان يشنها تحت سمع وبصر ممثلية الجامعة في بغداد وليكبح حملات الأرهاب المنظمة التي كانت أجهزة أمنهِ ومخابراته تقوم بها دونما وازعٍ من قانون أو وجلٍ من رقابة كائناً ما كان مصدرها.
كان من المفترض ان يقدم الأمين العام للجامعة العربية نصائحة، وبحدود امكانياته والأطر التي تسمح له بها آليات عمل الجامعة، الى دولة الديكتاتور وممثله الدائم في مقر الجامعة بأتباع القوانين ومعاملة الرعية بالعدل والقسطاس. كان من المفترض ايضاً ان تعترض جامعتنا العتيدة على قرارات الأمم المتحدة بعد غزو الكويت الشقيق، والتي مازلت أعتبرها جائرة بحقنّا نحن العراقيين، وتحريض الدول الأعضاء على خرق تلك العقوبات التي دفعَ المواطن العراقي وليس نظام صدام الديكتاتوري ثمنها.
كان من المفترض أن تنصت الأمانة العامة للجامعة العربية الى أصوات الأحتجاج التي أطلقها الملايين من العراقيين ممن أستطاعوا الهرب من براثن نظام صدّام الدموي وسجّلوا شهادات دامغة ضدّ الأرهاب اليومي الذي مارسته الطغمة الصدامية بحق الشعب العراقي بكافة مكوّناته العرقية والقومية والدينية والمذهبية.
كان من المفترضِ أن تسعى الجامعة الى عزل النظام عربياً وعالمياً لأنه أساء ولمراتٍ عديدة لصورة الدول العربية والنظام الرسمي العربي بخرقه المتكررّ للقوانين الدولية والأتفاقات التي وقعّ عليها في المحافل الدولية. وما غزوه لدولة الكويت الشقيق إلا مثالاً واحداً من عشرات الأمثلة التي يمكن ايرادها في هذا الجانب.
فماذا فعلت الجامعة العربية وأمانتها العامة؟؟
قد ترتفع أصواتٌ عديدة اعتراضاً على تحميلنا الجامعة وأمانتها العامة أكثر مما تطيق وتحتمل. فليس لهذه المنظمة وقيادتها من الأمكانيات ما يؤهلها لممارسة ضغوط من هذا النوع والقيام بدور فاعل في التوسط بين الأنظمة ومواطنيها والدفاع عن المواطن حين يتعرضُ للظلم والحيف والأضطهاد من دولته التي لم ينتخبها، كما يفعل المواطن في العالم المتحضّر، وهي كذلك غير قادرة على ملاحقة الأنظمة العربية التي تمارس الإبادة المنظمة بحق مواطنيها كما فعل نظام الديكتاتوري البائد في العراق.
ولكن ما هو دور الجامعة العربية بحق السماء اذا كانت غير قادرة على حلّ خلاف عربي – غير عربي كالنزاع العربي – الأسرائيلي، وليس لها امكانية التدخل لفضّ النزاعات العربية- العربية كما حدث في النزاع الحدودي بين البحرين ودولة قطر، ولا حول لها ولاقوة في الدفاع عن المواطن العربي الأعزل وتحدّي الأنظمة العربية غير المنتخبة وأنزال عقوبات أقليمية بها أن خالفت تلك الأنظمة القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق المواطنة؟
اينتظر المواطن العراقي خيراً من منظمة مصابة بالشلل النصفي أن تحل ما تسميه بالنزاع العراقي- العراقي وتجنّبنا مخاطر اندلاعِ حربٍ أهلية اعلنها بالفعل أحد الأطراف على الأكثرية من ابناء الشعب العراقيّ وبدأ بها على ارض الواقع منذ اكثر من سنتين؟؟
اليس عمليات القتل على الهوية التي تمارس يومياً في العراق فصلاً من فصول حربٍ دائرة بالفعل على التراب العراقي؟ اليس تدمير المدن والقرى العراقية حرباً حقيقيةَ بكل أشكالها وأبعادها؟
أننا نعيش فصول الحرب الأهلية يومياً في عراقنا الجديد دون أن نجرأ على تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية. فاعلين كما تفعل النعامة حين تدّس رأسها في التراب، ليس خوفاً من الحرب ذلك اننا نراها ونلمسها لمس اليد، ولكن أملاً في أن يشعر الطرف الذي اعلن علينا تلك الحرب بالتعب واليأس حين يرى انه لم ينجح باستفزازنا وأستدراجنا الى خنادق الدم والموت. ويبدو انه لم يتعب حتى هذه اللحظة بل وبدأ يشعر بلذةٍ غامرة وبتفوقٍ كاذبٍ سينتهي ما أن نتعب نحنُ من هذه اللعبة القميئة ونشمّر عن سواعدنا لنكنس شوارع مدننا وقرانا من الغرباء وشذّاذ الآفاق. حين ذاك يكون الطوفان العراقي قد اكتسح المنطقة بأكملها ولن ينجح أحد بوقفه حتى لو كان الأمين العام لجامعة الدول العربية وتهديداته بأندلاع ذلك الطوفان



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ
- شمس الدين: الحقيقة والأسطورة
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور
- تصريحات الحكيم.. عشرة عصافير بحجر واحدة
- هل تدعم إيران الإرهاب السلفي في العراق؟
- السادة والعبيد في العراق الجديد
- من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- لمحمد الوردي..والنار التي في قلبه
- عاشِروا الأكراد بالمعروف.. أو.. طلّقوهم بالمعروف
- سجّل أنا شيعي...
- كولاج عراقي لسماء قاتمة
- سوناتا القيامة
- قصيدة: اور..الناصرية..اوروك الورقاء


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة